ما قدمه الرئيس الامريكي في ما اسماه صفقة القرن والتي جاءت في مفردات لرؤيا امريكية تطمح لجمع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي ودفعهما للتفاعل مع ما جاء به الامريكي حول فلسطين ومشروع تفكيك صراعهما المستحكم.

هذه الخطوة الامريكية - في تقديرى - لا تختلف في شيئ عن اى فرصة تسنح وتلوح . امام مُتربّص مُحّتاج . فينّبري لها ويلّتقطها  . ومن ثم .  يتعاطى باجتهاد معها ويُحاوِلُها . على نحو يتمكّن به . من تطّويعها في اتجاه يصبْ في صالحه . فان ثبت جدّواها في تفاعله معها . انغمس في التعاطي والمُحاولة معها حتى اذنيّه . وان كان العكس . نفض يده منها . وتخلى عنها .

فهل يستطيع الفلسطينى من حزم امره . ويتحرك في اتجاه محاولة تطّويع . ما جاء على لسان الرئيس الأمريكي . على نحو يساعده في تفكيك ما يعصف  بالفلسطينيين وفلسطين مند عقود طويلة . .

اعتقد بان الفلسطينى لا يستطيع التقدم . ولو بخطوة واحدة  . حتى في اتجاه جسّ هذا العرض . من خلال التعاطى معه عبر  النقاش والحوار . ناهيك عن الوصول الى تبيّن جدواه من عدمه . الذى يحتاج منه الانخراط بكامله . في التعاطى والتفاعل العميق مع العرض الأمريكاني .   . 

وهذا مردّه - في تقديرى - وبعدما تمكن هذا الفلسطينى . من بلّورة كل خطوات نضاله . ليمررها داخل اطار . اسماه بمنظمة التحرير . ليرسم بها ومن خلالها مأساة المشهد الفلسطينى بابعاده الانسانية . وليُظهر من خلالها للعالم مدى فداحت معاناة الفلسطينى . في مسيرته الطويلة للوصول الى وطنه . لم يتمكن هذا الفلسطينى ورغم هذا الجهد الاسطورى . من جعل مسيرة الشاقة هذه . ان تتخذ بُعد وطنى عميق . يوفر من خلاله الكثير من الجهد والوقت . عبر استدراج نضاله الى داخل الفضاء الوطنى الفلسطينى . ليجعل منه ارضية صلّبة . ينطلق من عليه صوب كل الاتجاهات . التى قد تساعده في تفكيك ما يعصف بفلسطين والفلسطينيين مند عقود طويلة . 

ويرجع ذلك فى تقديرى  . لانسياق هذا الفلسطينى وراء تيارات فكرية سياسية ثقافية . ابّعدته عن فضاءه الوطنى . بعدما شكّلت وعّيه وصاغته . وفق رؤاها للكون وتنظيراتها للحياة . فصاغته وبرّمجته  . بهوية موازية لهويته الام . فصار يتعاطى في مسيرته نحو وطنه . بأبجدية ومفردات هذه التيارات المتنوعة .

فتعدّد هذا الفلسطينى وصار بذلك . يسارى فلسطينى .او يمينى فلسطينى . او مسيحى فلسطينى . او اسلامى فلسطينى او يهودى فلسطينى الخ . وذهب اليمينى . اليسارى . المسيحى . الاسلامى . الخ . نحو توظيف فلسطين وما عليها . في خدمة توجهات هذه التيارات  و المذاهب و المشارب . فذهبت فلسطين بكل هذا . الى طرق شتّى وانتهت   الى شتات . في كنف مخيمات بائسة  داخل فلسطين وخارجها . 

 واعتقد لا فكاك . لهذا الفلسطينى من كل هذا . الا اذا استطاع تنكّب طريق التحرر من الفضاءات الفكرية السياسية التى تتخطى به جغرافية فلسطين . بالرجوع الى الفضاء الوطني الفلسطيني . ليصير بذلك الفلسطيني فلسطيني اولا  . فلسطينى يسارى . فلسطينى اسلامى . فلسطينى مسيحي . فلسطينى يهودى . الخ . ومن هنا .  يستطيع هذا الفلسطينى . وبوعى وطنى . مُحاولة  ومعالجة كل هذه التيارات في توجهاتها  . ليطوّعها ويدجّنها . فتصير بيده وجهده . في خدمته  ولصالح فلسطين واهلها .  فهل للفلسطينى اُذن واعية . وان شأتم . وهل للليبيين قدرة الاتعاظ . من نكبات الغير ؟ .  

الآراء المنشورة ملزمة للكاتب و لا تعبر عن سياسة البوابة