عَنْدَمًا تَنْقَسِمُ لِيبِيَّا إِلَى مَنَاطِقِ نُفُوذِ عَرَبِيَّةِ وَأَجْنَبِيَّةٍ فِي دَوْلَةٍ تُسَمَّى لِيبِيَّا الْحَديثَةِ، تُصْبِحُ لِيبِيَّا دُوَيْلَاتٍ، كَانَ مُخَطَّطَا مَرْسُومَا فِي الماضي عَلَى الْأَقَلِّ لَازَالَتْ مُسْتَمِرَّةٌ إِلَى الْمُسْتَقْبَلِ، وَهَا نَحْنُ نُشَاهِدُ كُلَّ يَوْمٍ بِمَجِّيِّ ثِمَارِ نُضْجِ أَعْمَالِهِمْ فِي عَمَلِيَّةُ تَمْزيقٍ لِأَرْضَ الْوَطَنَ اللِّيبِيَّ مِنْ جَديدًا وَمُحَاوَلَةَ تَجْزِئَةِ الْمُجَزَّأِ مِنْ جَديدٍ.


  لَمْ يَكْفِي التَّمْزيقُ مِنْ تَقْسِيمٍ بَلْ أَصْبَحَ لَهُ كِيَانَاتُ صَغِيرَةُ تَحَكُّمِ الشَّرْقِ وَالْغَرْبِ فِي حُكُومَاتٍ وَمُجَالِسٍ وَبَرْلَمَانَاتٍ، حكاما بِالْجَدَلِيَّةِ وَعَدَمِ التَّفَاهُمِ لَيْسَ لَهُمْ مُهِمَّةُ غَيْرِ الْاِسْتِجَابَةِ لِتَدَاعيَاتِ الْعُمَالَةِ فِي الْمُسَاعَدَةِ عَلَى تَنْفِيذِ مُخَطَّطَاتٍ مِنْ أَتَى بِهُمْ عَلَى عُرُوشِهِمِ الْغُيُرِ دَائِمَةً.


  مِثَالُ الْمَنَاطِقِ الْمُجَزَّأَةِ، دُوَيْلةَ الْغَرْبِ اللِّيبِيِّ الَّتِي لَمْ تَكُنْ إِلَّا عَاصِمَةَ لِيبْيَا الْأبَدِيَّةِ فِي تَحَالُفِ مَعَ تُونِسٍ وَبرِيطَانِيَا وايطاليا، وَدُوَيْلةَ الشَّرْقِ لِلْعَاصِمَةِ الْاِقْتِصَادِيَّةِ فِي تَحَالُفِ مَعَ مِصْرٍ وَرُوسِيَا، وَدُوَيْلةَ الْجَنُوبِ مَعَ الْجَزَائِرِ وَفَرَنْسَا اللَّاَتِيِّ لَمْ يَكُنْ يَوْمَا كِيَانَاتٍ مُسْتَقِلَّةٍ قَبْلَ الْاِسْتِعْمَارِ وَبَعْدَ الْاِسْتِقْلَالِ الْأَوَّلِ.


 أَجَزَاءٌ لَا تَتَجَزَّأْ مِنْ لِيبْيَا وَقَدْ يُوَافِقُ هَذَا التَّقْسِيمِ تَقْسِيمَ الْمُصَالِحِ وَلَيْسَ تَقْسِيمُ الْجُغْرَافِيَّةِ كَمَا كَنَّا نَعْتَقِدُ فِي مَاضِيِنَا، مَعَ مُقَرَّرَاتٍ الأيدي الْخَفِيَّةَ فِي زَرْعِ فَكُرَةِ إستراتجية الْاِسْتِحْوَاذَ لِلنُّمُوِّ بِسُرْعَةٍ فِي مَجَالَاتٍ مُخْتَلِفَةٍ عِنْدَ قِطَاعَاتِ الدَّوْلَةِ لِيبِيًّا.


 لَيْسَ الْعَمَلُ الصَّحِيحُ زَرْعَ أَجْسَامِ غَرِيبَةِ فِي الْمُجْتَمَعِ اللِّيبِيِّ بَلْ هُوَ كِيَانٌ مِنَ الْخِيَانَةِ بِالْوِرَاثَةِ وَلَيْسَ بِالزَّمَنِ وَنُصْبٍ عَلَيْهَا اِنْضِمَامَهُمْ لِيَكُونُوا حُلَفَاءً فِي حَرْبَةٍ عَلَى الْإِرْهَابِ ضِدَّ مَقْدُرَاتِ الدَّوْلَةِ اللِّيبِيَّةِ.


 اِنْتَهَتِ الدُّوَلَةُ الْجَمَاهِيرِيَّةُ بِوَفَاةِ مُعَمَّرِ الْقَذَّافِيِّ وَكَانَتِ الْعُمَالَةُ تَتَّضِحُ لَنَا بِقُوَّةٍ فِي مَنْ يَحْكُمُ لِيبِيًّا، أَهُمْ مَنْ أهْلِ دُوَيْلةِ الْغَرْبِ اللِّيبِيِّ أَمْ هُمْ مِنْ دُوَيْلةِ الشَّرْقِ اللِّيبِيِّ فِي دَوْرِ أَسَاسِي يَضُمُّ دُوَيْلةُ الْجَنُوبِ إِلَى اُحْدُ الطَّرَفَيْنِ.


 لِيَبْدَأُ مُسَلْسَلُ التأمر عَلَى الْأُمَّةِ اللِّيبِيَّةِ، وَبِخَاصَّةٍ مِنْ مِصْرٍ وَتُونِسٍ وَالْجَزَائِرِ وَالْمَغْرِبِ فَهُمِ الدُّوَلُ الْمُحِيطَةَ بِلِيبْيَا وَالْخَطَرِ عَلَى لِيبْيَا دَائِمِ عَلَى كِيَانِهَا وَالثَّعْلَبِ الْمَاكِرِ فِي اللُّعَبِ عَلَى الْحَبَّالِ الطَّوِيلَةِ.


 مِنَ الَّذِي يَخْلَقُ ذَريعَةُ الْخِيَانَةِ لِكَيْ تَكُونَ لِيبِيَّا مُسَرَّحَا أَوْ مسلسلَا لِلْاِنْهِيَارِ السِّيَاسِيَّةِ أَكْثَرَ مَا هِي الْيَوْمُ عَلَيْهَا لِيبِيًّا، ذَالَكَ كَانَ وَلََزَالَ التأمر تَحْتَ الطَّاوِلَةِ وَلَيْسَ فِي الْعَلِنِ فِي الْحُكْمِ وَالثَّرْوَةِ اللِّيبِيَّةِ.


  وَصَلَ الْأَمْرُ إِلَى تَسْوِيَاتِ غَيْرِ مَرَضِيَّةٍ فِي( الرَّبِيعَ الْعَرَبِيَّ)، إِنْ جَعِلُوا لِيبِيًّا لِمُعَسْكَرَاتِ تَدْرِيبِ الْإِرْهَابِ حَتَّى تَكَوُّنِ لِيبْيَا دَوْلَةِ غَيْرِ مُسْتَقِرَّةٍ يَدُورُ فِيهَا الْعَدُوَّانِ فِي شَرْقِ وَغَرْبَ وَجَنُوبَ بِدُونِ أَيِّ تَسْوِيَاتٍ سِيَاسِيَّةٍ.

يُكَادُونَ أَْنْ يَكُونُوا اُشْدُ عَدَاءً عَلَى لِيبْيَا بِالْقَوْلِ وَالْفِعْلِ لِلدُّعُمِ الْمُسْتَمِرَّ فِي خِيَانَةِ لِيبْيَا فَأَصْبَحَتِ الْخِيَانَةُ بِالْوِرَاثَةِ مَكْتُوبٌ عَلَى جَبِينِهِمْ تُمَيِّزُهُمْ بِهَا لِيَعِيثُوا فَسَادًا وَسَرِقَةً وَنَهْبَ الْأَمْوَالِ اللِّيبِيَّةِ .

الآراء المنشورة ملزمة للكاتب و لا تعبر عن سياسة البوابة