تقع ليبيا في شمال افريقيا على حوض البحر المتوسط وتعتبر البوابة الشمالية لأفريقيا من ناحية اوروبا. شكل الموقع الجغرافي لليبيا عبر العصور اهمية كبيرة من الناحية الاقتصادية فهي حلقة وصل بين اوروبا وافريقيا من جهة وبين دول شمال افريقيا والشرق التوسط من جهة اخرى.

 المؤسسة الوطنية للنفط (NOC)تعتبر الجهة الحكومية الوحيدة المسؤولة عن صناعة النفط في ليبيا وكدلك على التعاقد مع الشركات العربية والاجنبية المصنعة للنفط والذي من شانه ان يساهم في الخطط التطورية للصناعة النفطية في ليبيا. صناعة النفط تعتبر الشريان الرئيسي للاقتصاد الليبي ولدلك تضع المؤسسة الوطنية للنفط على عاتقها مسؤولية تنفيذ خطط التطوير والتجديد المبكر للحقول والموانئ النفطية طبقا لأعلى معايير الجودة والسلامة والدي من شانه خفض تكاليف الصيانة والتطوير على المدى البعيد. ومع الأخذ في الاعتبار الانخفاض الحاد في اسعار النفط الحالي وتوجه بعض الشركات العالمية لاستثمار في الطاقات البديلة للنفط مثل الشمس والرياح فانه يتوجب على الحكومة الليبية استغلال الوقت من اجل استثمار الموارد النفطية في البنية التحتية والخدمية وكدلك البحوث العلمية والصناعية والتي من شانها تطوير قطاع الصناعة في ليبيا والدي بدوره يدعم ويقوى الدخل القومي الى جانب قطاع النفط. 

تم اكتشاف النفط الليبي في سنة 1958 والذي كان بمحض الصدفة ودلك اثناء قيام الحكومة الليبية في ذلك الوقت بحفر ابار للمياه لتوفير الاحتياجات المائية لبعض المدن الليبية أنداك. هذا الاكتشاف المفاجئ للنفط في ليبيا لفت انتباه الشركات الاجنبية المهتمة بصناعة النفط أنداك مثل الشركات الامريكية والايطالية والبريطانية وغيرها الى القدوم الى ليبيا من اجل البحث والتنقيب على النفط. 

اسفرت عمليات الاستكشاف والتنقيب عن النفط الى انتاج اول برميل للنفط الليبي على الاطلاق سنة 1961 ومن ذلك الوقت أصبح استخراج وانتاج النفط من اولويات الحكومة الليبية واصبحت الصناعة النفطية المورد الرئيسي والعمود الفقري للاقتصاد الليبي حيت تمثل حوالي 94% من الموارد المالية للدولة الليبية. بعض العوامل السياسية والاقتصادية في ذلك الوقت مثل ازمة اغلاق قناة السويس 1956-1957 وايقاف الدولة السعودية لتصدير النفط ٫كان على الدول الصناعية الاوربية والامريكية المعتمدة على النفط لتشغيل قطاعاتها الصناعية الى ايجاد بديل للنفط الخليجي. اتجهت الانظار الى ليبيا الدولة الحديثة في انتاج النفط باعتبارها تطل على الجانب الاخر للبحر المتوسط لأوروبا وكدلك الى تقارير الشركات المستكشفة للنفط التي تشير الى وفرة النفط داخل الأراضي الليبية. بالإضافة الى الاستقرار السياسي والامني داخل الدولة الليبية في ذلك الوقت. كل تلك العوامل ساهمت في تطوير صناعة النفط الليبي وزيادة الانتاج بشكل متسارع في ظل الطلب المتزايد على النفط في دلك الوقت. 

ونتيجة لذلك وبحلول سنة 1957 ٫ كان هناك ما يقرب من 12 شركة من كبريات الشركات النفطية تعمل فيما يقارب من 60 امتياز للتنقيب عن النفط واستخراجه مثل شركة (Para-Statal Compagnie) وشركة. (Aise des Petroles and Oasis) والتي كنت عبارة عن ائتلاف من ثلاث شركات جديدة في مجال الاستكشاف الدولي وهي اميراداهيس و وكونوكو وماراثون بالإضافة الى بنكر هانت (جون رايت ، ليبيا: تاريخ حديث ، مطبعة جامعة جونز هوبكنز ، بالتيمور ، 1982)في سنة 1957 تم حفر عدد من الابار النفطية حيث تم حفر ثلاث ابار في المنطقة الواقعة بالقرب من الحدود الجزائرية ونجحت عمليات الحفر في استخراج النفط من بير واحدة بمعدل 500 برميل في اليوم والتي ادت الى تغطية تكاليف الحفر للإبار الثلاثة ذلك الوقت. في سنة 1959 استمرت عمليات الحفر في منطقة سرت وهي منطقة تقع في الوسط الشمالي من ليبيا حيث تم حفر بير بمعدل انتاج 17500 برميل يوميا وبئر اخر مجاور بمعدل انتاج 15000 برميل يوميا بالإضافة الى ابار اخرى بمعدلات انتاج مختلفة وكدلك تم اكتشاف ستة حقول نفطية في نفس المنطقة من قبل شركة Esso وOasis وبذلك تكون سنة 1959 بداية انتاج النفط الليبي بمعدلات قياسية في دلك الوقت. 

 الآراء المنشورة ملزمة للكاتب  ولا تعبر عن سياسة البوابة