يعتبر إقليم غرب المتوسط القطب الأهم والصلة الرئيسة الرابطة بين شمال غرب المتوسط وجنوب غربه من جهة، وأفريقيا وأوروبا من جهة أخرى. ولهذا عرف هذا الإقليم استقطابات وصراعات دولية مستمرة بين مختلف القوى الدولية والعالمية.

ويعيش الإقليم في الوقت الراهن مشكلات متعددة وتحديات كبرى، تجعله بؤرة زلزالية، يمتد تأثيرها إلى كل مناطق العالم، ذلك أن الهوة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بين الضفة الشمالية والجنوبية ما زالت تتعمق يوماً بعد يوم، ما يؤدى إلى استفحال مشاكل عديدة، مثل: الهجرة غير الشرعية، والجريمة المنظمة، والخلاف الإسباني المغربي حول السيادة الترابية للمغرب، والبيئة وتلوثها، وملف الصيد البحري، وغيرها من القضايا، كما أن حدة الأزمات والتوترات السياسية التي يعرفها الإقليم تساهم بشكل واضح في اتساع الخلافات والصراعات، على نحو يهدد الاستقرار والأمن في غرب المتوسط.

وتحظى قضية الاستقرار والأمن في البحر المتوسط باهتمام دول الاتحاد الأوروبي، ولاسيما أن أوروبا عانت من حربين عالميتين مدمرتين خلال النصف الأول من القرن العشرين.

ويرتبط الاستقرار والأمن في حوض البحر الأبيض المتوسط بالاستقرار السياسي والاقتصادي في غربه، ومن ثم فإن تخبط عمليات التنمية وانتشار البطالة والفقر في الدول المتوسطية، وخاصة دول المغرب العربي، لا يؤدي فقط إلى بروز حالة عدم استقرار في الدول المتوسطية، ولكنه يؤدي أيضاً إلى بروز حالة عدم استقرار الأمن في حوض البحر الأبيض المتوسط، وخاصة أن أوروبا تؤكد على خطورة الهجرة غير الشرعية القادمة إليها من الدول المتوسطية، إلى جانب قضايا أخرى مثل تهريب المخدرات والإرهاب والتطرف الديني. ومن هنا أخذت القضايا الأمنية في إطار النظام العالمي الجديد وعصر العولمة بعداً جديداً يستلزم بطبيعة الحال التنسيق والتعاون بين الدول المعنية لمواجهة التحديات التي تواجه دول غرب المتوسط.

الآراء المنشورة ملزمة للكاتب و لا تعبر عن سياسة البوابة