قتل النفس أو التحريض عليها هي من الكبائر ، ونعني بالنفس هي البشرية جمعاء إلا بالحق وهنا  ((الا)) تعني الشرط ويجب الوقوف عندها.

فقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق كبيرة من أكبر الكبائر ، ويعظم الجرم ويشتد الاثم حين تكون هذه النفس نفساً مؤمنة ،فلا شك أن حرمة دم المسلم أعظم عند الله من حرمة الكعبة بل زوال الدنيا أهون عند الله من قتل المسلم ، وقد تواترت الأحاديث الدالة على هذا المعنى وفيها من الترهيب ما يردع من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد .

ولاشك ان حرمة دم المسلم من أعظم الحرمات عند الله وقتل النفس المعصومة من الكبائر ، والتعمد في القتل له جزاء عظيم .كما في قوله تعالى(( من قتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظمياً)).

من خلال هذه الآية الكريمة يتبين لنا مدى الغضب الشديد والوعيد والعذاب الطويل والخلود في النار  واللعن وهي أقوى صور العذاب والوعيد لمن يقتل ويسفك دم الأبرياء والمعصمين .

ولهذا ندعو الى الدعوة الصالحة وفهم أمور الدين والاصطلاح مع الذات والفهم العميق للإسلام ، لأن الإسلام ليس قشوراً في اللبس وإطلاق اللحى وترديد بعض الأقاويل دون فهم معناها .
فأكثر العلماء والشيوخ  والأفاضل لم يطلقوا صفة الكفر على المشاركين بالانتخابات بل كثير من دعم حدوثها  وألقوا الى أنها أقرب إلى الشورى وخاصة على الصعيد الانتخابات البلدية وهناك من أخذ بالانتخابات بالمجالس وأنها أقرب الى تحقيق رأي الشورى عند الناس ولا يصح أن يجتمع الناس في مكان واحد ، كما انه لا يصح أن يقاطع الرويبضة ويأخذ مكانهم على مكان العلماء …….


وهناك بعض الاقوال لبعض العلماء بان الانتخابات عليها مآخذ وأنها لاتصلح للمسلمين ، تبقى دار الإفتاء هي الأقرب الى ذلك ، اذا قلنا ان المفتي لايخضع لارادة السلطان وأنه يتمتع بالحرية الكافية في اتخاذ القرار وفق الضرورة ، وإذا أقر الانتخابات أو لم يقرها شرعاً فهو الكفيل بحمل وزر ذلك يوم القيامة وما على الناس إلا  الامتثال وعدم الخروج على رأي ولي الأمر والجماعة ، والدعوة إلى تكفير المجتمع ما هو إلا ضلال مبين فمن كفر مسلماً صار كافراً ، اللهم أني بلغت  وعلى صغار المتشددين مراجعة أمورهم .


الاراء المشنورة ملزمة للكاتب و لا تعبر عن سياسة البوابة