لا يزال القرضاوي يعمه في غيّه ، يحرّض على جيش مصر وأمنها ومؤسساتها ، وينتقد الدول التي كشفت حقيقة الإخوان ، وفضحت مخططاتهم ، ويحاول إقناع  البسطاء من أتباعه أن  رفض الإخوان كالكفر بالرحمان ، وأن التخلّي عن الإخوان كالتخلّي عن الدين والقرآن ، وأن الإسلام إخوانيّ أولا يكون ، 

ومن إستمع الى القرضاوي ، مصري الجنسية ، قطري الهوية والرؤية والهوى ، يوم الجمعة الماضي ، لابّد أن يكون قد توقّف عند موقفه المعادي لدولة الأمارات العربية المتحدة التي إتهمها بالوقوف « ضد كل حكم إسلامي » وبأنها « تعاقب أصحابه وتدخلهم السجون » وندّد بإحتضانها للفريق أحمد شفيق الذي وصفه بأنه من رجال مبارك ، في حين أشاد كعادته بدور قطر ، وحكام قطر ، وإعلام قطر ، ومال قطر ، ومرتزقة قطر ، ومشروع قطر  في المنطقة العربية 

والقرضاوي ، الذي بلغ من العمر عتيّا ، يبدو أنه فقد البوصلة ، وبات يهذي بما يؤمر به ، في ظل فقدانه لآليات التحليل السياسي ، ومحاولاته الدائمة لعب دور من جاءه برهان ربّه ، ومن بات له خط تواصل مباشر مع السماء ، لذلك نجده يركب قطار السياسة وهو جاهل بها ، ويقدّم إستنتاجاته للبسطاء وكأنها وحي يوحى ، مستفيدا من تلك المساحة الواسعة التي يلعب فيها رغم ضيق الكيان الذي ينتمي إليه ، وضيق الأفق الذي ينطلق منه 

إن القرضاوي بما يفعل ، وبما يقول ، يثبت مرّة أخرى أنه ينتمي الى مشروع لا يستهدف شيئا قدر ما يستهدف الإسلام ذاته ، فأن يتحوّل الدين الى أداة لتصفية حسابات السياسية ، والتفريج عن العقد النفسية ، وخدمة المشاريع الخارجية ، وتخريب الدول ، وتقسيم الشعوب ، وتفجير المجتمعات من الداخل ، فإن ذلك  بات واقعا في ظل المشروع الإخواني تحت الرعاية القطرية التركية الأمريكية ، وفي ظل تخطيط صهيوني لم يعد خافيا عن العاقلين ،

وأن ينقسم الإسلام الى إسلام الأمّة مقابل إسلام الجماعة ، فإن ذلك يعني أن الهدف الحقيقي هو الإطاحة بإسلام الأمّة إعتمادا على إسلام الجماعة التي وصل الأمر بإحد قادتها أن قال « أريد أن يميتني الله على عقيدة الإخوان » ،، ويعني أن القرضاوي الذي كانت فتاواه وراء سفك دماء مئات الاف  من عامّة المسلمين ليصل المئات من خاصّة الإخوان الى الحكم ، أدرك أن دولة الإمارات إختارت إسلام الأمة ، عكس ما إختارته الدولة التي تأويه وهو إسلام الجماعة ، فكان موقفه الذي أعلنه مرّة الأخرى الجمعة الماضي دليلا أخر على أنه ممن في غيّهم يعمهون.