لعبت القبيلة في ليبيا دور الدولة عبر التاريخ , كان هذا في فترات التاريخ الليبي القديم فكانت القبيلة هي الوطن بالنسبة للمواطن الليبي , بعد الاستقلال بدأ تاسيس المجتمع الحديث وحاولت الدولة ان توفر للمواطن ما كانت توفره القبيله من ضمان امن وحياة كريمة , كانت المؤسسات الحكومية هي البديل العملي للقبيلة كالشرطة والقضاء والجيش والضمان الاجتماعي , بالطبع لم تحقق دولة المملكة نجاحا كبيرا في ذلك ولكنها اسست لهذا التطوير , في عهد القذافي برزت القبيلة من جديد و واصلت عملها الى جانب مؤسسات الدولة وتميزت ادارتها بالطابع القبلي , بعد ثورة فبراير تسلحت القبيلة وصارت اقوى , بل بدات تلعب دور الدولة فصارت تعتقل وتحارب وترتب علاقاتها مع القبائل الاخرى , اخطر تحول للقبيلة في ليبيا هو تحول المدن الى قبائل ,حيث صار الانتماء للمدن يأخذ شكل التعصب القبلي ولوحظ التطهير القبلي لبعض المدن. (الكاتب .منصور بوشناف ) وللعودة للقبائل الليبية منذ الحقب الاولى من الزمن يرجع التاريخ ويؤكد بأن القبائل الليبية الأصيلة التي كانت تقطن ليبيا خلال الفتح الإسلامي في سنة 643 م (24هـ) تفرعت من جذمين، وهذا قول النسابة والمؤرخين، حيث ينتهي النسابون بالبربر إلى واحد من أصلين:البرانس أو البتر. البربر أو الأمازيغ هم سكان شمال أفريقيا الأصليين، كما هو معروف، حيث عاشوا في المنطقة منذ العصر الحجري في نظام قبلي تطور مع قدوم المسلمين العرب، وأصبحوا ينسبون أنفسهم إلى أحد الجذمين البتر أو البرانس، تماماً كما فعل العرب عندما نسبوا أنفسهم إما إلى قحطان أو عدنان. وهذه التقاسيم تاريخياً غير دقيقة، وإنما هو تأثير العرب في إخوانهم البربر الذين لم يجدوا حرجاً في تقبل هذا لكي يفسر البربر التقارب مع العرب الذين كانوا ينعتونهم أحياناً بـ ” ئبياتن ” وتعني الضيوف. ونظراً لطبيعة التحولات في المنطقة والتغيرات التي مرت بها الخارطة البربرية نرى وجوب ذكر هذه القبائل ولو باختصار لكي ندرسها في إطار تطورها وتفاعلها التاريخي مع الشرائح الليبية الأخرى فيما بعد: 1 لواتة 2 هوارة 3 زناتة 4 نفوسة 5 كتامة 6 صنهاجة 7 زويلة 8 مزاتة 9 الأواجلة 10 الطوارق ويقول الدكتور خالد غلام عن موضوعنا لايمكن إغفال دور القبيلة الهام في تكوين المشهد السياسي الليبي الحالي بالرغم من ان دور القبيلة كان حاضرا في تاريخ ليبيا الاجتماعي والسياسي الحديث الا ان تنامى دور القبيلة بشكل كبير في المشهد السياسي الحالي كان نتيجة الى التحولات السياسية التي أحدثتها تداعيات ثورة 17 فبراير .. لاسيما تشكل بعض المليشيات المسلحة المحسوبة على مناطق معينة والتي ساهمت في أحداث صراعات بين بعض القبائل الليبية مما ادى الى احداث شروخ في النسيج الاجتماعي الليبي. تنامي دور القبيلة أدى الى ضعف سلطة الدولة الهشة بل شكلت تحديا امام قيام دولة المؤسسات والقانون الى ان وصل الحال الى لجوء الدولة في في أغلب الحالات الى القبيلة لنزع فثيل الاقتتال بين القبائل وهذا يقودنا الى الحديث على الدور الايجابي الذي ممكن ان تلعبه القبيلة فلا يخفى على أحد بان بعض شيوخ القبائل استطاعوا ويستطيعوا ان يلعبوا دورا هاما في حل بعض الصراعات القبلية التي تحدث بين الفينة والأخرى والمساهمة في دعم مشروع المصالحة الوطنية والحوار الوطني وكذلك نشر تقافة المحبة والسلام بين ابناء الشعب الواحد . فعلى مدى عقود كانت القبيلة لاعبا أساسيا وبديلا عن تلك الأحزاب والمؤسسات في النظام السياسي الليبي ، الأمر الذي يفتح الباب واسعا أمام تساؤلات حول دور القبيلة في المرحلة القادمة من تاريخ ليبيا بعد القذافي ، ومدى قيامها بدعم أو عرقلة سعي الثورة الى تكريس الديمقراطية والوحدة الوطنية في البلاد .وللرجوع للمصادر التاريخية والوثائق التي تؤكد عراقة تلك القبائل وأهميتها على مدى التاريخ القديم والحديث والذين عاشو ليبيا .فتقول المصادر الإغريقية إن الليبيون القدماء الذين عاشوا في المنطقة المعروفة قديما باسم ليبيا بمعناها الواسع وقــد استقينا معلوماتنا هــذه مــن خلال ما تركه هؤلاء الكتاب مــن أخبار معظمها كانت خليطاً بين الحقائق والأساطير وكان على رأس هؤلاء الكتاب ( هيرودوت ) و ( سكيلاكس ) و ( سالوست) و (سترابون) و (ديودورس الصقلي) و ( بليني الاكبر) و ( بطلميوس الجغرافي) ،وسوف نتتبع أسماء أهم القبائل الليبية عند هؤلاء الكُتّاب منذ أيام ( هيرودوت ) إلى ما قبل الفتح . عرف قدماء المصريين الشعوب التي تقطن إلى الغرب من مصر بالليبيين. كانت القبيلة الليبية التي تعيش في المنطقة المتاخمة لمصر هي قبيلة الليبو (LIBU) والتي غير معروف أصلها بالتحديد حيث يرجح بعض العلماء أنهم من شعوب البحر المتوسط. وقد ورد ذكر هذه القبيلة لأول مرة في النصوص المصرية التي تنسب إلى الملك مرنبتاح (Merneptah) من الأسرة الفرعونية التاسعة عشرة (القرن الثالث عشر ق.م.). ومن اسمها اشتق اسم ليبيا وليبيين. وقد عرف الإغريق هذا الاسم عن طريق المصريين ولكنهم أطلقوه على كل شمال أفريقيا إلى الغرب من مصر، وقد بلغ بعض القبائل درجة من القوة مكنها من دخول مصر وتكوين أسرة حاكمة هي الأسرة الثانية والعشرون، التي حكمت مصر قرنين (من القرن العاشر إلى القرن الثامن ق. م) وقد استطاع مؤسس تلك الأسرة الملك شيشنق توحيد مصر، واجتياح فلسطين. بدأ اتصال الفينيقيين بسواحل شمال أفريقيا منذ فترة مبكرة حيث سيطروا على البحر المتوسط واحتكروا تجارته وكانوا عبورهم البحر بين شواطئ الشام وإسبانيا ليجلبوا منها الفضة والقصدير. وكانوا يبحرون بمحاذاة الساحل الغربي من خوفا من هباج البحر. فكانت سقنهم ترسو على الشواطئ الليبية للتزود بما تحتاج إليه أثناء رحلاتها البحرية الطويلة. وقد أسس الفينيقيون مراكز ومحطات تجارية كثيرة على طول الطريق من الشام بالشرق إلى إسبانيا في الغرب. وعلى الرغم من كثرة هذه المراكز والمحطات التجارية لكن المدن التي أنشأوها وأقاموا بها كانت قليلة لأنهم كانوا تجارا لا مستعمرين. وكان من أسباب إقامة المدن التي استوطنها الفينيقيون في شمال أفريقيا تزايد السكان وضيق الرقعة الزراعية في الشام(فينيقيا) وطنهم. والصراع ببلادها لغارات الآشوريين والفرس ثم الإغريق. امتد نفوذ الفينيقيين إلى حدود برقة (قورينائية). وأسسوا بعض المدن المهمة كطرابلس ولبدة، وصبراته. وقد ازدهرت تجارة الفينيقيين على الساحل الغربي من ليبيا وذلك لسهولة الوصول إلى أواسط إفريقيا الغنية بمنتجاتها الثمينةكالذهب والأحجار الكريمة والعاج وخشب الأبنوس والرقيق، وكانت أهم طرق القوافل تخرج من مدينة جرمة التي كانت مركزا هاما لمنتجات أواسط إفريقيا التي كانت تنقلها القوافل عبر الصحراء إلى المراكز الساحلية حيث تباع للفينيقيين مقابل المواد التي كانوا يجلبونها معهم. واستمر الجرماتيون مسيطرين على سوق التجارة بليبيا أكثر من ألف سنة. كان الفينيقيون والإغريق في علاقات تجارية معهم. لمن الرومانحاولوا إخضاع الجرماتيين بالقوة للسيطرة على تجارة وسط إفريقيا. لكنهم فشلوا وهادنوا الجرماتيين. واستمر وجود الفينيقيين وازداد نفوذهم في شمال إفريقيا خاصة بعد تأسيس مدينة قرطاجة في عام 814 ق.م.). وأصبحت قرطاجة أكبر قوة سياسية وتجارية في حوض البحر المتوسط الغربي، وسادها الاستقرار السياسي والازدهار الاقتصادي فترة طويلة. دخلت بعدها في صراع مرير مع روما لما وصلت إليه تلك المدينة الفينيقية من قوة وثراء. فشن الرومان عليها الحروب المضنية. تكبد فيها الطرفان الكثير من الأرواح والأموال، وهي الحروب التي عرفت في التاريخ بالحروب البونية. بعدها استطاعت روما تحقيق أهدافها بتدمير قرطاجة تدميرا شاملا سنة (146 ق.م.) وأخضع الرومان كل ممتلكات قرطاجة بما فيها المدن الليبية الثلاث تطرابلس ولبدة وصبراتة. أما السواحل الشرقية من ليبيا (برقة - قورينائية)، فكانت من نصيب المستعمرين الإغريق.