مضت اكثر من سنة على ظهور فكرة المؤتمر الجامع، والذي كان من ضمن خطة السيد غسّان سلامة التي تبنتها الأمم المتحدة حول ليبيا، لقد راينا في ذلك مؤشرات إيجابية تصب في صالح الوفاق الليبي، خاصة عندما صرّح سلامة في اكثر من مناسبة بأنه يعمل على جمع كل أطياف الشعب الليبي في هذا المؤتمر، ودون استثناء او اقصاء أي طرف، ولأول مرة يعلن انه سيشمل هذا المؤتمر النقيضين سياسيا وهما: انصار فبراير وأنصار سبتمبر على حد سوى، وانطلاقا من الحس الوطني استبشرنا خيرا بهذا المؤتمر الجامع، وراينا فيه بوادر حل المشكل الليبي الذي طال مداه وتشعبت عوامله.

خلال النصف الثاني من عام 2018 المنصرم، أعلن سلامة بأن موعد المؤتمر الليبي الجامع سيكون في الشهر الأول من عام 2019م، وها هو العام الجديد قد دخل ولكن لم تتضح الرؤية بعد حول تاريخ انعقاده حتى صرت على يقين أنه يتعذر عقده في موعده المحدد سابقا، وأن تأجيله أصبح امرا واقعا، وهنا تبرز عدة أسئلة تبحث عن أجوبة وهي: 

الى متى سيتم تأجيل انعقاد المؤتمر الجامع؟!

ومن هم الليبيون الذين سيحضرون هذا المؤتمر الجامع وكيف سيتم اختيارهم؟!

وأين سيعقد هذا المؤتمر الجامع داخليا او خارجيا؟!

وما هي بنود جدول اعمال المؤتمر الجامع ومن يضعها؟!

وما هي آليات تنفيذ ما سينتج عن المؤتمر الجامع من توصيات؟!

وما هي ضمانات تنفيذ توصيات المؤتمر الجامع؟!

هذه الأسئلة وغيرها تحتاج الى إجابات واضحة وصريحة، وما لم يتحقق ذلك ويكون في متناول جميع الليبيين فإنه سوف لن يكتب النجاح لأعماله، وسيكون مثله مثل أي مؤتمرات عقدت داخل وخارج ليبيا متعلقة بالشأن الليبي!، جوهر القول ما لم يتم الاعداد الجيد لانعقاد هذا المؤتمر وتوفير الأرضية المناسبة والدفع بكافة عوامل النجاح الممكنة، مالم يتم كل ذلك يبقى التعويل عليه محض سراب، فهل يدرك السيد غسّان سلامة وفريقه ذلك؟! ويسارعون الخطى ويبذلون قصارى الجهد ويسابقون الزمن لكي تتوفر عوامل النجاح المطلوبة فتجنى الثمار، ام أنها ستبقى مجرد محاولات خجولة مثلها مثل سابقاتها، تتخذ من الهالة الإعلامية متكأ لتجميل الصورة وإظهارها فقط دون تحقيق النتائج؟!


عبيد احمد الرقيق

[email protected]