ما اكبر جشعكم يا سماسرة السلطة والمال وما اشد طمعكم يا عبدة الدينار والدولار!.. أيها الحذَاق من أبناء جلدتنا!.. يا من جعلتم من الثورة مطيَة إلى غاياتكم الموغلة في الأنانية والمصلحة الشخصية .. يا من تتسترون بالثوار بغية الوصول إلى غاياتكم المذمومة التي لا تتجاوز جيوبكم وبطونكم المنتفخة!..يا من جعلتم من النفاق وقلة الحياء أسلوبا رخيصا تمررون من خلاله كل ألاعيبكم وخبثكم وعفنكم المتراكم!..يا من تحاولون استغفال الشعب بعباراتكم المزيَفة وشعاراتكم الفضفاضة الباهتة!! أيها المتشبثون بالمناصب حبا للمال وطريقا لغايات رخيصة حين تتهافتون كالفراشات على نار أوقدها البسطاء لينيروا عتمة ليل بهيم بدمهم ولحمهم توقا للتغيير وعشقا للحرية.. لكنكم حين يقرر الشرفاء خوض معركة الكرامة في طهر وعفة لا تطيقونها فتتوارون خلف سواتركم في كهوف موحشة تحبسون أنفاسكم وترتجفون خوفا ينزع من عقولكم بقية من ضمير!, فتتهاوون كأعجاز النخل الخاوية أمام صرخات الأبطال حين تصدع بالحق في سماء الحقيقة.

تسرقون ثورة صنعها شعب بدمه وافتدى وطنا غاليا بمهجه وأرواحه.. ينشد التغيير للأفضل ماسحا ركام عهود من الظلم والقهر طال ليلها.. ليعلن انبلاج الفجر الجديد فيتحسس معه الانتهازيون خيوط الضوء في اشراقة صبح جديد يشع نورا وبهاء.. مداده دماء وعرق الشرفاء.. ونبضه الحب الصادق للأرض والوطن المعطاء.. يتدافع مرضى المناصب الى حيث هي فيجدونها متاحة أمامهم سهلة ميسورة!. بعد أن تعفَف عنها المخلصون وزهدوا فيها فتركوها لقمة سائغة لذئاب جائعة وثعالب ماكرة متربصة فعبثت بها في غير اكتراث!.. لأنها تجهل أبجديات استعمالها ولا تعرف قيمتها فتمرَغت فيها كما تتمرَغ البهائم في مبركها!.. وتلطَخها كما يتلطَخ الجعلان بدرنته !! في غير اكتراث تتمادى في غيَها لان الطمع يعميها ويفقدها عقولها فيصبح فساد وإفساد الوطن وتخريبه ملذَة ورغبة ساديَة حتى يصيَرونه منهجا يسيرون في فلكه ولا يحيدون عنه مهما كلف ذلك من ثمن ولو كان بحجم مصير ومستقبل أولئك البسطاء صناع الثورة الحقيقيون الذين حيل بينهم وبينها في لحظة من لحظات الغفلة البريئة !!

أيها المتمسكون ألان بمناصبكم كيف تتجاهلون من كان سببا في تقلَدكم هذه المناصب؟!..كيف يبلغ بكم العقوق حدا يجعلكم تساهمون في زيادة معاناته وتخذلونه في وقت حرج وطريق منعرج؟!! كيف تتفرجون عليه الآن وهو يفقد من أبنائه العشرات والمئات بين قتلى ومصابين هنا وهناك في مناطق شملت كل الأرض الليبية.. لا تستحون ولا يحرك فيكم ساكنا تقاتل شعبكم في معارك خاسرة بل تستمرون في تجاهلكم للشعب وتدفعون الى مزيد الاستهتار به حين تشعلون معارككم السياسية من خلال صالونات وقاعات الفنادق الفاخرة او عبر شاشات القنوات الإعلامية التي تنفخ في نار الفتنة بقصد او بغيره.!. كيف تخذلونه وهو من اصطف في طوابير من اجل ان يغمس الأصابع في حبر انتخاباتكم المأسوف عليها..كيف تجرءون على خيانة الشعب الذي أمَنكم ومنحكم الثقة بدون حدود؟! ماذا أبقيتم لأنفسكم من كرامة تطيَبون بها خواطر شعبكم المكلوم ؟! هل هذا وقت التكتلات والانقسامات والأجندات هل بمثل فعائلكم تبنى الأوطان ويلتئم شملها المشتت؟! حين يبلغنا اليأس منكم والأسف عليكم لا يبقى لنا من قول سوى: كفاكم ما اخذتوا من مناصب ومكاسب .. فارحلوا قد كفى الوطن خرابا.

عين ليبيا