الجزء الأول 


لقد مررنا منذ 2020 بأزمات عديدة، كان ولا يزال أسبابها وآثارها غير واضح، وكان من أهمها انفجار فيروس كورونا والذي غير الكثير في نمط الحياة والتواصل بين الدول، واليوم نمر بأزمة عاصفة الا وهي الحرب الروسية الأوكرانية، في الوقت الذي تعاني الدول الأوربية الأزمات الإقتصادية وضعف القرار السياسي وانقسامه، وهو ما يدفع لإعادة قراءة الدور الرئيس لحلف شمال الأطلسي، علينا أن ننأ عن منهجيات المؤامرة الدولية، بالرغم أننا في كثير من الأحيان، نجد بأن المبررات العلمية، والمكونات الفعلية للحدث، والقوانين الدولية وما يدور في فلكها، تتغير بأشكال تعكس توجهات لا نعلمها بل نعتبر استحالتها أو عدم حدوثها أو عدم قانونيتها، فلم يعد لدينا الكثير من الحلول والوقت في مواجهات عنيفة، العالم يتغير من حولنا، وكل ما لدينا من قدرات قد تتلاشي وتنتهي بمجرد إنقاص إحدي مكوناتها. لقد ذكرنا في مقالات بحثية مستفيضة "أشكال الخرائط المرسومة للشرق الأوسط الكبير أو الجديد أو ما عرف بصفقة القرن"، وتم نشره عبر الصحفية المرموقة بوابة افريقيا بأجزاء ثلاث، تحت عنوان الجماعات المسلحة ومشروع الشرق الاوسط الكبير رابط مصلحي ام رابط منهجى، فهل هذا هو الهدف النهائي لكل ما ننحو نحوه؟، أم أنه مجرد بداية لعالم لا يتعدي عدده المليار الذهبي؟سنحاول الغور في اعماق الأحداث وتطوراتها وإنعكاساتها، وذلك لمعرفة الأهداف المرسومة قدر المستطاع، لكننا يجب أن نضع في الحسبان الموارد الطبيعية واهمها المياه، و التطورات التقنية الخطيرة والمتتالية ومنها اجيال (Gs)، والتحولات غير المسبوقة للعملات العالمية وبزوغ مجموعة بريكس وما يلحق ، والتدرج في إمتصاص الورق والنقلة لعملات رقمية، وتغير التكتلات والأحلاف عسكريا وإقتصاديا ومنهجيا وسياسيا ومصلحيا، لنكون قد وصلنا الي ما يعرف بــ الردع الإقتصادي، وبصفة عامة التحول في كافة اشكال وأنماط الحروب القادمة، سنأتي في هذه السلسلة لكثير من التفاصيل.

                                                                                                                                                                                                ... يتبع