موسوعة الجماعات المسلحة في ليبيا : حرب طرابلس وخارطة الميلشيات ( الجزء الأول )


«موسوعة الجماعات المسلحة في ليبيا: حرب طرابلس وخارطة الميلشيات»، أحد المنشورات البحثية لمؤسسة بوابة إفريقيا الإخبارية، للإعلام والنشر.وقد توزع على خمسة أقسام هي: «تحولات خارطة المليشيات في ليبيا منذ العام 2011» و«الخارطة السياسية والعسكرية في طرابلس والغرب الليبي» و«أهم الميلشيات الإرهابية في ليبيا» و«أبرز الإرهابيين وقادة الميلشيات في ليبيا» و«ملحق قادة الميلشيات الليبية (صور وبيانات)».

ويشير الكتاب إلى أنه مع نهاية العام 2011، وسقوط نظام العقيد معمّر ومقتل هذه الأخير على تخوم مسقط رأسه في سرت، عمّت في ليبيا حالة من الفوضى والانفلات الأمني بسبب انتشار السلاح والميليشيات المسلحة. ولم يكن لدى المجلس الوطني الانتقالي الذي تولى السلطة في البلاد -بشكل انتقالي-أي خطّة واضحة وناجعة لمعالجة هذه المشاكل في بلد انهارت كل مؤسساته الأمنية والعسكريّة والسياسيّة. المجتمع الدّولي الذّي كان له (عبر التحالف العسكري) الدّور الأكبر في إسقاط نظام العقيد معمّر القذّافي، لم يكن لديه هو الآخر أي مشروع واضح، وخاصة موحّد، لإعادة بناء مؤسسات الدّولة في ليبيا، وجمع السلاح وتجميع الميليشيات وعناصرها في جسم عسكري موحد ورسمي

هذه المشكلة الأمنيّة في ليبيا، أي انتشار السلاح والميليشيات، هي المعضلة الأساسية في البلاد منذ العام 2011. وتعدّ الفوضى الأمنية وسلطة الميليشيات وتصارعها حول مجموعة من المصالح السياسيّة والاقتصادية، هي السبب الرئيسي والمصدر الأوّل للاضطراب السياسي وعدم الاستقرار وانقسام الدّولة وعجزها عن إعادة إنتاج مؤسساتها بشكل موحّد ومركزي. هذه الميليشيات كانت له اليد الطولي في كافة الأحداث التي مرت على البلاد، منذ سقوط نظام العقيد معمّر القذّافي وكانت هي الصانعة الفعلية للمشهد الليبي. فالميلشيات التي توزعّت في مئات الكتائب المسلحة والتي ورثت ملايين القطع العسكرية من الحرب الأهلية في العام 2011، ورثت كذلك شبكة من المصالح والمنافع والمواقع (سياسيا وعسكريا واقتصاديا) الواسعة التي يصعب إزاحتها عنها. الشيء الذي يعطّل كثيرًا أي مشروع لإعادة بناء الدّولة ومؤسساتها

هذه الميلشيات انقسمت على أسس ثلاث

على أساس جهوي: حيث ظهرت مئات الميليشيات المسلحة التي تنسب لمختلف المدن الليبي، ومجالس عسكريّة محليّة. هذه الميلشيات تستند إلى العصبيّة القبلية أو المناطقية أو عرقية في تشكيلها.

  • على أساس إيديولوجي: وهي ميليشيات ذات توجهات إسلامية في معظمها (سلفيّة، إخوانية وجهادية)
  • على أساس جهوي/إيديولوجي: هذه الكتائب وهي كثيرة الحضور في المشهد الليبي، حيث تتشكّل هذه الكتائب على خلفيّة إيديولوجية، يجمع عناصرها الولاء لـ "فكرة" مشتركة لكن داخل فضاء جغرافي محدود

غير أنّ هذه الميلشيات المتنافرة والمنقسمة في معظمها، قد تتكتّل في كيانات عسكريّة أكبر، عندما تحس بتضرّر مصالحها الحيويّة. ففي فترات التهديد أو الخطر تظهر كيانات جامعة لعدد من الميليشيات تجمعها أهداف مشتركة، وتجتمع هذه الميلشيات إما في تشكيل عسكري موحّد أو في عمليّة عسكريّة مشتركة (فجر ليبيا، البنيان المرصوص، مجلس شور مجاهدي درنة، مجلس شورى ثوّار بنغازي، قوة حماية طرابلس ..الخ الخ).

في هذا البحث يرصد الكتاب مختلف التحولات التي طرأت على خارطة الميلشيات والجماعات المسلحة في ليبيا منذ العام 2011 وحتى معركة طرابلس أفريل 2019.

كما يتتبع مختلف التحولات التي عرفها المشهد الليبي، لفهم تأثير هذه التحولات على خارطة الجماعات المسلحة في البلاد وتفاعلاتها الداخلية. فانطلاقا من سقوط النظام السابق في ليبيا، مرورا بقانون العزل السياسي، ثمّ عمليّة الكرامة وبعدها فجر ليبيا، وما تلا ذلك من اتفاق في الصخيرات المغربية وصلا إلى معركة "طوفان الكرامة" التي أطلقها الجيش الليبي لـ "تحرير العاصمة من الميلشيات والإرهابيين"، نتابع تحولات خارطة الميليشيات الليبية لنصل إلى الشّكل الحالي لتوزع الجماعات المسلحة في البلاد وخاصة في الغرب الليبي والعاصمة طرابلس.

كما خصص في نهاية البحث فصلا بأهم الجماعات الارهابية وأبرز المليشيات في البلاد. وفصلا أخرى بأهم الشخصيات الإرهابية وقادة الميلشيات والأكثر تأثيرا في المشهد الليبي العام. وفي النهاية ملحقين في شكل صور ومعطيات الأول بمجموعة من أسماء الميليشيات والجماعات المسلحة وآخر بقادة هذه الميلشيات وأبرز الفاعلين العسكريين في البلاد