صعيد عرفة بعد عامين من قصره على حجاج الداخل، يستقبل مليون حاج.. إنه الركن الأعظم الجامع لألسن العالمين على صعيد واحد، لا فرق هنا بين الأسود والأبيض الكل بثوب واحد والمنادى الواحد الأوحد.
رسائل الحج الظاهرة والباطنة تجتمع كلها في يوم عرفة ، فهو يوم الدعاء، ويوم العتق من النار، الأيدي هنا في اتجاه واحد، السماء. والدموع تجافي المآقي، غير حانة إليها. ولكل الواقفين قصة مقدم، يبتهج حين يرويها، إذ هو خيار بين أكثر من مليار مسلم للوقوف هذا اليوم مجاورا بيت الله الحرام ، وعلى صعيد عرفة الطاهر.
هي دواخل وأشياء يقول الحجاج هنا إنها تشبه الخيط الفصل بين الخوف والرجاء، بين البداية والنهاية، وهو عرض مصغر لذاك الأكبر الموعود.
وسيمضي الحجيج نافرين إلى مشعر مزدلفة بعد غروب شمس اليوم، يتباشر الحجاج هنا بتوفيق الله لهم أن كان يوم عرفة هذا العام جامع الحسنين، فهو عرفة، وصادف الجمعة.
الحج في تلافيف كورونا.
مضت أيام شدة الإجراءات، لكن شيئا من الخوف من الجائحة ما زال في الأنفس، اشترطت السلطات السعودية لدخول الحجاج التلقيح الكامل ضد الجائحة، وفحصا يثبت الخلو من المرض.
السلطات أكدت على لسان المتحدث باسم وزارة الصحة خلو الحجاج من أي مرض أو تفشيات تهدد الصحة العامة، وأردف مشيدا بأداء الطواقم الطبية في المشاعر أن السعودية خصصت هذا العام أكثر من أربعة آلاف مستشفى لخدمة الحجاج.
جهود أطقم وزارة الصحة بادية، يجوسون خلال الأفواج جيئة وذهابا، من بين معاني أيام الموسم هنا أن الورديات الخدمية لا تنقطع طوال اليوم، لكأن الدولة السعودية ترتحل بأسرها إلى المشاعر.
ينتصب روبوت في زاوية الحرم ، -وله رفاق كثر -يجيب السائلين بأربع عشرة لغة، أيام تخاطب الحجاج مع البشر تمضي سراعا هنا.
تعمل السلطات السعودية على مشروع لرقمنة الحج ، من أبرز نقاطه الماثلة على الأرض حتى الآن، السفارة الالكترونية ، والحجر الاسود الافتراضي.