استبعد الروائي المصري يوسف القعيد وجود حل ثقافي جذري لمواجهة الفكر المتطرف الذي يغزو المجتمع المصري.

وقال إن ذلك الحل يُواجَه بعقبتين كبيرتين، الأولى "الأمية" التي تصل إلى 40 %. وعلَّق: "تخيل، لديك نسبة مرعبة لا تقرأ ولا تكتب"، وأضاف: "أنا بكل تأكيد لا أريد أن أعطي انطباعاً سوداوياً، ولكني أتحدث وفق معطيات"، وتابع: "العقبة الثانية هي الوعي الغائب، وحتى المتعلمون لا يمتلكون وعياً، ولا إدراكاً، وليسوا مهتمين بتثقيف أنفسهم، وهذا الأمران يصعبان كثيراً من موقف المثقف الذي يرغب في إحداث التغيير.. الأمر بالغ الصعوبة بالفعل".

وقال صاحب "قطار الصعيد" و"الحرب في بر مصر" و"الحداد": "هناك أمران لازمان لإحداث المواجهة الثقافية التي نتحدث عنها، ولكن الدولة لا تستطيع التصرف معهما، أقصد "إعلام الدولة الخائب"، وإعلام رجال الأعمال الخاص، المتمركز وراء مصالحه"، وأضاف: "مصادر المواطن في الأحياء الشعبية والعشوائية والقرى التلفزيون والمسجد، أو الكنيسة طبعاً، ولكنني سأستبعد الحديث عن الكنيسة لأنني لا أعرف عنها الكثير، بالنسبة لإعلام الدولة لا أحد يراه، والمواطنون يلجؤون إلى الإعلام الخاص الذي يعتمد على الإثارة والتشويه، والبحث عن مصالحه الخاصة، مصالح المحطة، كما أن المساجد خارج سيطرة وزارة الأوقاف رغم ما يقوله وزيرها، وهو بالمناسبة شخص محترم ونشيط جداً".

وواصل القعيد قائلاً: "في قريتي كل ما يقوله التلفزيون يمثل إرادة الدولة، وكل ما يقوله الإمام يمثل إرادة الله سبحانه وتعالى، هذا حقيقي، ومؤسف، ومنذ ثورة 30 يونيو (حزيران) وأنت لم تستطع إقناع الناس أن الإخوان ليسوا أتباع الله، وأن إمام المسجد لا يتحدث باسم الله ولا يمثله، وهناك بعض المصريين المضحوك عليهم مازالوا على تعاطفهم مع الجماعة الإرهابية، وهؤلاء نحتاج إلى أن نعمل عليهم ونغير مفاهيمهم ونوضح لهم أن الإخوان هم من يشعل الأوضاع داخل مصر".

وأضاف "سأسرد لكم قصة مرعبة جرت معي منذ يومين، استوقفني شخص ما، وسألني: هل أنت مسلم أم مسيحي؟ وأجبته: أولاً هذا ليس من شأنك ولكن أنا مسلم على العموم، وعاد ليسألني: هل جميع من قُتلوا في سيناء شهداء؟ هل المسيحيون الذين قتلوا على وجه التحديد شهداء؟ وأجبته: طبعاً شهداء، ولكنه أبدى ضيقه الشديد من إجابتي، وقال لي إن إمام المسجد الذي يرتاده بانتظام يقول: إن (الدين عند الله الإسلام) ولهذا فإن الكافر لا يُعتبر شهيداً، ولا يجوز أن نصلي عليه، ولا يجوز لشيخ الأزهر أن يتحدث عنه، أو يمشي المسؤولون الكبار في جنازته".

وأنهى قائلاً: "الحل لمواجهة هذا الفكر المتطرف يستلزم العمل على تصحيح المفاهيم المغلوطة ونشر الإسلام الصحيح، وكل هذا يحتاج إلى إعلام حقيقي وخطاب ديني وسطي، والموجود لا ديني ولا حقيقي، ولهذا ليس أمام الدولة حتى الآن سوى الحل الأمني في مواجهة الجماعات الإرهابية المتطرفة".