قال وزير داخلية حكومة الوفاق فتحي باشاغا إن وضع مسؤولية إدارة المهاجرين الساعيين للوصول إلى أوروبا على عاتق  ليبيا غير المستقرة  يشبه "أن يقوم طبيب مريض بمعالجة المرضى". وجاءت هذه التصريحات خلال مقابلة للوزير الليبي مع شبكة يورونيوز الأخبارية. 

وأضاف باشاغا "ليبيا لديها مشاكل داخلية"، موضحا  "منذ تفكك الدولة لم تتمكن ليبيا من توفير الخدمات الكافية حتى لليبيين".

وتابع باشاغا "يطالب الاتحاد الأوروبي ليبيا بتأمين الساحل، ومحاربة المتاجرين بالبشر، ورعاية ودفع المهاجرين غير الشرعيين وفقًا للمعايير الدولية ... أنت تعلم أن ليبيا تعاني من العديد من المشكلات الأخرى، ومشاكل الخدمة، والمشاكل الأمنية، ومشاكل الإرهاب، والمشاكل الاقتصادية".


** الانزلاق نحو حرب أهلية واسعة النطاق

وفي الأسابيع الأخيرة اشتد القتال في ليبيا   التي تعد "بوابة" للعديد من المهاجرين المستعدين للمخاطرة بحياتهم لعبور البحر الأبيض المتوسط إلى أوروبا.

ولا تزال تدفقات الهجرة عبر البلاد تشكل سببًا رئيسيًا للقلق. وخلال فترة هدوء في القتال في وقت سابق من هذا الشهر ، احتجز خفر السواحل الليبي أكثر من 100 شخص كانوا يحاولون الوصول إلى أوروبا.


** اتفاق الهجرة بين الاتحاد الأوروبي وليبيا

وبسبب اتفاق تم توقيعه بين الاتحاد الأوروبي وليبيا في عام 2017  يتم وضع جميع المهاجرين الذين تم القبض عليهم وهم يحاولون الوصول إلى أوروبا على البحر الأبيض المتوسط في مراكز احتجاز.

وفي ديسمبر 2018  وجد تقرير صادر عن الأمم المتحدة أن المهاجرين الذين تم احتجازهم في ليبيا تعرضوا للعنف والسخرة وحتى الاغتصاب الجماعي.

وأكد العاملون في مجال حقوق الإنسان على الأرض حدوث انتهاكات مماثلة في مراكز الاحتجاز هذه اليوم.


** كيف وصلت ليبيا إلى هذه المرحلة؟

أخبر باشاغا يورونيوز أن المهمة التي منحها الاتحاد الأوروبي لليبيا كانت ضخمة بالنسبة لدولة لم تعرف سوى الصراع على مدى السنوات الثماني الماضية.

ومنذ الإطاحة بالرئيس الراحل معمر القذافي في عام 2011 ، شهدت ليبا إنقسام سياسي  وصعود دور الميليشيات التي تتصارع من أجل السلطة جعل حكمها لا يقدمون ما يكفي لمواطني البلاد.

وتشير التقديرات إلى أن ثلث السكان الليبيين يعيشون على خط الفقر أو أسفله. وقال باشاغا إن ليبيا "طبيب مريض يُطلب منه علاج المرضى"، ولم تتمكن حتى من تقديم الخدمات لليبيين ناهيك عن المهاجرين.

وقال مذيع يورونيوز بورخيس "إذا كانت أوروبا غير راضية عن العمل، الذي تقوم به ليبيا  فعليها أن تتولى المهمة وتنفذها بنفسها".




*"بوابة إفريقيا الإخبارية" غير مسؤولة عن محتوى المواد والتقارير المترجمة