مأساة الهجرة غير النظامية تكاد تكون يومية في فولادو (منطقة جنوب السينغال)، لم تقدم، على حدّ علمنا، أي دراسة جادة، أرقامًا عن عدد مواطني فولادو الشباب الذين اختفوا في الصحراء أو البحر، ناهيك عن العبيد أو الأسرى المنسيين في السجون القاتمة للجماعات المسلحة الليبية.

الوضع مؤلم بحيث يتجنب بعض الناس الحديث عنه. لكن في بعض العائلات، التي لديها مهاجرون لا يعرفون أخبارهم، تكون المعاناة دائمة، والملجأ يكون في الصلوات وغيرها من الصدقات أو القرابين، بنية حماية الابن البعيد عن الأنظار.

قصص الناجين من الصحراء الكبرى مرعبة ومخيفة. وكما قال دجيبي كاندي، أنه عبوره من النيجر إلى ليبيا عبر تونس والجزائر، كان محنة حقيقية.

"تبدأ المعاناة في صحراء النيجر، مع المحتالين الذين يقدمون أنفسهم كمهربين. أما في ليبيا، فهي الجحيم على الأرض بالنسبة لأولئك الذين لديهم سوء الحظ فيقعون تحت يد بعض الجماعات المسلحة التي تحولت إلى بيع السود. حيث يتم بيعهم واستخدامهم كعمال في الفلاحة، كما نفعل نحن هنا مع الحمير لدينا" على حدّ قوله.

في ليبيا، أراد دجيبي الذهاب إلى أوروبا، قبل أن يجد نفسه في تونس ثم في الجزائر، وبالنسبة له، لا فرق بين "ضراوة" الأجهزة الأمنية الجزائرية وبين "برابرة" العصابات المسلحة في ليبيا.

"الجزائريون لا يحترمون السود وعلى سلطاتنا أن تطلب على الأقل أن مساءلة الجزائر. أوقفونا وأساءوا معاملتنا في شاحنات الشحن قبل أن يرموننا، دون طعام ، على حدود النيجر. ليأتي الخلاص بعد ذلك من المنظمة الدولية للهجرة (IOM) التي ساعدتنا على العودة، على أمل أن نحصل على تكوين للعمل في فولادو".

في قرية ساريه يرو سو، وجد دجيبي نفسه، وهو الذي توقف عن الدراسة عند الفصل الثالث، دون أي دعم لتنفيذ مشروعه الزراعي وتربية الدواجن.

كل الوعود لا تزال جوفاء. ورغبته هي أن يرافق في توعية الراغبين في الهجرة إلى "النعيم" الأوروبي.

وتقوم بعض المنظمات غير الحكومية بتنفيذ مشاريع في هذا المجال، لكن الهدف في بعض الأحيان أبعد ما يكون عن الشواغل.


*"بوابة إفريقيا الإخبارية" غير مسؤولة عن محتوى المواد والتقارير المترجمة.