كشف تقرير لوكالة بلومبيرغ عن أن تركيا تستعد لنشر وقوات بحرية لدعم الحكومة السراج في طرابلس، كما تستعد لإرسال دفعة من المتمردين السوريين – من أصول تركمانية -إلى ليبيا للقتال ضد الجيش الليبي بقيادة المشير حفتر. وتهدف تركيا إلى إرسال قواتها البحرية لحماية طرابلس، بينما تقوم قواتها بتدريب وتنسيق القوات التابعة لحكومة السراج، وفقًا لمسؤول تركي كبير. 

ووقعت تركيا مؤخرًا اتفاقًا بحريًا مهمًا مع حكومة السراج، وعينها على الثروات النفطية الكبيرة في ليبيا، وكذلك على العقود السخية لإعادة الإعمار، والتي يمكن أن تنقذ تركيا من أزمتها الاقتصادية الخانقة.

وأشار تقرير بلومبيرغ، إلى أنه من المتوقع أن تعزز الجماعات المتمردة العرقية التركمانية التي قاتلت إلى جانب تركيا في شمال سوريا الحكومة في طرابلس على الفور، كما أكد مسؤول ثان في ليبيا. 

يأتي ذلك تأكيداً لما كشف عنه المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس الخميس، افتتاح الفصائل المسلحة الموالية لتركيا مراكز لتسجيل أسماء الأشخاص الراغبين بالذهاب للقتال في ليبيا، وذلك بحسب ما نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض، اليوم الخميس. وأفادت مصادر لـ "المرصد السوري" أنه تم افتتاح أربعة مراكز في منطقة عفرين شمال حلب لاستقطاب المقاتلين ضمن مقرات تتبع للفصائل الموالية لتركيا، حيث افتتح مكتب تحت إشراف "فرقة الحمزات" في مبنى الأسايش سابقا، وفي مبنى الإدارة المحلية سابقا تحت إشراف "الجبهة الشامية"، كما افتتح "لواء المعتصم" مكتبا في قرية قيباريه، وفي حي المحمودية مكتباً آخر تحت إشراف "لواء الشامل".

ورصد المرصد السوري توجه عشرات الأشخاص إلى تلك المراكز، للالتحاق بالمعارك في ليبيا للعمل تحت الحماية التركية هناك، وأكدت مصادر أن الفصائل الموالية لتركيا، تشجع الشباب على الالتحاق بالحرب الليبية وتقدم مغريات ورواتب مجزية تتراوح بين 1800 إلى 2000 دولار أميركي لكل مسلح شهريا، علاوة على تقديم خدمات إضافية تتكفل بها الدولة المضيفة. فيما أكدت مصادر أخرى أن مقاتلين اثنين لقيا حتفهما قبل أيام في ليبيا، وهما من مهجري دمشق ومنتسبي الفصائل الموالية لتركيا.

وقال مسؤول في العاصمة الليبية طرابلس الخميس، إن حكومة فايز السراج طلبت رسميا من تركيا الحصول على دعم عسكري جوي وبري وبحري، لمواجهة الجيش الوطني الليبي الذي يشن عملية عسكرية لاستعادة طرابلس من الميليشيات المسلحة، حسبما أفادت قناة سكاي نيوز عربية قبل قليل.

وقال السفير الليبي في أنقرة عبد الرزاق مختار أحمد عبد القادر، تعليقا على إمكانية إرسال تركيا قوات إلى بلاده، "ليبيا بحاجة إلى الدفاع الجوي والتدريب الخاص، والخبرة لدعم المقاتلين في الميدان". وتابع "ليبيا دعمت تركيا بشأن قضية قبرص، والآن تستجيب لنا عندما نحتاج نحن".

وكان رئيس مجموعة الاتصال الروسية لتسوية النزاع الداخلي الليبي، ليف دينجوف، قد أكدت اليوم الخميس، أن حكومة الوفاق الوطني الليبي طلبت رسميًا دعمًا عسكريًا من تركيا -جويا وبحريًا وبريًا.

ونقلت وكالة أنباء "سبوتنيك" عن دينجوف القول: "نعم هذا صحيح، أكد مكتب حكومة الوفاق الوطني، أنه طلب رسميا الدعم العسكري من السلطات التركية -الجوي والبحري والبري."

وصرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الخميس بأنه من المتوقع أن تمرر بلاده تفويضا لإرسال جنود إلى ليبيا في البرلمان خلال يومي 8 و9 يناير القادم.

وفي أواخر نوفمبر، وقع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ورئيس حكومة طرابلس، فايز السراج، اتفاقيتين إحداهما لترسيم الحدود البحرية في المتوسط والأخرى تتعلق بالتعاون الأمني والعسكري، الأمر الذي أثار انتقادات دولية، ورفضا قاطعا من جانب مصر واليونان وقبرص.