وقع وزراء المياه والري في كل من مصر والسودان وإثيوبيا اليوم الاثنين، على اتفاق الشروط المرجعية لعمل "اللجنة الوطنية" لإجراءات وقواعد اختيار المكتب الاستشاري الذي سيقوم بإجراء الدراستين اللتين وافقت عليهما لجنة الخبراء الدوليين.

وفي بيان مشترك تلاه الوزير الإثيوبي ألمايو تجنو، عبر الوزراء الثلاثة عن ارتياحهم للمناقشات التي جرت خلال اليومين الماضيين، واعتبروا أن الاجتماعات كانت ناجحة وأنها تمثل بداية جيدة وخطوة نحو تحقيق متطلبات شعوب الدول الثلاث.وأشار البيان إلى اتفاق الوزراء على عقد الاجتماع المقبل في القاهرة يومي 20، و21 أكتوبر/ تشرين الأول القادم.

وأشاد الوزراء بنتائج الاجتماع الأول للجنة الوطنية واعتبروا أن هذا الاجتماع وضع حجر الأساس للتعاون بين الدول الثلاث فيما يتعلق بسد "النهضة".وفي كلمته خلال الجلسة الختامية، قال وزير الري المصري حسام مغازي إن هذا الاجتماع يعد فرصة جيدة ومناسبة عظمية تهدف لتحقيق توصيات لجنة الخبراء الدوليين، وأعرب عن شكره للجانب الإثيوبي لتنظيمه زيارة إلى سد "النهضة".

وأشار الوزير المصري إلى أن الدول الثلاثة تجاوزت كل التحديات، مجددا تأكيده التعاون وتسريع عمل اللجان لإجراء الدراستين الإضافتين.وأوضح أنه قدم الدعوة لوزراء إثيوبيا والسودان إلى عقد الاجتماع المقبل في القاهرة، وهو ما تم الاتفاق عليه.من جهته أعرب وزير الري السوداني، معتز موسى عن شكره للجانب الإثيوبي لتنظيمه زيارة لسد النهضة وأشار إلى أن هذه الزيارة مفيدة ولا سيما للفنيين للتعرف على السد عن كثب.

وتوقع المسؤول السوداني أن يحقق اجتماع القاهرة نقلة كبيرة في مسيرة التعاون الذي بدأ في الخرطوم التي وضعت "خارطة الطريق" لهذا العمل المشترك.وفي ذات السياق، رحب وزير المياه والطاقة الإثيوبي، ألمايو تجنو، بالاتفاق وقال إن بلاده تجدد التزامها للأشقاء في دول المصب الرغبة الصادقة للتعاون في إطار تبادل المصالح.

وأوضح أن أديس أبابا، عرضت منذ وقت مبكر التعاون مع دول المصب في بناء سد "النهضة"، لضمان الاستفادة العادلة والمنفعة المتبادلة بين الدول الثلاث.

ونوه إلى أن إثيوبيا تسعى إلى ربط دول الإقليم عبر التكامل الاقتصادي الذي يربط دول المنبع والمصب موضحاً إن بلاده آخذة في حسبانها مخاوف دول المصب في الاعتبار حيث سمحت لدولتي المصب بالاطلاع على دراسات تتعلق بسد "النهضة".وأشار إلى أن التعاون كان يهدف لبناء الثقة، والتأكيد على أن المشروع اقتصادي ليس له أي أضرار على دول المصب.

وأشاد "ألمايو" بجهود "اللجنة الوطنية" التي وضعت أسس البناء، والتعاون بين الدول الثلاثة، وتوقع أن يكون الاجتماع المقبل في القاهرة هاماً وتاريخياً، ويكمل ما بدأ في أديس أبابا.وكان الاجتماع الذي عقد اليوم بأحد فنادق العاصمة الإثيوبية قد بدأ صباح اليوم لبحث نتائج اجتماعات لجنة الخبراء الوطنيين، التي سترفع توصياتها بشأن كيفية العمل المستقبلي للجنة، واختيار المؤسسة الاستشارية الدولية الخاصة بسد النهضة.

ولجنة الخبراء الوطنيين تضم 4 خبراء من كل دولة، وتتولى وضع قواعدها الإجرائية مع اعتماد فترة 6 أشهر لإنجاز دراستين إضافيتين، كان قد أوصى بهما تقرير لجنة الخبراء الدولية بشأن موارد المياه ونموذج محاكاة نظام هيدرو كهربائية وتقييم التأثير البيئي الاجتماعي الاقتصادي لسد النهضة على دولتي المصب (مصر والسودان)، وذلك باستخدام شركات استشارية دولية.

ويأتي تشكيل هذه اللجنة، التي من المقرر أن تستعين بخبراء دوليين لحسم الخلاف، إثر اتفاق بين وزراء المياه الثلاث بعد يومين من المحادثات بالخرطوم، أواخر أغسطس/ آب الماضي.وتتخوف مصر من تأثير السد على حصتها السنوية من المياه التي تبلغ 55.5 مليار متر مكعب.