كرمت الهيئة العامة للإعلام والثقافة والمجتمع المدني بالحكومة المؤقتة، اليوم الأحد، الشاعر الغنائي عبدالله منصور، وذلك بإهدائه درع الوفاء تقديرا لإسهاماته الإبداعية والفنية في إثراء المكتبة الشعرية الليبية على مدى العقود الماضية.  

وجاء تكريم منصور في مسقط رأسه بمنطقة هراوة، في ختام فعاليات مهرجان الوطن للشعر الشعبي الذي أقيم على مدى يومين برعاية الهيئة وبحضور رئيسها جمعة سعيد الفاخري، ووكيل الهيئة للشؤون الثقافية محمود امجبر، حيث كرما إلى جانب عبدالله منصور، 59 شاعرا من مختلف مناطق ليبيا، منهم 30 شاعرًا انتقلوا إلى جوار ربهم، و 29 على قيد الحياة. 
 
وعبدالله منصور أحد أبرز الشعراء الغنائيين في ليبيا خلال العقود الثلاث الماضية وقدم مئات الأعمال الفنية، وتغنى بكلماته عدد مهم من الأصوات الليبية والعربية، مثل محمد حسن وذكرى ولطيفة ووردة الجزائرية ونوال غشام، وقدم ملاحم غنائية كبرى مع الفنان القدير محمد حسن منها "النجع" و"الواحة " و"السيرة الهلالية".

وفتح منصور المجال أمام المهرجانات فنية مثل مهرجانات الشعر الشعبي والأغنية الليبية والمالوف الشعبي وخصص لها جوائز قيمة، ودفع بالفنانين الليبيين للمشاركة في عدد من المهرجانات العربية والدولية، من خلال منصبه كرئيس لهيئة الإذاعة والتلفزيون خلال تسعينيات القرن الماضي.
 
ويقبع منصور منذ فبراير 2014 في أحد سجون طرابلس بعد أن سلمته حكومة النيجر التي لجأ إليها بعد سقوط النظام في ليبيا، إلى طرابلس، بتواطؤ من وزير خارجيتها محمد بوعزوم الذي وعد  منصور بالحماية قبل أن يتخلى عنه مقابل تلقيه أموالا من حكام ليبيا الجدد.

وتعرض الشاعر عبد الله منصور للتعذيب في سجن الهضبة بأوامر من خالد الشريف المسؤول العسكري للجماعة الليبية الإسلامية المقاتلة، ولكن ظروف سجنه تحسنت بعد دخول حكومة الوفاق إلى طرابلس في 2016 وتوليها إدارة السجن، وفق روايات أقاربه. 

وكان رئيس هيئة الثقافة بحكومة الوفاق طالب في مارس الماضي بالإفراج عن الشاعر عبدالله منصور وقال إنه أحد شعراء الوطن، الذين كتبوا فيه أروع الملاحم، وكان خير معين للفنانين والشعراء طيلة سنوات، كما وقع مطلع هذا العام مئات الفنانين والإعلاميين والصحفيين الليبيين عريضة تطالب بإطلاق سراح عبدالله منصور لكنها لم تلقى استجابة لدى الأطراف التي تعتقل عبدالله منصور.

واحتضنت منطقة هراوة، فعاليات مهرجان "الوطن" الشعر الشعبي الذي نظمه المجلس البلدي برعاية الهيئة العامة للإعلام والثقافة والمجتمع المدني بالحكومة المؤقتة خلال الفترة من 8 - 10 نوفمبر.

وشهد مهرجان "الوطن" في يومه الأول عروضا للميز الشعبي شاركت فيها مدارس الفروسية الشعبية بهراواة وسرت وبنغازي وعدد من المدن والمناطق الأخرى من جنوب وغرب البلاد، كما ألقى الشعراء قصائد بمختلف أنواع الشعر الشعبي تغنت بحب الوطن ونقد الواقع الدي يعيشيه الليبييين في الوقت الراهن والفخر بتضحيات شباب ليبيا من الإرهاب، ودعت إلى المصالحة الوطنية ولم الشمل.

وبحسب اللجنة المنظمة للمهرجان فإن الهدف من تنظيم المهرجان هو لم الشمل بين الشعراء الشعبيين الليبيين من مختلف المناطق، والاتفاق على البعد عن التجريح بين الليبيين بالشعر الشعبي، ودعوة لجميع الشعراء إلى تغيير مسار الشعر الشعبي والتوجه نحو خطاب يدعو للمصالحة الوطنية.