أظهرت نتائج الاستبيان الذي شارك فيه 292 ناشرا من 16 دولة عربية، والذي أجراه اتحاد الناشرين العرب مؤخرا حول آثار الوباء على صناعة النشر في الوطن العربي، أنّ صناعة النشر في الوطن العربي مهددة بالانهيار: 74 في المائة انخفاض المبيعات، و75 في المائة وقف النشاط، و34 في المائة نسبة الموظفين الذين تم الاستغناء عنهم. وأوضح هيثم حافظ رئيس لجنة التطوير المهني في اتحاد الناشرين العرب، أنّ نسبة مبيعات المعارض العربية بلغت 53 في المائة من إجمالي مبيعات الناشرين، وهذا يوضح حجم الضرر الذي وقع على الناشرين العرب نتيجة إلغاء المعارض هذا العام ويؤكد على ضرورة العمل لإيجاد حلول سريعة لأزمة تنظيم المعارض في المرحلة المقبلة، ومثلت نسبة مبيعات الكتب الورقية من خلال المنصات الإلكترونية 15 في المائة ونسبة مبيعات الكتب الإلكترونية 10 في المائة من نسبة مجموع مبيعاتهم.

ومن الواضح أن هذه النسب لا تعوض بالشكل الكافي نسب الانخفاض الحاد في إجمالي المبيعات وهناك 56 في المائة من الناشرين على استعداد للمشاركة في موسم المعارض المقبل بالشكل التقليدي حتى في حالة عدم وجود دواء لفيروس كورونا المستجد وهذا مؤشر لوضع محرج يمر به الناشر و77 في المائة ستشارك في المعارض الافتراضية و23 في المائة لن تشارك وهى نسبة كبيرة أيضاً و51 في المائة  ليس لديهم منصات الكترونية بينما 33 في المائة لديهم منصات الكترونية و57 في المائة من الشركات بحاجة إلى مساعدة تقنية في تأسيس منصة خاصة و70 في المائة تقوم بالبيع على منصات أخرى و30 في المائة نسبة التغيير في المبيعات من الكتب الورقية في الربع الثاني من العام الحالي و24 في المائة نسبة التغيير في المبيعات من الكتب الالكترونية خلال الربع الثاني من العام الحالي.

وهناك 75 في المائة لم تحاول تمديد العقود بينما 7 في المائة مددت العقد لمدة سنة و3 في المائة مددت عقد الترجمة لمدة سنة وهذا سيؤثر سلباً على إنتاج الناشر و25 في المائة انخفضت نسبة إنتاجهم بين 50 إلى 75 في المائة بينما 24 في المائة توقف عن الإنتاج تماما، و1 في المائة زادت نسبة إنتاجهم و2 في المائة لن تتأثر ورأى 91 في المائة من المشاركين أن حركة المبيعات والقراءة قد تأثرت بسبب الظروف الاقتصادية الراهنة مما يجعلنا جميعا ناشرين وقراء بحاجة لدعم حكومي لتنشيط وتشجيع الشعوب على القراءة.

ومن خلال الاستبيان، يتضح أنّ  50 في المائة هي نسبة النشر العام يليها 35 في المائة نسبة ناشري كتب الأطفال والوسائل التعليمية وهى نسبة يجب تسليط الضوء عليها، إذا إن نسبة كتب الأطفال متطورة على باقي المنشورات وهى في تصاعد مستمر منذ سنوات وتنقسم غالبية إنتاجات الناشرين العرب بين 100 إلى 250 إصدارا تشكل 74‎ في المائة‎ من نتائج الاستبيان، وأكثر من 1000 إصدار 18‎ في المائة. وكانت نسبة الانخفاض في المبيعات خلال الربع الأول والثاني من العام الحالي من 3 ـ  74 في المائة مقارنة بنفس الفترة عن العام السابق، لذلك قد نجد تراجعا كبيرا في واقع النشر العربي لهذا العام  واضطرت ما نسبته 75 في المائة من المشاركين في الاستبيان لوقف التعامل مع المؤلفين، وهذا بالطبع سوف يؤثر على حركة الإبداع الفكري والأدبي في هذه الفترة الحرجة.

وكانت نسبة الذين اضطروا لوقف التعامل مع المصممين والمراجعين اللغويين والمترجمين وتجار الورق ما بين 50- 67 في المائة مما قد يؤثر بشكل بالغ وخطير على الوظائف المتعلقة بصناعة النشر، وارتفاع معدلات البطالة بها، وبالتالي سنجد تراجعا في عموم صناعة النشر كما أن 50 في المائة من الشركات ستمزج بين العودة للعمل بالطريقة القديمة والعمل من المنزل.

ولتجاوز آثار الوباء، أوضح رئيس لجنة التطوير المهني في اتحاد الناشرين العرب، أن الناشرين العرب قدموا عدة مقترحات لتجاوز آثار الجائحة تضمنت: الإعفاء من الضرائب والمساعدة في الإيجارات والإعفاء من رسوم الترخيص للعام الحالي، وشراء الكتب من الناشر مباشرة ومنح قروض ميسرة تتحمل الدولة فوائدها، ودعم شراء الورق، وتنظيم المعارض على فترات متقاربة مثلا كل شهرين حتى يعتاد عليها القراء، وتقليل عدد أيام المعارض ومحاولة تخفيض سعر الكتاب ليكون بمتناول الجميع، ودعم للناشر وشراء المنتج المتميز لصالح الجهات الحكومية والتعاقد مع منصات الكترونية، وتحويل المنتجات الورقية إلى الكترونية لمواكبة التطور، والعمل على النشر الإلكتروني إلى جانب النشر الورقي والتواصل المباشر مع الزبائن، من خلال مواقع التواصل الاجتماعي والبيع بشكل مباشر دون الانتظار لموعد إقامة المعارض والعودة للحياة بشكل طبيعي مع اتخاذ إجراءات الوقاية، وتقليل النفقات وتوقيع  اتفاقيات مع شركات الشحن الداخلي والدولي وإقامة المعارض الافتراضية، وإنشاء صندوق تمويل المشروعات لدعم الناشرين.

كاتب صحفي من المغرب.