كشفت صحيفة "غارديان" أمس الجمعة، نقلاً عن مصادر مطلعة عن مبادرة مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون لانسحاب بلاده من معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية.

وهذه المبادرة على خلاف مواقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وعدد من حلفاء الولايات المتحدة.

وأصدر بولتون، ثالث مستشار للأمن القومي في إدارة ترامب منذ أقل من عامين، توصية بالانسحاب من معاهدة الأسلحة النووية متوسطة المدى عام 1987، والتي تقول الولايات المتحدة إن روسيا تنتهكها بتطوير صاروخ كروز جديد.

ويواجه اقتراح بولتون معارضة شديدة من وزارتي الخارجية والبنتاجون الأمريكيتين، لما يمثّله من اختراق حاد في سياسة الحد من انتشار الأسلحة النووية الأمريكية، ما أدى إلى تأجيل اجتماع في البيت الأبيض، كان مقررا يوم الاثنين المقبل لمناقشة مبادرة بولتون.

ويسعى بولتون، الذي اشتهرت حياته السياسية بمعارضة معاهدات الحد من التسلح، إلى التخلي عن الدور التقليدي لمستشاري الأمن القومي الأمريكي، عبر اقتصار مهماتهم على التنسيق بين القيادة السياسية والوكالات الاستخبارية، إذ أصبح محركا بارزا للتغيير الجذري في داخل البيت الأبيض، وفقاً للـ"جارديان".

ويقول مسؤولون أمريكيون سابقون إن بولتون يعوق المحادثات بشأن تمديد معاهدة بداية جديدة التي وقّعتها الولايات المتحدة مع روسيا عام 2010، للحد من الرؤوس الحربيّة النووية الاستراتيجية المنتشرة حول العالم، بالإضافة إلى الحد من أنظمة ربطها، والتي من المقرر أن تنتهي (المعاهدة) في عام 2021.

ومن المخطط أن يزور بولتون موسكو، اليوم السبت، للقاء كبار المسؤولين الروس، بينهم وزير الخارجية سيرجي لافروف، وسكرتير مجلس الأمن نيكولاي باتروشيف، لمواصلة المحادثات التي كانت بدأت في هلسنكي بين البلدين"، بحسب التغريدة التي نشرها المستشار الأمريكي على حسابه في موقع "تويتر".