درنة هي إحدى المدن الجبلية، التي تقع على ساحل البحر المتوسط في شمال شرقي ليبيا، ويحدها من الشمال البحر المتوسط، ومن الجنوب تحدها سلسلة من تلال الجبل الأخضر، التي استخدمت في اختباء الجماعات الهاربة لسنوات.

عانت مدينة درنة خلال الأعوام السابقة، من ويلات الإرهاب، وانتهاكاته في حق سكان المدينة، فقد عجت درنة بالتنظيمات الإرهابية التي فرضت نفسها بقوة السلاح، وأبرز تلك التشكيلات التي تحمل أفكار التنظيمات المتطرفة والإرهابية كالقاعدة وداعش.

إلا أنه تزامنا مع حملة التطهير الشاملة التي يقوم بها الجيش في كامل البلاد لاسترجاع سلطة الدولة و دحر الفوضى و التطرف فإن درنة لم تخرج عن هذا السياق.

وأعلن الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، الخميس 28 يونيو/ حزيران، تحرير مدينة درنة من الجماعات المتطرفة والإرهابية إلا أن تلك المعركة لم تكن معركة الحسم حيث إمتدت عمليات الجيش الليبي داخل المدينة للقضاء على فلول الإرهابيين بالمدينة حيث قال العميد أحمد المسماري، المتحدث الرسمي باسم الجيش الليبي، الأربعاء، إنه تم القضاء على أبرز قيادات الإرهاب في درنة خلال الـ72 ساعة الماضية.

وأكد المسماري في مؤتمر صحفي بمدينة بنغازي، أن قوات الجيش الليبي تتقدم في درنة، والعدو أصبح محاصراً في منطقة صغيرة.

في نفس الإطار،انتهت العمليات العسكرية اليوم الجمعة في محور وسط المدينة (المدينة القديمة) وانتقلت العمليات الآن إلى مرحلة التمشيط والتطهير.

وتتعامل القوات المسلحة مع بعض العناصر المختبئة في أحد المباني المهدمة المحاصرين فيه.

و قتل أحد العناصر المتطرفة حمد عدنان اكريكش المكنى "الأصمع"والشهير بـ "موعيخلال" إثر المواجهات مع القوات المسلحة الليبيه في آخر ما تبقي من محاور وسط المدينة المدينة القديمة.

أكريكش من مواليد 1999 ومن سكان وسط المدينة بالقرب من شركه ليبيانا، والتحق بمجلس شورى مجاهدي درنة المنحل خلال العام 2015 وبايع تنظيم الدولة في الساحة المجاورة لمسجد الرشيد في 15 يوليو 2018.

جدير بالذكر أن أن القائد العام للقوات المسلحة المشير خليفة حفتر أعلن في مايو من العام 2018 إطلاق عملية تحرير مدينة درنة من الجماعات الإرهابية، وتمكنت القوات المسلحة عقب بدأ العمليات العسكرية من تحرير كافة مناطق المدينة باستثناء المدينة القديمة التي تحصن بها آخر فلول الإرهابيين واستمرت المواجهات حتى انتهائها اليوم.

يرى مراقبون أن التحرير الكامل لمدينة درنة خطوة إيجابية في معركة القضاء على الإرهاب في ليبياً، إذ إنه لا يمكن لمجموعة متطرفة صغيرة أن تفرض رؤيتها بقوة السلاح والعنف، ودرنة التي عُرفت بانفتاحها وتنوّعها عبر تاريخها تطوي هذه الصفحة المظلمة.

ووصف الناطق باسم الجيش الوطني الليبي، العميد أحمد المسماري، تحرير مدينة درنة بأنه خطوة جديدة في طريق تقدّم القوات المسلحة لتطهير البلاد من الإرهاب، متابعاً أن مدينة درنة لها أهمية استراتيجية كبيرة، وقد تواجدت بها بؤر لتنظيم القاعدة منذ عام 1990، ما يعني أنها مثلت لأكثر من ربع قرن تهديداً لأمن البلاد عموماً.

وتشير التقارير الأمنية إلى أن القبض على مئات الإرهابيين في معركة تحرير درنة وفّر للسلطات الرسمية ما يمكن اعتباره كنزاً من المعلومات حول الخلايا النائمة في المنطقة الشرقية، وعلاقات ما يسمى مجلس شورى درنة بفاعلين سياسيين في الداخل والخارج، وبقوى في مقدمتها جماعة الإخوان والجماعة المقاتلة، وكذلك بالجماعات الإرهابية في مصر وتونس والجزائر ومنطقة الساحل والصحراء في ظل توافر معلومات عن احتضان المدينة في مناسبات عدة لإرهابيين معروفين.