أكدت مصادر من داخل العاصمة الليبية أن المرتزقة القادمين من شمال سوريا يقدمون أنفسهم على أنهم جند جيش الخلافة العثمانية التي ستعود بممناسبة مرور 100 عام على سقوطها في العام 1923

وأوضحت المصادر التي خيّرت عدم التعريف بهويتها لأسباب أمنية ، أن جانبا مهما من المرتزقة هم من المسلحين العقائديين من تركمان سوريا والذين ينتمون الى فرقة السلطان مراد ، الى جانب جنسيات أخرى من دول وسط آسيا ، أما المسلحون العرب فهم إما من تيارات الإسلام السياسي أو ممن يبحثون عن فرصة للتسلل نحو إيطاليا على مراكب الهجرة السرية

وتابعت أن بعض هؤلاء المرتزقة يعلنون صراحة أنهم جند جيش الخلافة العثمانية وأنهم يقتادون بالسلطان رجب الطيب أردوغان وينفذون أوامره

وكان أحمد كرمو الشهابي القيادي في “الجيش الوطني السوري” المدعوم من أنقرة ، قد ظهر السبت الماضي على إحدى القنوات التركية الموالية لحكومة أردوغان، مؤكدا إرسال المقاتلين إلى ليبيا قائلاً: “إنهم مستعدون للذهاب لأي مكان لنصرة المظلومين، وسيتوجهون إلى تركستان بعد التخلص من الأسد”، مضيفاً “أرواحنا وأولادنا وأجدادنا فداء للخلافة العثمانية” وفق تعبيره

وأضاف : "نحن مستعدون للذهاب إلى الجهاد في أي مكان، لن نتوقف".

وتركستان التي ذكرها الشهابي ، هي منطقة واسعة في آسيا الوسطى تجعل منها الجبال التي في وسطها تنقسم إلى قسمين تركستان الشرقية وتركستان الغربية، أما تركستان الشرقية فتتبع الصين وتحمل حاليا شينجيانغ  وأما تركستان الغربية فتشمل خمس جمهوريات إسلامية استقلت حديثًا عقب انهيار الاتحاد السوفيتي، وهي جمهوريات كازاخستان وأوزبكستان وتركمانستان وطاجيكستان وقيرغيزستان.

وقالت تقارير سورية أن من بين المسلحين الذين تتولى تركيا نقلهم الى ليبيا من ينتمون الى الإيغور والتركمان والشيشان ، وهم من المقاتلين تحت راية الخلافة العثمانية في سوريا

ويوجد حوالي 5000 مقاتل من الصينيين الإيغور  في شمال سوريا ، ينشطون تحت لواء ما يسمى بالحزب الإسلامي التركستاني ، ومن المدافعين عن فكرة إحياء الخلافة العثمانية

ويشير المراقبون الى أن هذه التصريحات ليست وليدة الصدفة ، وإنما تعبّر عن طبيعة الثقافة التي باتت تحكم تصرفات المسلحين الدائرين في فلك النظام التركي ، في ظل إصرار أردوغان على إستذكار الخلافة العثمانية في مختلف تصريحاته ، وخاصة تلك التي تخص سوريا وليبيا ، لافتين الى أن وجود حراك فكري وثقافي وإعلامي بات يصب في إطار  تجميد الخلافة العثمانية والدفاع عن المنادين بإحيائها

وكشف المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عدد المجندين السوريين الذين وصلوا إلى العاصمة الليبية طرابلس ارتفع إلى نحو 4400 مسلح ، وأضاف  أن عمليات التجنيد مستمرة في المناطق الخاضعة لسيطرة تركيا في شمال سورية، مشيرا الى  أن “تركيا تريد إرسال نحو 6000 متطوع سوري في ليبيا”.