رجحت مصادر تحدثت إليها "بوابة الوسط" أن يكون أمن أحمد أبو ختالة تعرّض للاختراق، أو أن وشاية سهلت عملية القبض عليه.وتحدثت تقارير عن أن أجهزة الاستخبارات الأميركية لم تتمكن من رصد ومتابعة أبو ختالة عقب خطف أبو أنس الليبي، مبينة فقدان أثره فترة طويلة قبل أن يظهر قبل أسبوع في المكان الذي قبض فيه الأحد الماضي من قبل قوات أميركية.ولاحظت صحيفة "نيويورك تايمز" أن العملية جرت بشكل حاسم وفي غضون دقائق، حيث أخذ في سيارة قبل نقله إلى بارجة أميركية ودون إراقة نقطة دم واحدة.وتكتمت السلطات الأميركية على أمر العملية ولم تبلغ أي جهة بما فيها الحكومة الليبية خوفًا من تسرب المعلومة.

و في سياق أخر أكد وزير العدل صلاح المرغني، في مؤتمر صحفي عُقد اليوم الأربعاء في طرابلس، أن القضاء الليبي أصدر أمرًا بإلقاء القبض على أحمد أبو ختالة، ولكن ارتباك المشهد الأمني منع تنفيذ الأمر.وقال المرغني: "الولايات المتحدة صديق لليبيا ولم نكن نتوقع مساهمتها في إرباك المشهد، وأحمد أبو ختالة مطلوبٌ في ليبيا ويجب أن يحاكم هنا".

و في السياق نفسه ،أصدرت ما يُسمى بالنصرة الليبية للدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" بيانًا بشأن اعتقال أحمد أبوختالة.وأضافت النصرة في بيانها "إن التجرأ على (مَن سمتهم بـ)أهل التوحيد في ليبيا لن يجلب لكم إلا الويلات"، مخاطبة الولايات المتحدة الأميركية، مهددة إياها باستهداف مواطنيها داخل ليبيا وخارجها، حتى وإن سحبت كل رعاياها من ليبيا.وقالت النصرة في بيانها إن أسر أبوختالة لن يلوي أذرعتهم ولن يسقط تنظيماتهم.وتوعدت مَن وصفتهم بعملاء أميركا في ليبيا المرتدِّين بالاستهداف بالمفخخات وفصل الرؤوس عن الأجساد، معتبرةً أنهم عاثوا في الأرض فسادًا ويجب القصاص منهم.

هذا  أبلغت الولايات المتحدة مجلس الأمن باعتقال قوات خاصة أميركية في ليبيا أحمد أبو ختالة، الأحد، بعد تحقيق أوضح أن الرجل شخصية رئيسة في هجوم 2012 الذي أسفر عن مقتل أربعة أميركيين بالقنصلية الأميركية في بنغازي. وفي رسالة حصلت "رويترز" على نسخة منها، اليوم الأربعاء، كتبت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سامانثا باور: "أوضح التحقيق أيضًا أنه (أبو ختالة) استمر في التخطيط لمزيد من الهجمات المسلحة ضد أميركيين". وقالت: "الخطوات التي اتخذناها لاعتقال أبو ختالة في ليبيا كانت ضرورية لمنع مثل هذه الهجمات المسلحة واتُخذت تماشيًا مع حق الولايات المتحدة الأصيل في الدفاع عن نفسها". وأضافت باور: :إن الولايات المتحدة تبلغ مجلس الأمن باعتقال أبو ختالة وفقًا للمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة التي تتطلب إبلاغ المنظمة الدولية على الفور بالإجراءات التي تتخذها الدول دفاعًا عن نفسها ضد هجوم مسلح". وأفادت الرسالة المقتضبة أيضًا بأن أبو ختالة سيمثل أمام المحكمة الاتحادية الأميركية لمحاكمته جنائيًا.

هذا و أعلن البيت الأبيض، اليوم الثلاثاء، أنَّ الولايات المتحدة اعتقلت أحمد أبوختالة أحد المشتبه بهم الرئيسيين في هجمات بنغازي التي قتلت أربعة أميركيين، وتتحفَّظ أميركا على المتَّهم في مكان آمن خارج ليبيا.وقال الناطق باسم البيت الأبيض جاي كارني للصحفيين المرافقين للرئيس الأميركي باراك أوباما على متن طائرة الرئاسة الأميركية: "أوضحنا منذ الهجوم الخسيس على منشآتنا أننا سنذهب إلى أي مدى للعثور على الجناة والقبض عليهم وتقديمهم للعدالة"، بحسبما نقلت "رويترز".وأضاف أن اعتقال أبوختالة ليس نهاية تلك الجهود لكنه يمثل علامة فارقة مهمة، لافتًا إلى أن أبوختالة من الشخصيات الأساسية في هجمات 2012. لكن كارني طلب الرجوع إلى وزارة الدفاع بخصوص التساؤلات الأخرى.

وشدَّد بيان للبيت الأبيض على أنَّ أوباما أمر بتنفيذ عملية في ليبيا لاحتجاز مشتبه به في هجمات بنغازي على القنصلية الأميركية. وأوضح أوباما أنَّ المشتبه به سيواجه "نظام العدالة الأميركية بكامل قوته"، بحسب البيان. وتابع أوباما: "منذ الهجمات القاتلة على منشآتنا في بنغازي أعطيت أولوية للعثور على المسؤولين عن مقتل أربعة أميركيين شجعان وتقديمهم للعدالة".وقال مسؤولون أميركيون لرويترز إنَّ المشتبه به في هجمات عام 2012 على مقر المجمع الدبلوماسي الأميركي في بنغازي بليبيا والذي اعتقل مطلع الأسبوع سيحاكم أمام المحاكم الأميركية.ويأتي هذا القرار تماشيًا مع سياسة الرئيس الأميركي باراك أوباما بإحالة المشتبه بهم الذي يعتقل في الخارج إلى نظام العدالة الأميركي بدلاً من محاكمتهم وفقًا لنظام المحاكم العسكرية في خليج غوانتانامو بكوبا.