أكد وزير الخارجية التونسي عثمان الجرندي، أن استضافة تونس للحوار السياسي الليبي المباشر الأول من نوعه مطلع نوفمبر المقبل هو آخر سلسلة اللقاءات التي تنظم تنفيذا لمخرجات مؤتمر برلين  يناير 2020

وأعرب الجرندي في حوار مع "العربي21" عن تمنياته أن يكون اجتماع تونس نقطة الانطلاق المصيرية للمصالحة الليبية والإعلان عن التفاهمات بين الأطراف الليبية التي ستؤسس لأركان الدولة الليبية الحديثة.

وبين الجرندي أنه سيسبق اجتماع تونس اجتماعات افتراضية بين مختلف الأطراف الليبية ومنظمة الأمم المتحدة برعاية الممثلة الخاصة للأمين العام بالإنابة "ستيفاني ويليامس".

وأوضح الجرندي أن تونس كانت وستظل داعمة لكل جهد إقليمي أو دولي يهدف إلى مساعدة الليبيين على الوصول إلى حلّ شامل للأزمة في ليبيا التي تحظى بأهمية كبرى، وذلك لاعتبارات تتعلق بترابط المصير وعلاقات الأخوة العميقة والمتينة التي تربط الشعبين وكذلك للتأثير المباشر لهذا الملف على دول الجوار الليبي والمنطقة بشكل عام مضيفا: من هذا المنطلق ينبني موقف تونس الثابت على التوافق والمصالحة الليبية وضرورة التوصل إلى حل ليبي-ليبي شامل دون إقصاء أو تمييز.

وأشار الجرندي إلى أن جميع الاجتماعات التي تحدث هي جهد إقليمي ودولي محمود للوصول إلى هذا الهدف، لكن يبقى المبدأ والأساس هو تغليب المصلحة الليبية وأن يكون لليبيين أنفسهم الكلمة الفصل والأخيرة في التوصل لحل سلمي شامل برعاية الأمم المتحدة يحقق طموحات الشعب الليبي ويحفظ وحدة وسيادة الجارة ليبيا.

وبين الجرندي أن حيادية الموقف التونسي ومواقف تونس الداعمة للحل التوافقي الليبي-الليبي دون غيره كسبيل وحيد لتسوية الصراع جعل من تونس محل تقدير وثقة البعثة الأممية التي اختارتها لاحتضان الاجتماع المباشر الأول لملتقى الحوار السياسي الليبي مطلع نوفمبر القادم. 

وجدد الوزير التونسي التأكيد على وقوف تونس على نفس المسافة من كافة الأطراف الليبية ودعوتها باستمرار الأشقاء الليبيين لوضع خلافاتهم جانبا وتغليب مصلحة وطنهم حتى تدخل ليبيا إلى مرحلة البناء والتنمية وتركيز المؤسسات.

واعرب الجرندي عن تمنياته أن يكون الاجتماع المباشر الأول لملتقى الحوار السياسي الليبي مطلع نوفمبر القادم محطة حاسمة في اتجاه الوصول إلى توافقات حقيقية مضيفا سنسعى كبلد مضيف إلى توفير كل الظروف الملائمة من الناحية التنظيمية لليبيين لإنجاح اجتماعهم.

وأشار الجرندي إلى أن تغليب المصلحة الليبية يجب أن يكون مطمح وهدف الجميع مضيفا لا أجندة لنا ولا أطماع سوى استقرار ليبيا ووحدتها لأن في استقرار ليبيا استقرارا لدول الجوار وللمنطقة برمتها.

وجدد الجرندي التأكيد على تصريحات الرئيس التونسي قيس سعيد عقب لقائه يوم 12 أكتوبر 2020 مع رئيسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بالنيابة "ستيفاني وليامز"، والتي أكد فيها أن تونس تعمل على وضع كافة الإمكانيات المادية والبشرية اللازمة للمساهمة في إنجاح هذا الاستحقاق الهام.

وأعرب الجرندي عن أمله في أن تنخرط كافة الأطراف الإقليمية والدولية في ديناميكية الحل السياسي الليبي-الليبي والعمل على إنجاح هذا المسار حتى تتوصل الأطراف الليبية إلى إيجاد الحلول والتوازنات للمضي قدما نحو إقامة دولة مستقرة ذات سيادة على كافة أراضيها وخيراتها وأن تتمكن من لعب دور مهم في إحلال الأمن والسلم في المنطقة.