نظم "مركز السلام للدراسات السياسية والإستراتيجية" المؤسس حديثا بمدينة العيون، ندوته الحوارية الأولى تحت عنوان "الساقية الحمراء ووادي الذهب.. تداعيات التصعيد وحتمية السلام"، بمشاركة نخبة من النشطاء المدنيين والباحثين الأكاديميين، يمثلون مختلف المواقف والتوجهات السياسية المعبر عنها بخصوص النزاع الصحراوي.

وشارك في الندوة المنعقدة مساء السبت 12 ديسمبر عبر الانترت، كل من الكاتب والإعلامي الجزائري سعيد هادف (وهران)، الناشط المدني والإعلامي الموريتاني عبيد إميجن (نواكشوط)، إلى جانب الباحث محمد الغيث ماء العينين (الرباط)، ورئيس المركز المنظم للندوة باهي العربي النص (العيون).

وتطرقت الندوة إلى التطورات التي يشهدها ملف الصحراء  في الآونة الآخيرة، وتأثيراتها على المنطقة، منذ التصعيد الذي دشنته البوليساريو عبر غلق معبر الكركرات، ومرورا بقرارات مجلس الأمن الصادر نهاية أكتوبر الماضي، الى جانب التدخل الأمني بالكركرات وما أعقبه من تصعيد عسكري وإعلامي من طرف البوليساريو بعد قرارها القاضي بالانسحاب من اتفاق وقف إطلاق النار، وانتهاء بالتطورات الدبلوماسية المتسارعة، وفي مقدمتها الاعتراف الأمريكي بالسيادة المغربية على إقليم الصحراء الغربية.

كما تناول المتدخلون في محور الندوة الأخير، مواقف أطراف النزاع وبلدان الجوار والمتدخلين في ملف الصحراء، من هيئات وقوى دولية، في ضوء المصالح الاستراتيجية والسياقات التاريخية والسياسية لمجمل التطورات المثارة، قبل أن يعرجوا على تداعيات الأحداث الجارية بالإقليم السياسية، التنموية والاقتصادية، وسيناريوهاتها وتأثيراتها المحتملة على فرص تحقيق السلام، خاصة بالنظر الى "التحديات التي تواجه بلدان المنطقة والمؤهلات التي تزخر بها، إلى جانب المشترك الذي يجمع شعوبها ومجتمعاتها"، ليؤكدوا على "محورية قيم السلام، الحوار و التعايش، التي من شأنها أن تذلل العراقيل أمام الجهود الرامية إلى حل الإشكالات التي تحول دون تحقيق اندماج البلدان المغاربية".

                   
"ارتباط بلدان المنطقة بأجندات وشراكات ومصالح قوى أجنبية"، الى جانب "دور القرار السيادي الداخلي في تجاوز حالة الجمود الراهنة"، بالاضافة الى موضوع "التحديات الأمنية في منطق الساحل والصحراء"، مواضيع كانت حاضرة أيضا في مداخلات ضيوف الندوة، حيث أكدوا على أن كافة السياقات المتعلقة بالتطورات الأخيرة، ستصب في تكريس خيار السلام، كونه الضمانة الوحيدة لحفظ مصالح الأطراف جميعا، وتحقيق ازدهار بلدان المنطقة ورفاهية شعوبها.

وأكد المتدخلون على أهمية المجتمع المدني ومحوريته في تعزيز فرص السلام، والدفع بمبادرات نوعية من شأنها أن تساهم في تقريب وجهات نظر الأطراف، وخلق البيئة المناسبة لتهيئة الحوار في ما بينها، والتوصل الى الحلول الرامية الى حل الإشكالات السياسية القائمة، كما أكدوا على أن إنهاء مشكل النزاع في الصحراء الغربية بطرق سلمية، سيكون مقدمة لمعالجة عديد الإشكالات السياسية، التنموية والاقتصادية...، التي تعيش على وقعها بلدان المنطقة.

ولقيت الندوة متابعة وتفاعلا كبيرين على وسائط التواصل الإجتماعي، كما غطتها عديد وسائل الإعلام، حيث حظيت بإشادة واسعة، كونها "المبادرة المستقلة الأولى من نوعها التي ستساهم في التأسيس لحوار مجتمعي، يواكب الجهود والمساعي الرامية الى حل الصحراء ، وتجاوز الخلافات القائمة فيما بين البلدان المغاربية" بحسب العديد من المتابعين.

وينتظر ان ينظم "مركز السلام للدراسات السياسية والإستراتيجية" ندوته الثانية التي ستكون باللغة الاسبانية، بمشاركة ضيوف أجانب، سيناقشون من خلالها فرص وسيناريوهات تحقيق السلام، في ضوء التطورات الأخيرة التي تشهدها المنطقة