يرى مقال بموقع «ميدل إيست آي» البريطاني أنَّ الغارات الجوية المجهولة التي ضربت العاصمة الليبية طرابلس تزيد التكهنات حول وجود تدخل أجنبي في ليبيا، رغم إنكار جميع الدول الأجنبية والأطراف في ليبيا مسؤوليتها عن الهجمات.

يقول كاتب المقال ستيف فوكس إنَّ القوى الجوية سواء كانت من ليبيا أو خارجها قد تكون عامل حاسم في المعركة الدائرة في طرابلس بين جماعة الزنتان ومصراته، فكلا الطرفين لا يمكنهم تحقيق نصر مؤكّد، ويُعد المواطنون العاديون هم الخاسر الأكبر في هذه المعادلة.

ومع عدم وجود قوات أمنية قوية وفعّالة في ليبيا، فإن التدخل الأجنبي سواء دبلوماسيًا أو عسكريًا يظل أفضل الحلول لإنهاء الحرب في طرابلس، وفقًا للكاتب.

ويشير الكاتب إلى أن عدم وجود هدف محدّد هو السبب في عدم تدخل قوات الناتو في ليبيا حتى الآن مثلما فعلت عام 2011. ففي 2011 كان الهدف واضحًا وهو مساعدة الثوار ضد القذافي، ووقف اعتداءات قوات القذافي ضد الثوار. لكن الآن هؤلاء الثوار أنفسهم يتنازعون فيما بينهم وانقسموا إلى إسلاميين وغير إسلاميين، وكلاهما يقصف المناطق المدنية. وفي حالة تدخلت قوات الناتو فستضطر إلى شن هجمات ضد جميع الأطراف.

ووفقًا للمقال، دول الناتو قلقة من التدخل في هذه الحالة الفوضوية التي تشهدها ليبيا وفي الوقت نفسه تخشى من عواقب عدم التدخل، فمن أن تتحوّل ليبيا إلى دولة فاشلة ومرتع للجهاديين يستخدمونها لشن هجمات على الدول الغربية وممر يستخدمه المهاجرون القادمون من مناطق النزاع في أفريقيا والعراق وسورية للوصول إلى أوروبا.

وحتى هذه اللحظة، تعمل الدول الغربية على موازنة الأمور في ليبيا ودراسة أطراف النزاع. ففي حال تحول القتال إلى معركة بين طرفين أحدهما مدعوم من الحكومة سيكون هناك احتمال لتدخل عسكري مصحوب بمطالبة الحكومة للجماعات المسلّحة بوقف إطلاق النار، وفي حال تحوّل النزاع إلى حرب متعددة الأطراف سيكون التدخُّل العسكري في هذه الحالة صعبًا وسيتم بحث جهود احتواء الموقف وليس التدخل.

*نقلا عن ميدل إيست أون لاين