كشف موقع باز فيد نيوز الأمريكي، عن تخوف الاتحاد الأوروبي أن يمثل نزوح أكثر من 300 ألف شخص عبر البحر المتوسط إلى أوروبا في "كارثة إنسانية" إذا استمر تدهور الأوضاع في ليبيا، وفقًا لتقرير جديد أعدته إحدى الوكالات التابعة للتكتل الأوروبي.

وجاء هذا التنبؤ في أحدث تقرير نصف سنوي صدر عن عملية صوفيا العسكرية للاتحاد الأوروبي التي تهدف إلى منع الناس من التهريب عبر البحر إلى أوروبا. ولكن ، وفقًا للتقرير فإن المهمة غير مهيأة بشكل كبير لمثل هذا الحدث.

وبين التقرير الذي تابعته وترجمته بوابة افريقيا الإخبارية، أن تدهور الوضع في ليبيا خلال الأشهر الأخيرة حيث أدى القتال بين الفصائل المتناحرة للسيطرة على البلاد إلى وفاة 53 شخصًا عندما قُصف مركز احتجاز في غارة جوية الشهر الماضي. ولاحظت عملية صوفيا في التقرير المؤرخ في 9 يوليو أن احتمالات الأشخاص الذين يقومون بالرحلة الخطيرة إلى أوروبا قد زادت، ويشير التقرير إلى أن المنظمة الدولية للهجرة في قد قدرت أنه "يمكن لحوالي 325000 شخص الهروب نحو البحر إذا أجبرتهم الظروف في ليبيا على فعل ذلك".

وبينما عبر عدد أقل من الأشخاص البحر منذ ذروة الأزمة  -حيث يُقدر أن أكثر من 3800 شخص قد لقوا حتفهم خلال الرحلة- فإن الطريق بين ليبيا وإيطاليا لا يزال قاتلاً. وتوفي ما يقدر بنحو 2262 شخص في الرحلة في عام 2018.

وتوقع تقرير صوفيا أيضًا أنه بينما تؤدي البحرية وخفر السواحل الليبيين عملهما خلال الفترة الحالية، فقد يجبرهما الصراع على التركيز أكثر على الأمن الداخلي بدلاً من وقف التهريب. ويضيف التقرير "إذا حدث هذا، فمن المحتمل أن تفوق معالجة هذه التهديدات قدرة الليبيين وستكون هناك حاجة إلى تدخل فوري من قبل الجماعة الأوروبية قبالة الساحل".

وفي هذا الموقف يبدو الكلام أسهل كثيرًا من الفعل. وكان لاتحاد الأوروبي قد قرر في أبريل 2016 تجهيز وتدريب وحدات خفر السواحل الليبية بدلاً من الاستمرار في تمويل مهام الإنقاذ الخاصة به. وجد تقرير لموقع باز فيد الأمريكي انخفاضًا كبيرًا في عدد عمليات الإنقاذ التي أجرتها صوفيا العام الماضي على الرغم من العدد المتزايد لضحايا الغرق.

ووفقًا لتقرير صوفيا الأخير لم تحقق خطة تسليم عمليات الإنقاذ والتصدي للتهريب إلى الليبيين سوى إلى نجاح بسيط. فخلال الفترة التي يغطيها التقرير  -من ديسمبر 2018 حتى مايو 2019- استجاب خفر السواحل والبحرية الليبية إلى 50 ٪ فقط من حالات البحث والإنقاذ على طول طريق الهجرة وسط البحر المتوسط. كما وجد تحقيق باز فيد نيوز خلال ذلك الوقت أن الليبيين نادراً ما أستجابوا على الهاتف عند الاتصال على خطوط الطوارئ التي تهدف إلى الاتصال بإنقاذهم.

وقد استحقت ليبيا بسياستها المتمثلة في إما إعادة الأشخاص الذين تم إنقاذهم إلى ظروف خطرة أو احتجازهم في مراكز احتجاز ضخمة إزدراء كبير. وفي وقت سابق من هذا الشهر أعلنت الحكومة المعترف بها من قبل الأمم المتحدة في ليبيا أنها ستغلق ثلاثة من أكبر مراكز احتجاز المهاجرين بعدما أدانتها الأمم المتحدة بسبب معاملتها اللاإنسانية للاجئين.

لكن طارق أرجاز -المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين في ليبيا-   قال في رسالة إلكترونية "لم يتم إغلاق ثلاثة مراكز اعتقال بعد".

وأضاف أرجاز "مركز احتجاز الخمس فارغ حاليًا بعد أن قامت المفوضية بإجلاء آخر 29 لاجئًا تم احتجازهم داخله، ويقدر عدد اللاجئين والمهاجرين المحتجزين في الاثنين الآخرين بنحو 450 شخصًا".

ومما يعقد الأمور نقص السفن التابعة للعملية صوفيا: فمنذ أبريل اضطرت المهمة إلى العمل دون أي أصول بحرية سطحية. وقال التقرير إنه أمر جيد  شريطة أن يقدم أعضاء الاتحاد الأوروبي المزيد في المستقبل القريب، مع مواصلة الليبيون القيام بدوريات في مياههم بشكل فعال، وأنه لا توجد طفرات مفاجئة في الهجرة. في الوقت الحاضر لا يبدو أي من هذه الظروف مرجحًا.

ومن جانبه صرح متحدث باسم المفوضية الأوروبية بأنه "قلق من أنه بدون الأصول البحرية لللعملية صوفيا، قد لا نتمكن من الرد بسرعة إذا تدهور الوضع في البحر، ونرى خطرًا لزيادة نشاط المهربين نتيجة القدرة المحدودة للعملية على التصرف ".

وفي الوقت نفسه تم تكليف العملية صوفيا أيضًا بـ "تنفيذ حظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة في أعالي البحار قبالة سواحل ليبيا". لكن ذلك لم يكن على ما يرام ، لأن نقص السفن جعل مهمة صعبة أكثر صعوبة ، حتى مع استخدام الأصول الجوية لمحاولة اكتشاف المتجرين.

لذلك وفقًا للتقرير دعت صوفيا الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى تعيين سفن "ستمكّن من الاستجابة البحرية المحتملة للاتحاد الأوروبي" في غضون 14 يومًا. ورفضت مفوضية الاتحاد الأوروبي التعليق عند سؤالها عن كيفية سير الطلب.

لكن الساعة تدق: إن الولاية الحالية لصوفيا تستمر فقط حتى سبتمبر، وعند هذه النقطة سيتعين على الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إما تمديدها أو إنهاء المهمة بأكملها بغض النظر عن الوضع على الأرض في ليبيا في ذلك الوقت.