نقلت صحيفة "الخبر" الجزائرية الصادرة اليوم الثلاثاء عن مصدر أمني رفيع بأن الإعلان الأخير الصادر عن جماعة “داعش” (الدولة الإسلامية في العراق والشام ) المنشئ لدولة الخلافة، مجرد استباق لإعلان الدولة الإسلامية في المغرب الإسلامي أو في إفريقيا، وهو ما بات متوقعا في أية لحظة- حسب مصدر الصحيفة .

وأضافت الصحيفة أن 10 دول بيمنها موريتانيا تسعى فى الوقت الحالي عن طريق المراقبة والرصد والتجسس الوصول إلى تفاصيل اجتماع تاريخي للجماعات السلفية الجهادية في إفريقيا.وأضافت أن تلك الدول ضاعف عمليات التجسس الإلكتروني والمراقبة الجوية وعمليات التجسس التي تعتمد على مخبرين وعملاء في ليبيا ومالي، بعد ورود تقارير أولية عن اجتماع مرتقب للجماعات الجهادية في شمال إفريقيا للبت في موضوع إعلان دولة إسلامية أو البقاء على الولاء لتنظيم قاعدة الجهاد الدولي.

وتستعمل الولايات المتحدة الأمريكية - يقول المصدر - أغلب وسائل التجسس والمسح الجوي في إطار عمليات تجسس دولية ومراقبة تنفذها 10 دول من شمال إفريقيا وأوروبا، لتحديد مكان عقد اجتماع موسع يعد الأهم للجماعات السلفية الجهادية في شمال إفريقيا.

وقال مصدر عليم إن دولا أوروبية وغربية تتخوف من ظهور نسخة جديدة من داعش العراق وسوريا في شمال إفريقيا، مع ما يحمله مثل هذا الحدث من تهديد لاستقرار المنطقة.

وكشف مصدر أمني رفيع أن 10 دول هي: موريتانيا و الجزائر، المغرب، تونس، مصر، فرنسا، بريطانيا، إسبانيا، إيطاليا والولايات المتحدة الأمريكية، ضاعفت من عمليات التجسس الإلكتروني والمسح الجوي والفضائي والتجسس بالاعتماد على مخبرين وعملاء في شمال مالي وأجزاء من شمال النيجر وكامل الأراضي الليبية.

ونقلت"الخبر" عن ذات المصدر أن جماعة أنصار بيت المقدس في مصر والمرابطين التي تنشط في شمال مالي وجنوب غرب ليبيا وتضم عدة فصائل والقاعدة في بلاد المغرب وأنصار الشريعة في تونس وليبيا وأنصار الدين في شمال مالي، قررت الاجتماع في مكان ما في ليبيا من أجل النظر في عدة مسائل أهمها الخلاف بين زعيم تنظيم قاعدة الجهاد الدولي أيمن الظواهري والدولة الإسلامية في العراق والشام التي قررت تسمية نفسها بدولة الخلافة الإسلامية، وكذا في موضوع توحيد بعض الفصائل خاصة الموجودة في تونس والجزائر وليبيا ومالي.

ونقلت الصحيفة أيضا عن مصدر أمني رفيع إن الاجتماع الذي دعا إليه سلفيون جهاديون من ليبيا ومن تونس سيعقد في مكان ما جنوب شرقي أو غرب ليبيا، وسيحضره ممثلون عن كل الفصائل السلفية الجهادية بما فيها حركة بوكو حرام. وتتضارب آراء متزعمي الجماعات السلفية الجهادية في شمال إفريقيا، بين البقاء على الولاء لتنظيم قاعدة الجهاد وأميره الظواهري أو الولاء لدولة الخلافة الإسلامية “داعش”، أو تأسيس كيان يخص السلفيين الجهاديين في إفريقيا ومصر والمغرب الإسلامي، وبادر قبل أشهر قليلة السلفي الجهادي مختار بلمختار بإعلان الولاء والبيعة لأيمن الظواهري، وهو التصرف الذي فتح أعين أجهزة الأمن الدولية على الخلافات بين متزعمي الجماعات السلفية الجهادية بين الولاء للظواهري أو التعاطف مع البغدادي أمير الدولة الإسلامية في العراق والشام.

وعبر في شهر أفريل عدد كبير من أعيان جماعة أنصار الشريعة في بنغازي بشرق ليبيا عن تأييدهم للدولة الإسلامية في العراق، كما تشير مصادر أمنية موثوقة إلى أن درودكال عبد المالك تبادل رسائل مع البغدادي في موضوع البيعة للظواهري.وحسب الصحيفة تتوقع مصالح الأمن أحد 3 سيناريوهات: أن يعلن درودكال عن دولة إسلامية تضم بعض الجماعات في شمال مالي تونس والجزائر، أو أن يعلن السلفيون الجهاديون في ليبيا ومصر عن الولاء للبغدادي، أو أن يعلنوا في إطار وحدة مع فصائل سلفية عن دولة إسلامية جديدة في إفريقيا يكون إقليمها أجزاء من ليبيا.