قالت مصادر مطلعة في نواكشوط  إن السلطات الموريتانية لا تستبعد غلق مكتب قناة «الجزيرة» بالعاصمة نواكشوط.
وأبرزت صحيفة «الوطن» إن جهات في السلطة باتت تعتبر الجزيرة خادمة لأجندة الإخوان الذين تصفهم الحكومة الموريتانية بتطرف الخطاب ، لذلك لا تستبعد تستعبد  إغلاق مكتب القناة القطرية خلال الأيام القليلة القادمة
وووفق تسريبات إعلامية ، فإن  موريتانيا التي تعمل على تجفيف منابع الإرهاب الإخواني من المدعوم من قطر ، ضاقت ذرعا بالحملات المعادية التي تشنها أبواق الدوحة في الداخل والخارج وعلى رأسها قناة « الجزيرة » ضد النظام ومؤسسات الدولة ، مع دعم واضح للجماعات المتشددة ولقوى الإسلام السياسي وفي مقدمتها حزب تواصل الإخواني
وأضافت أن القناة القطرية التي لا يزال مكتبها ينشط في نواكشوط بتنسيق كامل مع حزب تواصل الإخواني ،  تعودت على تشويه المجتمع الموريتاني ومحاولة المساس من وحدته، إلى جانب نشرها الأخبار الزائفة التي من شأنها أن تضر بالأمن العام، كما سعت الى الإساءة الى النظام القائم وأجهزة الدولة ، وخاصة بعد  قرار نواكشوط قطع العلاقات الديبلوماسية مع الدوحة في يونيو 2017.
وخلال الأيام الماضية شنت « الجزيرة » حملات ممنهجة ضد الدولة الموريتانية ، كردة فعل منها على نكسة الإخوان في الإنتخابات البرلمانية والجهوية والبلدية ، ثم على القرار السيادي بغلق وسحب ترخيصي مركز تكوين العلماء وجامعة عبد الله بن ياسين الخاصة الذين يشرف عليهما الزعيم الروحي لإخوان موريتانيا  وعضو ما يسمى إتحاد علماء المسلمين محمد الحسن ولد الددو  المعروف بعلاقاته الوطيدة بتنظيم الحمدين ، والذي تشير المصادر الى أنه من يقود الحملة الإخوانية ضد بلاده من مقر إقامته في تركيا
وقررت إدارة القناة تخصيص الحلقة من برنامج « الإتجاه المعاكس » لما سماه أزمة النظام الموريتاني مع لمؤسسات الإسلامية . وتساءل فيصل في تغريدة له عن أسباب الأزمة هل هي نتيجة ضغوط خارجية مدفوعة الثمن ، وفق تعبيره ، الأمر الذي قرأه الموريتانيون على أنها إمعان في الإستهانة بالقرار الوطني المستقل لبلادهم.
ودعا ناشطون موريتانيون الى إغلاق مكتب « الجزيرة » في بلادهم على غرار بقية الدول العربية التي إكتشفت الدور التخريبي للقناة القطرية
وكان عدد من الكتاب والمدونين الموريتانيين قد طالب  بإغلاق مكتب القناة في نواكشوط وطردها كما فعلت مع سفارة قطر قبلها، وأشاروا إلى أن الجزيرة مشروع شرير يعبث بأمن الشعوب العربية  ويهدد بضرب السلمالإهلي ، لذلك ينبغي القضاء عليه.
وقال الكاتب والسياسي الموريتاني محفوظ الحنفي إن عقلا اً شيطانياً مبدعاً كان وراء فكرة إطلاق مشروع قناة الجزيرة الفضائية من أجل احتلال عقل الإنسان العربي تمهيداً لتهيئة هذا الإنسان كي يكون هو ذاته أداة ووسيلة تدمير أمته وتمزيقها بملء إرادته وبكامل اختياره.
ويرى المراقبون أن قناة « الجزيرة » بالغت في إساءاتها المتعمدة لبلادهم ، حتى أنها تعاملت معها في مناسبات عدة بالسخرية التي إن دلت على شيء ، فإنما تدل على عدم وعي القائمين عليها بثقافات الدول والشعوب وقيم وأخلاق المجتمعات.
وبيّن الكاتب والمحلل السياسي سعدبوه ولد الشيخ محمد إن « على قناة الجزيرة أن تعلم أن لموريتانيا ربا سيحميها، وعلى الجزيرة ألا تجرب صبر الموريتانيين على الإهانة، وقدرتهم على الدفاع عن كرامتهم، فموريتانيا -عكس ما تزعم الجزيرة- ليست بلدا هامشيا، فأبناء موريتانيا أذكياء، وأصحاب كفاءات، والجزيرة نفسها تعرف ذلك من خلال الموريتانيين العاملين بها، وإذا ما استمرت قناة الجزيرة في الاستهزاء بموريتانيا، والتعريض بها، فإن على القناة أن تتوقع مظاهرات أمام مكاتبا في عمارة الخيمة، وربما اقتحام تلك المكاتب، ولن تكون مثل الوقفات الليلية أمام سفارة قطر في نواكشوط».