تحدث رئيس الحكومة التونسية، مهدي جمعة، في حوار مع يومية “الخبر” الجزائرية عشية الانتخابات الرئاسية، عن الظروف التي تجري فيها الرئاسيات، والوضع الأمني والتهديدات الإرهابية والتعاون العسكري بين الجزائر وتونس وتأثيرات الأزمة في ليبيا على تونس، نافياً أي تدخل للجيش الجزائري في تونس.

وتحدث جمعة عن الانتخابات قائلا، الحمد لله، اجتزنا بارتياح الانتخابات التشريعية، منذ أشهر ونحن نهيئ لهذه الانتخابات، تنقية الأجواء وتنحية التجاذبات السياسية، تحييد الإدارة وتحييد المساجد، والعمل الأمني والتنظيمي ساهم في تهيئة أفضل الظروف، حيث اجتزنا بأفضل الظروف التشريعيات ونتمنى أن تجتاز الرئاسيات في نفس الظروف.

التهديد الأمني موجود والدولة التونسية موجودة والجماعات الإرهابية تستهدف تونس مثلما استهدفت الجزائر، الإرهاب عاد في الفترة الأخيرة، لكننا على يقظة تامة، الإرهاب يستطيع أن يضرب لكننا عازمون على منعه، مثلما منعناه من أن يضرب في التشريعيات سنمنعه من أن يضرب في الرئاسيات.

ولفت جمعة إلى أن لغة الخطاب في الحملة الانتخابية جرت بشكل عادي، وعلى العموم ما عدا بعض التجاذبات التي تدخل في إطار الحماس الانتخابي، لكنها لم تصل مستوى الصدام، وبالنسبة للتشنجات، نحن يقظون حتى لا تكون هناك أي انزلاقات، وكلما كانت هناك تجاوزات نبهنا إليها ونبهت عليها الهيئة العليا للانتخابات وتراقب كل من قام بذلك، أنا في اعتقادي لن يقع انفلات، ما يحدث في الحملة الانتخابية عادي، ربما لو كانت ستحدث انزلاقات لحدثت في التشريعيات حيث كان هناك أكثر من 1300 قائمة، لكننا اجتزنا ذلك بسلام.

وأبدى رئيس الوزراء التونسي اطمئنان بلاده تجاه الحدود مع الجزائر قائلا، بطبيعة الحال، نحن مطمئنون على الحدود الجزائرية، رغم وجود المجموعة الإرهابية على الحدود، لكن مستوى التعاون بين تونس والجزائر والحرص المشترك على أمن البلدين، يجعلنا أكثر ارتياحا، بخلاف الوضع في ليبيا الذي يدفعنا إلى حماية حدودنا بأنفسنا.

وأضاف، وصلنا إلى تعاون كبير ورفيع مع الجانب الجزائري عسكريا، لا يتعلق الأمر باتفاقيات تعاون فقط، لكن هناك تنسيق عملي على الأرض، عندما يقرر الجيش الجزائري أو التونسي القيام بعمل عسكري ميدانيا، لا يكون هناك أي تونسي أو جزائري يدخل أو يخرج من المنطقة الحدودية موطن العملية العسكرية من الطرفين، هناك تبادل للمعلومات، ونحن نتعامل بثقة أمنية وعسكرية كبيرة، ليس هناك مد لوجيستي عدا بعض الحاجيات البسيطة، ونحن لا نطلب أكثر من الجزائر، لأننا نعتقد أنه عندما يكون الجيش الجزائري بإمكانياته وتجربته حريصا على الحدود فهذا في حد ذاته حماية للحدود التونسية.

ونفى جمعة أي تدخل للجيش الجزائري في تونس، مؤكداً أن ما يتعلق بالتعاون العسكري يتم وفقا للاتفاقيات الثنائية وباحترام المواثيق التي تضبط التعامل على الحدود، في الجزائر هناك مادة دستورية تمنع الجيش الجزائري من القيام بأي عمل عسكري في الخارج، ونحن لسنا بحاجة إلى تواجد للجيش الجزائري داخل الحدود في تونس، بقدر ما نحن بحاجة إلى خبرته في مراقبة الحدود.