جاء الإعلان عن إنشاء منصة إعلامية تركية ليبية ليشير الى العمق الإستراتيجي الذي ينظر به مسؤولو البلدين الى العلاقات بينهما في ظل اختلاف في وجهات النظر داخل المجتمع الليبي بين أغلبية تعتبر التدخل التركي في البلاد احتلالا، وبين أقلية ترى فيه دعما وعونا من أجل ضمان الأمن والاستقرار في البلاد.

والمنصة هي واحدة من المشاريع المشتركة التي تم الإعلان عنها أثناء الزيارة التي أداها رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة الى تركيا مرفوقا ب14 وزيرا، على إنها تهدف الى إقامة شراكة إعلامية استراتيجية من خلال تعزيز العلاقات والتعاون بين البلدين في مجال الإعلام والاتصال.

ووفق البيان الصادر عن الحكومتين فإن المنصة تختص في "تبادل المعارف والخبرات والموارد في مجال الإعلام ، والتعاون مع المؤسسات الرسمية العاملة في المجال الإعلامي للبلدين ، ومكافحة التضليل الإعلامي في الساحة الدولية وإعلام الجمهور العالمي بشكل صحيح ، وإجراء عمل مشترك في المجالات. التلفزيون والسينما ، وإقامة شراكات مع ممثلي القطاع ، وتنظيم التدريب المهني وبرامج التبادل ، وإنشاء جسر للتواصل بين قادة الرأي في البلدين ".

وتم الإتفاق على أنه سيتم تعيين لجنة عمل مشتركة من قبل الطرفين في غضون 3 أشهر بعد دخول مذكرة التفاهم حيز التنفيذ، لإعداد خطة مفصلة موجهة نحو الهدف لتنفيذ المنصة الإعلامية.

وجاء في نص المذكرة «وعليه ، فإن الجمهورية التركية وحكومة الوحدة الوطنية الليبية ، تدركان الدور المهم الذي تلعبه وسائل الإعلام في توطيد روابط الصداقة والتفاهم المتبادل بين الشعبين» و«لتعزيز علاقات الصداقة القائمة والمساهمة في تطوير العلاقات في المجال الإعلامي بين البلدين، تم الاتفاق على إنشاء منصة إعلامية مشتركة».
وتهدف المنصة الإعلامية المشتركة إلى إقامة شراكة إعلامية استراتيجية من خلال تعزيز العلاقات والتعاون بين البلدين في مجال الإعلام والاتصال.

والإثنين الماضي، جرى توقيع على "مذكرة تفاهم حول التعاون الاستراتيجي في مجال الإعلام "بين رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخرالدين ألطون، ووزير الدولة للاتصال والشؤون السياسية الليبي وليد عمار اللافي ، القريب من جماعة الإخوان ، والذي كان الى حين تنصيبه ضمن الحكومة الجديدة ، مديرا لقناة « سلام » التي تبث برامجها من تركيا بتمويل من رجل الإعمال على الدبيبة والقيادي الاخواني علي الصلابي ، وعمل ذلك مديرا لقناة « النبأ » 

وتعتبر المذكرة . واحدة من 5 اتفاقيات أبرمها البلدان في مجالات مختلفة، خلال مراسم حضرها الرئيس رجب طيب أردوغان ورئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة، ضمن إطار الاجتماع الأول للمجلس التركي الليبي للتعاون الاستراتيجي رفيع المستوى.

وستكون المنصة منطلقا لتأسيس شراكات مع ممثلين إعلاميين وقطاعات مختلفة، وتنفيذ أعمال تلفزيونية وسينمائية مشتركة، ومكافحة التضليل الإعلامي على الساحة الدولية، وإجراء أعمال مشتركة مع المؤسسات الإعلامية الرسمية في البلدين ، وفق الجانب التركي الذي يعوّل عليها في محاولته لإختراق الرأي العام وتلميع صورته بين الليبيين بالدرجة الأولى ثم بقية العرب بدرجة ثانية 

وفي منشور له عبر حسابه الشخصي في "فيسبوك" قال اللافي، عقب مراسيم التوقيع على الاتفاقيات، إن المنصة المشتركة التي نصت عليها مذكرة "التعاون الاستراتيجي في مجال الإعلام" تهدف إلى "تأسيس الشراكة الإعلامية الاستراتيجية من خلال التعاون في مجال الإعلام والاتصال، والوصول للنشاط الفعال في تنسيق التحرك الإعلامي لدى البلدين".

وأضاف اللافي، أن نطاق التعاون في المنصة سيكون بتبادل المعلومة والخبرة والتجربة والموارد في المجال الإعلامي، والقيام بالأعمال المشتركة بين المؤسسات الرسمية التي تنشط في المجال الإعلامي بين البلدين.

وأكدت مصادر مطلعة أن فكرة المنصة جاءت من إخوان ليبيا وحلفائهم في دوائر القرار التركي ، في مساع للتصدي للإعلام الوطني الرافض لهيمنة الإسلام السياسي والتدخل التركي السافر في الشؤون الليبية الداخلية 

ولا تزال تركيا تحتضن عددا من المنصات الإعلامية الليبية المرتبطة بجماعة الإخوان ومن بينها « ليبيا الأحرار» و« التناصح » و« سلام » و« بانوراما » ،كما دخلت على خط الإنتاج الدرامي للعمل على تلميع صورة ميلشيات الغرب الليبي وتقديمها على إنها تقاوم الإرهاب وتصون قيم الحرية والديمقراطية

ويشير المراقبون الى أن تركيا تسعى لاستغلال الجانب الثقافي والحضاري لتشديد قبضتها على ليبيا ، واتجهت للتنفيذ العملي عن طريق منصة إعلامية مشتركة سيكون من بين مشاريعها إنتاج أعمال درامية ضخمة وأفلام سينمائية عن فترة الاحتلال التركي لليبيا وإظهارها على أنها كانت فترة أمجاد وبطولات عثمانية ورخاء وسعادة وقوة لليبيين ، 

وكان الرئيس التركي أكد أن علاقة بلاده بليبيا استمرت 500 سنة ، وقال قبل ذلك أن ما لا يقل عن مليون ليبي هم من أصول تركية