ضعف دور مؤسسات المجتمع المدني أبعدها عن المشهد السياسي هذا ما يراه المواطن الليبي الذي استبشر خيرا  عند انطلاقتها بأن تكون عاملا مساعدا تحقق جزء من تطلعاته في لعب دور مهم كعامل ضغط يخلق التوازن بين المؤسسات الرسمية للدولة والشارع وحاجاته اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا وحتى على مستوى ابداء الرأي الذي أصبح خافتا في ظل تغول بعض الجهات والاطراف، لذلك ارتأينا ان نتحسس هذا  من خلال لقاء مع فرحات محمد فرحات منسق مؤسسات العمل الأهلي والمجتمع المدني بمدينة هون منذ العام 2012 وحتى الآن.

  س /  كيف ترى دور المؤسسات الاهلية من ناحية عملها وجهودها؟
  ج  /  نرى مؤسسات العمل الاهلي في مدينة هون  مازال دورها كبير جدا  لان دور هذه المؤسسات هو عمل تطوعي محض  ، وفي هون يمتد العمل التطوعي تاريخه الى اكثر من تسعة عقود ( 90 ) عام  وهو متوارث من الاجداد والاباء  الذين كانوا متعاونين في شتى مجالات الحياة اليومية ، في الزرراعة والبناء والتشييد وكافة شؤونهم الداخلية ، وفي تحقيق الامن لمدينتهم داخليا وخارجيا ، لنؤكد هنا ان العمل التطوعي له روح وسمات متأصلة عبر سنين طويلة عند الكثيرين  الا ما قل وندر منهم .. وهو يمر بمحطات عديدة احيانا في حالة  ارتفاع واحيانا اخرى تراه  في انحدار .
  س  /   ما هي اعداد المؤسسات الاهلية في هون؟
  ج   /   عدد المؤسسات المنظوية تحت  مظلة المنسقية  تقريبا اثنى عشرة مؤسسة اهلية معتمدة ولها نشاط  بارز على رأسهم نادي الاخاء الرياضي الثقافي الاجتماعي  وجمعية الهلال الاحمر وكشافة هون وبيوت الشباب وذاكرة المدينة للتراث وجمعية امل الخيرية  ومؤسسة فسائل الخير للاعمال الخيرية وجمعية نهج للاعمال التطوعية  وجمعية الواحة للتراث ونادي شهداء عافية للفروسية وركوب الخيل .. وهذه جميعها دائما ما تبادر الى العمل التطوعي  الانساني الاجتماعي الخيري . وغيرها من المؤسسات ذات العهد الجديد بالتأسيس.
  س  /  لاحظنا في البدايات انطلاقة قوية لمؤسسات المجتمع المدني كانت قوية ولها دور في المجتمع سواء في تحريك الشارع  او نشر الثقافة  المستحدثة على المجتمع الليبي  ..غير انه لاحظنا مؤخرا تراجعا كبير  واصبحت الناس لا تتقبل دورها  لضعفها  ..
  ج  /  العمل التطوعي يحتاج الى نفس طويل وعميق وغالبا  ما نعمل بصعوبة لاقناع الاخرين من الوهلة الاولى ،، لان  كل ما تقدمت بفكرة او تطلع جديد تجد الكثيرين غير المنسجمين مع ما تراه انت او لا يتناسب معهم .. وقبل العام 2014 كانت توجد حركية عالية  لما بعد 2011  كانت هناك محاولات لاحداث نقلة نوعية من خلال ورش العمل وطرح الكثير من الافكار في الندوات والمحاضرات التي تسهم في رفع درجة الوعي  لدى المواطن بصفة عامة.
س / بغض النظر عن العمل التطوعي  قيادة الشارع للجانب السياسي  يلاحظ عدم وجود تأثير لهذه المؤسسات الاهلية  في تحريك الشارع او تفعيل حركته ..
  ج  / نبتعد دائما وابدا عن اشياء لها علاقة بالسياسة وبقدر الامكان نكون داعمين لمؤسسات الدولة الرسمية سوى مجلس بلدي او قطاعات عامة بصفة عامة ونحاول ان نكون السباقين دائما على اقل تقدير في دعمها من ناحية قيامها بواجباتها  وان نكون شركاء في العمل معها .. ونمل من خلال دورنا على حث المواطن ام يقوم بواجباته والالتزام باعمالهم  لاكتمال العمل بين الموظف والمؤسسة التابع لها من ناحية الاداء .. ونحن نبتعد عن التجاذبات السياسية او في كثير من الحراك  حتى لا نحسب على كتلة من الكتل او شريحة من الشرائح ، وننأي بانفسنا عن هذا .
 س  / ما هو دور المؤسسات الاهلية مما هو قادم ، الاستفتاء على الدستور ، الانتخابات البلدية  والرئاسية ومجلس النواب  .
  ج  / نكون سعداء جدا بان يكون لهذه الدولة الناشئة  يكون لها دستور موحد ويكون لها شكل من اشكال الدولة المدنية والديمقراطية  التي تنهض بما يتطلع المواطن الذي يأمل الكثير منها  حتى يعرف حقوقه وواجباته  للمساهمة في بناء وتطور مجتمعه .. ونتمنى ان تكون هناك مواعيد للاستفتاء على الدستور والانتخابات  ونقف بجدية مطلقة مع المفوضية العليا للانتخابات  او أي مؤسسة لصياغة الدستور والاستفتاء عليه.