رغم أنّ كوت ديفوار تتصدّر لائحة الدول المنتجة للكاكاو في العالم، إلاّ أنّ منتجيه يلاقون صعوبات كبيرة على مستوى معالجة محاصيلهم السنوية، جرّاء غياب استراتيجية تحويل أو معالجة فعّالة تمكّن من الترفيع في نسبة الانتاج المعالج، وتشجّع على استهلاك الشوكولاته في البلاد، باعتبارها أحد أهمّ منتجات الكاكاو، بحسب شهادات، للأناضول، لممثّلين عن قطاع الكاكاو في البلاد.
محصول الكاكاو هذا العام في كوت ديفوار أحدث مفاجأة فاقت أكثر التوقّعات تفاؤلا، والتي وضعت حدّا أقصى للانتاج بـ 1.45 مليون طن، غير أنّ الموسم جاد بانتاج قياسي بلغ 1.7 مليون طن، أي بارتفاع بنسبة 20 % مقارنة مع الموسم الماضي (2013)، وفقا للأرقام التي أعلن عنها المتحدّث باسم الحكومة الإيفوارية “برونو كونيه”، الأربعاء للصحافة، لدى خروجه من مجلس وزاري.
رقم قياسي دعم وأكّد جدارة كوت ديفوار بصدارة الترتيب ضمن لائحة منتجي الكاكاو في العالم، غير أنّ النقائص المتعلّقة بغياب سياسة معالجة واضحة المعالم في البلاد، تثير قلق المنتجين، وتحوّل فرحتهم بوفرة المنتجات إلى قلق حيال طرق تحويله واستثماره، إضافة إلى ضعف الاستهلاك المحلّي للشوكولاته، المنتج الرئيسي المنبثق عن تحويل الكاكاو، وذلك بسبب اعتبارها من قبل الإيفواريين وحتى المنتجين أنفسهم منتجا فاخرا، ما يحتّم تصنيعه في الخارج.
“موريس ساوادوغو” أحد المقرّبين من المدير العام لـ “مجلس منتجي البنّ والكاكاو في “أبنغورو” (شرق) (مستقل)، أكّد أنّ “1 %  فقط من الانتاج الإيفواري (من الكاكاو) يخضع للمعالجة”، لافتا باستنكار إلى أنه “لا توجد استراتيجية لاستهلاك منتجات الكاكاو.. نحن نحتل المرتبة الأولى على الصعيد العالمي في إنتاج الكاكاو، ومع ذلك نحن لا نستهلك الشوكولاته”.
وأضاف، في تصريح للأناضول، أنّه “يتعيّن على الحكومة تشجيع الناس على تناول واستهلاك الشوكولاته حتى في المناطق الفرعية لغرب افريقيا، وتقديم منح لأولى عمليات المعالجة على الصعيد المحلّي”.
وينتج الكاكاو بشكل أساسي في منطقة الغابات جنوبي البلاد، في مناطق “سان بيدرو”، و”سوبريه” (جنوب غرب)، و”غيغلو” و”دويكوي”، و”مان”، و”بيانكوما” (المناطق الغربية وجبال كافالي الوسطى)، إلى جانب “ديفو”، و”جاجنوا” (جنوب بانداما، منطقة غوه)، و”إيسيا”، و”دالوا”، إضافة إلى “سنفرا” و”سايوا” (الوسط الغربي، منطقة هوت ساساندرا)، و”أبواسو” (جنوب شرق)، و”أغبوفيل”، وغيرها من مناطق كوت ديفوار، إلاّ أنّ عمليات تحويل المحصول واستهلاكه محلّيا، تعدّ قليلة بل نادرة.
وعلى صعيد التجارة الدولية، يستقطب الكاكاو الإيفواري –لجودته- بلدانا عديدة تقوم باستيراده، بينها “الصين والهند والمملكة العربية السعودية، إضافة إلى المصنّعين في بلدان الاتحاد الأوروبي، وفرنسا وبريطانيا وسويسرا والولايات المتحدة الأمريكية”، بحسب  “ساوادوغو”، والذي أكّد أنّ نفس البلدان والأطراف التي تتزوّد من كوت ديفوار بالكاكاكو بإمكانها أن تستورد أيضا الشوكولاته، “في حال بادرت البلاد بانتاجها”.
وسعيا منها للفت انتباه الناس إلى أهمية الكاكاو في اقتصاداتها، نظمت كوت ديفوار الدورة الأولى لـ “الأيام الوطنية للكاكاو والشوكولاته”، والتي افتتحت، في 25 سبتمبر/ أيلول، في أبيدجان، بحضور رئيس الوزراء الإيفواري “دانييل كابلان دونكان”، تحت شعار “كفاءة واستدامة اقتصاد الكاكاو لكوت ديفوار ناشئة بحلول 2020″.
وانتهز “دونكان” هذه التظاهرة للتذكير بأنّ الكاكاو يمثّل 40 % من صادرات البلاد، ويساهم بـ 15 % في ناتجها الإجمالي المحلّي، مشيرا إلى أنّ 8 مليون إيفواري يعيشون بطريقة مباشرة أو غير مباشرة من الكاكاو، في إشارة إلى مواطن الشغل التي يتيحها هذا المنتج منذ زراعته حتى حصاده وتسويقه.
“ساوادوغو” عقّب على تصريحات رئيس الوزراء قائلا إنّ عدد مواطن الشغل التي يخلقها الكاكاو من شأنها أن تتضاعف، في صورة توفير الحكومة لمزيد فرص تسويق المنتجات المنبثقة عن الكاكو الإيفواري، مشدّدا على ضرورة أن يترافق ذلك بتحسين ظروف عيش المنتجين أنفسهم.
وكانت الحكومة الإيفوارية حدّدت، في 24 سبتمبر/ أيلول الماضي، سعر الكيلوغرام الواحد من الكاكاو الخام بـ 850 فرنك افريقي (1.88 دولار)، وهو ىسعر يعدّ جيدا للغاية مقارنة بالعام الماضي، بحسب “عوبيد دوا بلونديه” أحد منتجي الكاكاو في كوت ديفوار، ومسؤول عن تعاونية تضم المنتجين غربي البلاد.
وأضاف “بلونديه” في تصريح للأناضول، أنّه “وعلى ضوء البورصة والسعر الحالي للكاكاو في السوق العالمية، كان بالإمكان بلوغ سعر 950 فرنك افريقي (2.11 دولار) للكيلوغرام الواحد، بما أنّ سعره (في السوق العالمية) يناهز الألفي فرنك افريقي (حوالي 4.44 دولار)”.