تفاجأ العديد من المواطنين في مدينة طرابلس بحجم الدمار والخراب الذي لحق بأرزاقهم وبيوتهم في مناطق خلة الفرجان وعين زارة والاستراحة الحمراء وطريق البل وما جاورها من مناطق متباعدة ومتقاربة، ليس في الدمار بالمدافع والرصاص بل بحجم السرقات التي لحقت بمنازلهم فاللصوص الذين دخلوا منازلهم لم يكونوا يسرقون لأجل السرقة بل للانتقام وكأن المواطن البريء الذين دخلوا بيته هو من يرفع في وجوههم البندقية، فالذين انتهكوا حرمة بيته مزقوا واتلفوا كل محتويات المنزل بعد إخراجهم ما يريدون منه.

يقول بعض المستطلعين لمنازلهم ومنازل جيرانهم أو من يحالفهم الحظ بالدخول لمناطقهم أن جميع أبواب المنازل مفتوحة منها ما لحق بها الدمار نتيجة قذيفة ومنها ما سرقت واقتلعت من أساسها. 

علاء يقول لـ "بوابة افريقيا الإخبارية" نسكن نحن كعائلة منطقة وادي الربيع ذهب أبناء عمي واحد اخوتي ليطمئنوا على منازلنا وماذا حدث بها فيشاهدوا حجم الدمار والخراب في الأثاث الذي مزق بحربة الكلاشن وكيف اقتلعوا الثريات من جدورها وكيف أحرقوا الاثاث المتبقي.

المشكلة ليست في سرقة المنازل فقط بل حتى الصيدليات ومحلات المواد الغدائية ومواد البناء والملابس جميعها سرق ونهب.

عبدالناصر سعد اتصل به جاره الذي يسكن أمامه بشارع البل ليبلغه بأن منازلهم سرقت ونهبت بالكامل ولم يبق شيء في اي منزل. 

يستوقفك أحد المارة يسأل عن بيت للإيجا،ر هنا يصطحب عائلته داخل سيارته العتيقة باحثا عن أمل ينقذه في إيجاد غرفة وحمام تؤويهم جميعا، يسأل آخر في جلسة داخل مقهى مع أصدقائه يناقش خلالها آخر يؤيد طرف آخر لا يؤيده هو ويطرح عليه مثل هذه الأسئلة.

من يسرق من؟ 

عندما تركت العائلات الليبية بيوتها مجبرة ومخيرة بين البقاء في منازلها وانتظار المصير المجهول؟ وبين ترك أرزاقهم لمصير مجهول أيضا.  

مع إطلاق أول رصاصة داخل نطاق مدينة طرابلس الكبرى جهزت بعض العائلات أنفسها وبيوتها وأخرجت ما يلزم إخراجه من أثاث وإلكترونيات وحتى شاشات التلفزيون واجهزة التكييف لماذا؟ لأنها تعرضت للسرقة أكثر من مرة وفي عديد المناسبات.  لماذا؟ لأن منازلها دائما في مناطق النزاع والاشتباكات.  

يقاطعه آخر من برأيك السارق وكيف لشخص أتى من بعيد جدا أن يسرق ثلاجة أو غازا أو أشياء ثقيلة أين سيضعها؟