كانت ساريت وايزمان قد وضعت لتوها سائل (الشامبو) لغسل شعرها عندما انطلقت صفارات الإنذار.

خرجت من الحمام مسرعة لكنها أدركت أنها لن تصل إلى الغرفة المحصنة بمسكن العائلة، فجلست القرفصاء في غرفة المعيشة واستعدت لما قد يحدث.

أصاب الصاروخ، الذي أُطلق خلال قصف يوم يوم الجمعة من قطاع غزة، المنزل المجاور ودمر منزل جارتها في بلدة سديروت الحدودية الإسرائيلية. دخلت شظية في حمام وايزمان حيث كانت تقف قبل لحظات.

لم تصب بأذى، كما لم يصب جيرانها الذين تحصنوا بغرفتهم الآمنة بأي أذى.

قالت وايزمان، خبيرة التجميل (27 عاما)، يوم أمس الأحد "لا أستطيع التفكير فيما كان سيحدث... لو بقيت هناك. وكنت خائفة، لأنني حامل في الشهر الثالث ولا أريد أن يحدث لي شيء".

أطلقت حماس وجماعات فلسطينية مسلحة أخرى ما يزيد على 2800 صاروخ على إسرائيل خلال الأيام الماضية في خضم أخطر أعمال قتالية بين إسرائيل ونشطاء غزة منذ سنوات. وتخطت صواريخ كثيرة منها دفاعات إسرائيل الصاروخية.

وقُتل عشرة أشخاص في إسرائيل بينهم طفلان، بحسب السلطات الإسرائيلية.

على الجانب الآخر من الحدود في الأراضي الفلسطينية بقطاع غزة، حيث قصف الجيش الإسرائيلي ما يزيد على 1500 هدف بالقذائف الجوية والمدفعية، يقول مسؤولون إن عدد الشهداء بلغ 192، منهم 55 طفلا.

وعلى بعد حوالي 20 كيلومترا من ساحل إسرائيل على البحر المتوسط، جلست هيلا جيفا أمام مخبزها يوم الأحد في عسقلان، إحدى أكثر المدن الإسرائيلية تضررا.

انتظر عدد قليل من الزبائن في الصف على أمل إنهاء التسوق قبل غروب الشمس وبداية عيد الأسابيع (شفوعوت).

قالت جيفا لرويترز "نبقي كل أفراد الأسرة في القبو. ننام هناك معا... تعودنا على هذا الوضع. نحن أقوياء للغاية. لسنا خائفين. لكن الأمر ليس بهذه السهولة. إنه صعب مع الأطفال ومع العمل".

انقطعت المحادثة على صوت صفارات الإنذار. هُرعت جيفا بينما تقود زبائنها إلى ملاذ خلف مخبزها. ولم تسقط صواريخ في الجوار.