حاوره - مراسل البوابة في الجزائر 

في حوار لموقع بوابة إفريقيا  إعتبر عبد الرزاق مقري رئيس حركة مجتمع السلم الجزائرية  أن النظام الجزائري غير قادر الآن  على تسليم السلطة لا للإسلاميين و لا لغير الإسلاميين ، مبرراً إخفاق التيار الإسلامي في الإنتخابات البرلمانية الأخيرة في الجزائر  بعودة النظام إلى التزوير

خليفة ابو جرة سلطاني وفي خضم حديثه عن التيار الإسلامي ، نفى إنتماء حركته لتيار الإخوان ، و إعتبر في المقابل تجربة الإخوان في الحكم بتونس ومصر  غير فاشلة  و إليكم حوار بوابة إفريقيا مع هبد الرزاق مقري رئيس حركة كجتمع السلم الجزائرية

‪ بوابة إفريقيا للأخبار : كُنْتُمْ طرفا مؤخراً في لقاء للمعارضة الجزائرية دعوتم من خلاله الرئيس بوتفليقة لعدم الترشح لولاية رابعة و إلى تنصيب هيئة مستقلة لتنظيم الإنتخابات المقبلة؟ لكن لا يبدو أن ندائكم سمع عند السلطات ، جمعيات دعم بوتفليقة بدأت في التحرك مما يعطي الإنطباع أن الرئيس  ينوي الترشح فعلا ، مذا سيكون رد فعلكم في هذه الحالة كطرف مهم في المعارضة الجزائرية ؟

مقري: نحن لم ندعو بوتفليقة لعدم الترشح، هذا أمر لا يهمنا، عليه فقط أن يكون متيقنا بأن أوضاعه الصحية تسمح له بذلك، ولا بد أن نقرأ تصريح أحد مؤيديه (ولو ظاهريا)، السيد رئيس الوزراء عبد المالك سلال الذي قال بأن ترشح الرئيس متروك لضميره ضمن هذه الزاوية. أما طلب تنصيب هيئة مستقلة فهذا طلب مشروع وهو جبهة من جبهات النضال المتواصل قبل الانتخابات وبعدها ولا بد أن نشير أن ثمة عددا كبيرا من الدول تسند تنظيم الانتخابات لهيئات مستقلة.

 بوابة إفريقيا للأخبار: أعلنتم الترشح لرئاسة الجمهورية في الجزائر قبل أيام ،هل يعتقد السيد مقري أن النظام الجزائري مستعد الان لتسليم السلطة لحزب إسلامي مرتبط بتيار  الإخوان  المسلمين  و أنتم لا تزالون تتذكرون تجربة المرحوم محفوظ نحناح لما حرم من الرئاسة ؟؟؟

مقري: النظام القائم ليس له الاستعداد أن يسلم النظام ديموقراطيا لا للإسلاميين ولا لغيرهم، لا بد أن نتذكر بأن النظام الجزائري تأسس  ابتداء على أساس الانقلاب على الحكومة المؤقتة غداة الاستقلال وعلى شخصيات تاريخية كبيرة والصراعات الموجودة في الجزائر بين أقطاب السلطة أكثر من صراعها مجتمعة مع الإسلاميين. القضية قضية سلطة، وكل من يمثل قوة شعبية خارج هذه السلطة تؤهلها للوصول للسلطة من خلال الصندوق يمثل تهديدا يجب محاربته، ولا بد أن نتذكر الصراع الذين كان موجودا في العالم العربي بين أنظمة الحكم وبعد التيارات اليسارية كيف تم التنكيل بها.

بوابة إفريقيا للأخبار : لسيد مقري، لمذا حسب رأيكم  نجحت السلطات الجزائرية في إبعاد ريح الربيع العربي عن الجزائر ،في وقت كانت تبدو فيه الظروف في الجزائر ملائمة لذلك ،خاصة مع إنتشار الفساد وفشل السلطات الجزائرية في تطبيق العدالة الإجتماعية؟

مقري: لم تكن الظروف ملائمة، وقد كتبت بهذا الشأن مقالات عديدة في الصحافة الجزائرية بينت فيها هذا. الجيل الذي يتصدر المشهد في مختلف الطبقات الاجتماعية عاش المأساة الكبرى التي عرفتها الجزائر في التسعينيات وهو يخشى من كل ما يمكن أن يرده لتلك المرحلة ولو تنازل عن حقوقه السياسية، والنظام الحاكم يستغل هذا الوضع بلا ضمير، ثم لا بد أن نتذكر بأن بداية الربيع العربي كانت لها أبعاد اجتماعية في حين أن الجزائر تعيش بحبوحة مالية كبيرة في المرحلة الراهنة والسلطة تبذل جهدا كبيرا لشراء السلم الاجتماعي بوسائل غير راشدة لن تدوم طويلا,

بوابة إفريقيا للأخبار: السيد مقري ،نعود لموضوع التيار الإسلامي في الجزائر ،اولا أين إخوان الجزائر من الخارطة السياسية في الجزائر الان ،وكيف تقرؤون نتائج اخر  إنتخاباتكم ؟

مقري: لا يوجد أي حزب للإخوان المسلمين في الجزائر. أما الانتخابات السابقة فقد كانت مزورة وقد أثبت ذلك اللجنة السياسية لمراقبة الانتخابات الرسمية التي صرحت بأن الانتخابات التشريعية فقدت مصداقيتها، كما أن لجنة الاتحاد الأوربي التي دعتها السلطة لمراقبة الانتخابات سجلت أربعين ثغرة في هذه الانتخابات أبرزها وأخطرها الوسيلة المعروفة في كل عمليات التزوير الذكية في كل الانتخابات السابقة وهي قوائم الكتل الناخبة التي ترفض السلطة وضعها تحت تصرف الأحزاب وهيئات الرقابة الوطنية والدولية ولهذا أظهر الاتحاد الأوربي تحفظه في المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة إذا لم تتجاوب السلطات الجزائرية مع توصياته. وفي كل الأحوال نحن لا ننتظر أي شيء من الجهات الأجنبية فهي تارة تسكت عن التزوير وتارة تتحدث عنه وفق مصالحها، فالتزوير ثابت وطنيا وتكفينا شهادة اللجنة السياسية الوطنية لمراقبة الانتخابات التي تشكلت بقرار رسمي,

بوابة إفريقيا للأخبار: الكثير يتحدث عن أن التيار الإسلامي في الجزائر إنتهى الآن ولم يعد قادرا على الحشد و التعبئة خاصة بعد عشرية الجزائر السوداء ، هل تعتقدون السيد مقري  أن هذا الطرح صحيح ؟

مقري: لو كان التيار الإسلامي قد انتهى لماذا يشغل الناس إذن؟ ولماذا الخوف منه؟ ولماذا الانتخابات تزور في كل مرة؟

 بوابة إفريقيا للأخبار: هل تأثرت حركة مجتمع السلم داخليا  بتجربة الإخوان في مصر. و بتجربة النهضة في تونس  أو بصيغة أخرى بتجربة الإخوان غير الموفقة في الحكم ؟

مقري: أنا لا أوافق بأن تجربة التيار الإسلامي غير موفقة في تونس ومصر وغيرها، بأي منطق ديموقراطي نقول لحزب سياسي أنت لم توفق ولما يمر على حكمه سنة أو سنة ونصف؟ أتصور بأن الخوف من نجاح التيار الإسلامي في نهاية العهدة الانتخابية هو الذي استعجل خصومه في مصر، على وجه الخصوص، في داخل هذا البلد وفي المحيط الإقليمي والدولي للانقلاب عليه، حينما نتحدث في أي شأن يجب أن نبني حديثنا على قواعد منطقية متعارف عليها والمنطق الذي أتحدث يه هنا هو منطق السياسة ومنطق الديموقراطية الذي يتفق عليه العالم بأسره، والأمر لا يتعلق بكون المنقلب عليهم من الإسلاميين.

أما عن تأثرنا بما يحدث في هاذين البلدين فهو تأثير إيجابي حيث أن حركة النهضة تدير العملية السياسية بكفاءة جيدة وقد توصلت إلى مرحلة متقدمة جدا في طريق التوافق السياسي، أما في مصر فإن ما حدث زاد في شعبية الإسلاميين باعتبارهم جهة مظلومة كما أن  فشل الانقلاب شعبيا واقتصاديا جعل الأنظمة العربية، على الأقل في المغرب العربي، أكثر حرجا وأكثر اضطرابا وهذا الذي سيساعد على التغيير والإصلاح في آجال قريبة ومتوسطة.    

بوابة إفريقيا للأخبار: ماذا  يمكن ان تقدم حركة مجتمع السلم للجزائر إذا ما وصلتم للحكم ، خاصة و أنكم بقيتهم طرفا مهما في الحكم بداخل الإئتلاف الرئاسي  لسنوات   ؟

وجودنا السابق في الحكومة أثبت لنا وأثبت لغيرنا بأن التغيير من الداخل السلطة غير ممكن وهي تجربة مهمة جدا، نحن الآن في موقع المعارضة أعرف الأحزاب بالسلطة الحاكمة كما أن تجربتنا في التسيير تؤهلنا أكثر من غيرنا وتجعل طموحنا للإصلاح من خلال الأغلبيات البرلمانية أكثر واقعية، كما تسهل لنا هذه التجربة تشكيل التحالفات المستقبلية الكبرى أحسن من غيرنا في أحزاب الموالاة وأحزاب المعارضة، وما سنقدمه في مختلف المجالات وخصوصا في المجال الاقتصادي موجود في برنامجنا المنشور وفي ما نتحدث به كل يوم في وسائل الإعلام.

‪ 

 

‪