من يقول القيروان يقول عقبة بن نافع الفهري ومسجده الشامخ والاغالبة وتاريخهم العريق ومقام الصحابي ابي زمعة البلوي حلاق الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم، ويقول العادات والتقاليد الاصيلة، ومقروض القيروان، ذلك النوع من الحلويات الذي يميز هذه المدينة منذ قرون طويلة.

وفي شهر رمضان تتحول القيروان إلى ورشة كبيرة لصنع المقروض الذي يتم بيعه في مختلف المدن والقرى التونسية كما يتم تصدير بعضه إلى أوروبا حيث الجاليات التونسية والمغاربية التي تتهافت على شرائه لونسها في ليالي رمضان وليكون سيد المائدة في أيام عيد الفطر المبارك.

 

ولكن كيف يُعد المقروض؟

بعد غربلة كمية من السميد الخشن ودقيق الفارينة الناعم تضاف اليهما البكربونات والملح ثم يحمى الزيت ويسكب فوقه الخليط ثم يعجن باليد مع اضافة للماء الفاتر بكمبات متفاوتة إلى تتماسك العجينة وتوضع جانبا حوال 30 دقيقة، في تلك الاثناء يتم دق التمر بعض نزع النوى في مهراس أو يرحى بآلة رحي وتضاف اليه القرفة والزيت إلى ان يصبح مرنا وليّنا،

تؤخذ قطع من عجين الدقيق وتفتل على شكل اسطوانة مستطيلة ثم تحفر في الوسط ليوضع فيها بعض عجين التمر ثم تلف العجينة حول التمر وتفتل مرة ثانية آخذة شكل المستطيل، وتخضع لعملية تسطيح بقالب خشبي يتم احضاره للغرض ثم تقطع حبات المقروض بالتساوي، وترمى في المقلاة حيث الزيت الساخن إلى أن تنضج، وبعد ذلك ترفع حبات المقروض وتوضع في مزيج ساخن من السكر الذاب في ماء الزهر المقطر، ثم ترش بالكون الاسود أو اللوز المهروش بعد قليه.