سارعت الجماعات المتشدّدة، الموالية لتنظيم القاعدة في بنغازي شرق ليبيا، إلى إعلان رفضها "مجلس الشورى" الذي أنشأه الإخوان المسلمون بليبيا. وأكّد مقاتلو التنظيم المتشدّد المسمى "مجلس شورى ثوار بنغازي" تبرؤهم من "هذا الجسم الجديد"، معتبرين أنّه يحاول "تكرار نفس الأسلوب البالي إبان فترة التحرير متجاهلا الثوار المجاهدين". وأكد المحلل السياسي عز الدين البرعصي أن “شهر العسل انتهى بين الإخوان المسلمين في ليبيا وإخوانهم الجهاديين المتشددين الذين لا يعترفون بالعملية الديمقراطية وقيام أي دولة مدنية". وأوضح أن “خلاف مجلس شورى ثوار بنغازي مع الليبراليين والعلمانيين يعتبر تحصيلا حاصلا لكن إعلان الخلاف مع الإخوان المسلمين وحزب الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا ذات التوجه الإسلامي سيغير مقاييس الأمور". ومن جانبه اعتبر نادر السمين الخبير في الشؤون السياسية أن “جماعة الإسلام السياسي التي خسرت في الانتخابات ستدفع ثمن دعمها للجماعات التي تقاتل حاليا ولا تؤمن بالديمقراطية”. يشار إلى أن انتخابات 25 يوليو التشريعية نتج عنها مجلس نواب أثارت قراراته الكثير من الجدل، فقد عقد المجلس الجديد جلسته الأولى في أول الشهر الجاري في مدينة طبرق (1600 كل شرق طرابلس) واستمر في عقد الاجتماعات هناك في مخالفة للإعلان الدستوري الذي يحدد المقر الدائم للمجلس في بنغازي بسبب “انعدام الأمن في هذه المدينة” حسبما أفاد به عدد من النواب. مراقبون يؤكدون أن إخوان ليبيا سيدفعون ثمن دعمهم للجماعات التي تقاتل حاليا ولا تؤمن بالديمقراطية ويقاطع عدد من النواب الإسلاميين الجلسات في طبرق، مطالبين بنقلها إلى بنغازي لتكون تحت حماية “مجلس شورى ثوار بنغازي” الذي أكد في مناسبات عديدة أنه لا يقاتل “من أجل الديمقراطية أو من أجل مؤتمر وطني أو لأجل رجوع مجلس النواب لبنغازي بل يقاتل ‘في سبيل الله ودفاعا عن الأرض والعرض". وبدأت الانقسامات بين إسلاميي ليبيا تطفو على السطح بعد تقدم “الجهاديين” الموالين لتنظيم القاعدة على الأرض في مدينة بنغازي وسيطرتهم على أكثر من 80 بالمئة من المدينة الواقعة في شرق ليبيا، حسب ما يرى محللون. وبدت هذه الانقسامات جلية عندما أعلنت شخصيات مدنية على رأسها منتمون إلى تيار الإسلام السياسي في بنغازي، عن إنشاء “مجلس للشورى” مهمته “مواجهة الأزمات التي تمر بها المدينة واقتراح الحلول المناسبة لها”.

 

العرب