عرفت العاصمة الليبية طرابلس صباح وظهر اليوم حالة من الهدوء الحذر في حين سمع السكان رجع صدى محركات الطيران الحربي في سماء المدينة دون رؤيته مما ذكّرهم بعمليات طيران الناتو في العام 2011 ، في حين يتحدث مراقبون عن إمكانية إنطلاق معارك حاسمة خلال الساعات القادمة تستعمل فيها ميلشيات قوى الإسلام السياسي سلاح الجو بعد فشلها في تحقيق أي تقدم على الأرض وتكبدها خسائر فادحة أمام قوات الزنتان  التبعة للجيش الليبي ومقاتلي القبائل

وعلمت « بوابة افريقيا الاخبارية » أن الساعات القدامة قد تشهد إعلان القبائل الليبية الموالية للنظام السابق دخولها المعركة الفاصلة من خلال تحرير مدنها وقراها من الميلشيات ومساندة الجيش الوطني في مواجهة ميلشيات الدروع وغرفة ثوار ليبيا والجماعات المسلحة الخارجة عن القانون ، 

الى ذلك ، غادرت السفيرة الأميركية ديبورا جونز صباح اليوم  طرابلس على متن طائرة خاصة من مطار معيتيقة في العاصمة طرابلس، كما غادرت الديبلوماسيون الأتراك الأراضي الليبية عبز معبر راس جدير الحدودي مع تونس ،الأمر الذي يشير  الى قرب بداية معارك الحسم في طرابلس والمنطقة الغربية 

وقد أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية إغلاق سفارتها في ليبيا وإجلاء كل العاملين فيها بسبب تردي الوضع الأمني في العاصمة طرابلس التي تشهد معارك عنيفة بين الميليشيات المتناحرة.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية ماري هارف " نظرا للعنف المتواصل والمعارك بين الميليشيات بالقرب من مقر السفارة الأمريكية في طرابلس نقلنا كافة العاملين بشكل مؤقت خارج ليبيا".

وأوضحت المتحدثة أن كافة موظفي السفارة الأمريكية نقلوا من طرابلس إلى تونس المجاورة تحت حراسة الجيش الأمريكي ، وأعقب قرار الخارجية الأمريكية إصدار تحذير للمواطنين الأمريكيين من السفر إلى ليبيا

وتزامنا مع ترحيل الجالية الأمريكية تم قطع شبكة الإنترنيت على العاصمة الليبية لبعض الوقت قبل أن تعود الى ضمان التغطية 

في الأثناء غادر أعضاء السفارة التركية لدى ليبيا، العاصمة طرابلس خلال  الساعات الأولى من صباح اليوم في طريقهم عائدين إلى بلادهم عبر الحدود التونسية. وقال مصدر مطلع بالسفارة التركية اليوم السبت "إ ن كافة أعضاء السفارة غادروا العاصمة طرابلس عائدين لبلادهم عبر الحدود التونسية، مضيفا أنه تم إغلاق السفارة جراء الأوضاع الأمنية غير المستقرة بالبلاد وتأزم الأوضاع المعيشية.

 وكان وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أعلن يوم الخميس الماضي أن تركيا قد تخلي سفارتها في طرابلس بعد يوم من النصيحة التي أسدتها الوزارة لكل المواطنين الأتراك بمغادرة ليبيا بسبب تدهور الوضع الأمني. وحذر الوزير التركي في مقابلة مع قناة تلفزيونية تركية من أن تدهور الأوضاع في ليبيا ينذر بتدهور تسلسلي يشبه تساقط قطع الدومينو وانعدام الاستقرار في المنطقة.

واكدت الحكومة الليبية المؤقتة الليلة البارحة أنها حكومة كل الليبيين لاتتبع تيار ولا تنتمي لحزب وولاؤها وقسمها لله وللوطن من أجل خدمة الشعب . وأوضحت الحكومة في بيان لها أنها تمارس أعمالها بحرص شديد على حساسيات الموقف الراهن وتتعامل بحذر وحرص مسئول للتواصل مع كل الأطراف لوقف إطلاق النار .

 وأشارت الحكومة في البيان الى أنها قد ناشدت مرارا وفي عدة بيانات سابقة الحكماء والعقلاء ونشطاء المجتمع المدني ، بل وخاطبت قادة وحكماء وأعيان مدينتي مصراتة والزنتان لوقف إطلاق النار والجلوس للحوار ، معلنة استعدادها للعمل معهم ومع كل المخلصين لرأب الصدع ومنع أي تداعيات أو تصعيد يؤدي بالبلاد والعباد إلى مزيد من سفك الدماء الليبية .

وشددت الحكومة على إنها لم تقبل بأي تهديد للبلاد ومصالح الشعب الليبي ولن تفرط في سيادة الدولة الليبية ووطنية قرارها على أرضها ومسألة طلب المساعدة من الأمم المتحدة هي من أجل دعم الدولة الليبية لبناء مؤسساتها .

واوضحت الحكومة في البيان أنها في حالة انعقاد دائم للظروف الطارئة والخطيرة التي تمر بها البلاد وتتابع مع كل المؤسسات والجهات تسهل وتذليل الصعاب وخاصة فيما يتصل بالمساعدات والإعانات إلى المواطنين بمنطقة قصر بن غشير ومناطق أخرى