أعلنت قوات الجيش الوطني الليبي تحت قيادة خليفة حفتر، التحرك نحو الغرب للسيطرة على العاصمة طرابلس في السابع من أبريل، كشفت هذه الحملة التي استهلها الجيش الليبي بهدف تحرير طرابلس عن الميليشيات التي تحتمي بها حكومة الوفاق.

وتقوم هذه الميليشيات المسلحة بعدد من الأنشطة لخدمة حكومة الوفاق، كما تسعى لإخراج المنافسين من الأراضي التي يتم الاستيلاء عليها، وتعرف الكثير من هذه الميليشيات بسبب شهرة قادتها، حتى أن بعضها يحمل اسم القائد.

من أبرز هذه الميليشيات قوات حماية ليبيا، وهو تحالف تم تأسيسه ديسمبر عام 2018، ويضم الميليشيات المتمركزة في العاصمة، ويشمل التحالف أبرز الميليشيات الموالية لحكومة الوفاق الوطني، وهي: ثوار ليبيا، ولواء الصمود، ولواء النواصي، وقوة الردع والتدخل المشتركة محور أبو سليم، وميليشيا باب تاجوراء.

وكان ممثلون للميليشيات المشاركة في هذا التحالف قد وقعوا في 18 ديسمبر الماضي، على بيان جاء فيه أن هذا التحالف سيخضع لإشراف حكومة الوفاق الوطني، وسيكون مسؤولًا عن الحفاظ على الأمن في طرابلس، وحراسة البعثات الدبلوماسية، وتم تشكيل هذا التحالف بعد جهود من حكومة الوفاق لإنفاذ ترتيبات أمنية جديدة في العاصمة، بعد عدة اشتباكات دامية بين هذه الميليشيات وقعت في شهر أغسطس وسبتمبر العام الماضي - بحسب زعمهم.

تعد هذه الميليشيا المسلحة من أوائل الجماعات المقاتلة التي تأسست في ليبيا ويقودها هيثم التاجوري، الذي كان من أوائل ضباط وزارة الداخلية المنشقين عن نظام القذافي بعد اندلاع ثورة فبراير عام 2011، ويُعتقد أن ميليشيا ثوار ليبيا تسيطر على مساحات كبيرة من العاصمة.

وكانت ميليشيا ثوار ليبيا قد سيطرت على منطقة ورشفانة بالضواحي الجنوبية للعاصمة طرابلس في أواخر عام 2017، وفي يوليو الماضي، اعتقلت الميليشيا عضو المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، فتحي المجبري، للاشتباه في ميله للقوات المتمركزة في شرق ليبيا.

وحصلت هذه الميليشيا على دعم مالي من قادة جماعة الإخوان في ليبيا، فوقفًا لتقرير نشرته قناة العربية يناير الماضي، قامت قيادات في «حزب العدالة والبناء»، الذراع السياسية لجماعة الإخوان في ليبيا، بتقديم مبالغ مالية لقادة ميليشيات عسكرية من بينها ثوار ليبيا.

برز اسم ميليشيا لواء الصمود عندما قام زعيمها صلاح بادي، باستهداف مطار طرابلس القديم إبان حرب فجر ليبيا نهاية عام 2014، عندما أعلن حفتر حربه على الإرهاب ضد ميليشيا أنصار الشريعة، ضمن عملية "كرامة ليبيا" في مدينة بنغازي، وردت الميليشيات المسلحة حينها بإعلان حرب حملت اسم عملية فجر ليبيا، لقتال كتائب الزنتان في العاصمة طرابلس.

وخلال هذه الفترة دخلت على خط المواجهات، ميليشيات أخرى غير معروفة الولاء، كان أبرزها لواء الصمود، وظهر "بادي" خلال أكثر من تسجيل مرئي مؤخرًا، يؤكد وجوده داخل العاصمة برفقة قواته.

فضلا عن قوة الردع والتدخل المشتركة محور أبو سليم ويقود هذه القوات عبدالغني الكيكلي، القيادي البارز في طرابلس، والذي يُعرف باسم "غنيوة".

وتحمل هذه الميليشيا عددا من الأسماء، من بينها لواء أبو سليم (وهي المقاطعة المركزية في طرابلس)، أو قوات غنيوة، أو الاسم الأقل استخداما وهو قوة الردع والتدخل المشتركة.

وتسبب صراع داخل صفوف لواء أبو سليم في وفاة أحد القادة في يوليو/تموز الماضي.

وهاجمت الميليشيا معسكرا للسكان المهجرين من مدينة تاورغاء، في أغسطس/آب من السنة الماضية.

أما عن لواء النواصي يُعرف كذلك بالقوة الثامنة، وهو أحد المجموعات القوية الموالية لحكومة الوفاق الوطني.

ويُعتقد أن اللواء يقف وراء خطف المدير المالي لهيئة الاستثمار الليبية في أواخر يوليو/تموز الماضي.

وكانت قوات لواء النواصي قد انتشرت حول مطار معيتيقة بعد الاشتباه في محاولة مجموعة مناوئة السيطرة على المنطقة.

وفي مايو/أيار 2017، نشرت قوات اللواء دبابات في شوارع العاصمة طرابلس، احتجاجا على اعتراف وزير خارجية حكومة الوفاق، محمد سيالة، بحفتر قائدا عاما للقوات المسلحة الليبية.

لواء البقرة يستمد هذا الاسم من قائده بشير خلف الله، الذي يُعرف بـ بشير البقرة. وكان طرفا في العديد من الاشتباكات حول مطار وقاعدة معيتيقة الجوية.

وبعد اشتباكات دامية ضد قوات الردع الخاصة، أمر وزير داخلية حكومة الوفاق الوطني، فايز السراج، بحل لواء البقرة، لكنه يستمر في عمله حتى الآن.

وكانت الاشتباكات قد اندلعت بين لواء البقرة وقوات الردع الخاصة في فبراير/شباط 2017، بسبب تواتر أنباء عن اتفاق بين اللواء وتونس بإطلاق سراح وتسليم مقاتلين تونسيين انضموا لتنظيم داعش.

لواء حلبوص، تأتي هذه الميليشيا من مدينة مصراتة الواقعة غرب العاصمة طرابلس، وفي يونيو 2017، وعين رئيس حكومة الوفاق الوطني، فايز السراج، لواء حلبوص قائدًا عامًا لقواته في المنطقة المركزية العسكرية.

ويتبع هذا اللواء كيانٌ أصغر يُعرف بالفيلق 301، وكان هذا اللواء مواليًا لحكومة الوفاق لكن انتماءه، مثل لواء ترهونة، أصبح الآن غير معروف.

من جانب آخر، فإن مسلحو المعارضة التشادية المتحالفين مع جماعات محلية منها المصنفة إرهابية كمجالس شورى بنغازي ودرنة بإمرة حسن موسى السوقي التباوي تحصلوا على دعم مسلح من ذخائر وأسلحة عن طريق المجلس الرئاسي وذلك بعد أن وصلت بحسب المعلومات الواردة عن طريق مطار أوباري قادمة من طرابلس.

في وقت سابق، نُشرت صور على مواقع التواصل الاجتماعي من داخل العاصمة الليبية طرابلس تظهر فيها أعلام تنظيم "داعش" الإرهابي معلقةً على جسور المدينة، وأثارت هذه الصور الجدل مجدداً حول ماهية الكتائب المتحالفة تحت راية "حكومة الوفاق" الليبية والتي يُتهم الكثير منها بتبعيته لتنظيمي "داعش" و"القاعدة" الإرهابيَين وفق تقارير صدرت عن مصادر رسمية وصحافية، ليس داخل ليبيا فقط بل حتى خارجها أيضاً.

كما برز اسم شعبان هدية عضو تنظيم "القاعدة" في المغرب العربي والمكنى بـ "أبي عبيدة الزاوي" الذي يقود كتيبة من المتشددين تسيطر على مدينة الزاوية غرب طرابلس، وخالد الشريف وزير الدفاع السابق في الحكومة الليبية، والذي كان عضواً بارزاً في "القاعدة" في أفغانستان وله صور جرى تداولها على نطاق واسع في ليبيا، يظهر فيها إلى جانب إرهابيين معروفين على المستوى الدولي في جبال أفغانستان إبان الحرب السوفياتية فيها.

من ذلك، يرى مراقبون أن حكومة الوفاق تلعب سياسة الأرض المحروقة بحشدها لكل المجموعات المتطرفة لمواجهة تقدّم الجيش الليبي وهو ما يفنّد صراحة أطروحتها بتبني الحل السياسي لرسم خارطة طريق تدفع نحو استقرار البلاد.