تتواصل معركة طرابلس على أشدها وسط مؤشرات على اقتراب الحسم لا سيما بعد تمكن قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر من استعادة السيطرة الكاملة على معسكر اليرموك، أكبر المعسكرات جنوب طرابلس،فيما تواصل قواته التقدم على جميع المحاور بهدف بسط السيطرة على كامل العاصمة.

وسيطر الجيش الوطني الليبي على معسكر اليرموك بالعاصمة طرابلس، ظهر اليوم السبت،في خسارة فادحة لميليشيات طرابلس المدعومة من قطر وتركيا.وتحصلت "بوابة إفريقيا الإخبارية" على تسجيل مصور يظهر تواجد قوات الجيش داخل المعسكر بطرابلس.فيما أكد مصدر عسكري اندلاع اشتباكات عنيفة بمختلف أنواع الأسلحة، بين القوات المسلحة العربية الليبية وقوات حكومة الوفاق، بمحور طريق المطار بالعاصمة طرابلس.

وكثف الجيش الوطني الليبي من تحركاته بغية التقدم أسرع نحو حسم المعركة،حيث أعلن مدير المكتب الإعلامي للقيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية خليفة العبيدي، أن قوات الجيش الليبي تتقدم في هذه اللحظات من جميع المحاور القتال في العاصمة الليبية طرابلس، مشيرا إلى أن القوات البرية تخوض معارك على الأرض بمساندة سلاح الجو الليبي.

وقال العبيدي في تصريح لوكالة "سبوتنيك" الروسية، إن "قوات الجيش الليبي يسطرون في هذه اللحظات أروع الملاحم البطولية دفاعا عن وطنهم بعد السيطرة الكاملة على منطقة الأحياء البرية"، مؤكدا أن "الجيش الليبي ووحداته العسكرية تتقدم من جميع محاور القتال في جنوب وشرقي العاصمة طرابلس بمساندة سلاح الجو الليبي".

وكان مسؤول المركز الإعلامي للواء 73 مشاة المنذر الخرطوش التابع للقيادة للجيش الليبي،أكد أن قوات الجيش الليبي تقدمت خلال 72 ساعة الأخيرة في عدة مناطق جنوب وشرقي العاصمة الليبية طرابلس، مشيرا إلى سيطرتهم على منطقة الأحياء البرية بالكامل.مشيرا الى إن الجيش الليبي تمكن من تدمير 16 آلية للتشكيلات المسلحة التابعة لحكومة الوفاق في طرابلس باستخدام الأسلحة الذكية للقوات البرية وعدد كبير دمر بقوة سلاح الجو وغنم 3 آليات وخسائر بالجملة في صفوف المليشيات المسلحة.

من جانبها أعلنت شعبة الإعلام الحربي أن الوحدات العسكرية بالقوات المُسلحة تتقدم بخطى ثابته في جميع محاور القتال بالعاصمة طرابلس وتحقق الانتصارات.وبينت شعبة الإعلام الحربي عبر صفحتها بموقع "فيسبوك" أن قوات الجيش أحرزت تقدمات أمس الجمعة في كافة المحاور وأهمها محور طريق مطار طرابلس، وكبّدت قوات حكومة الوفاق الخسائر ما أجبرهم على الفرار وترك مواقعهم".

وقد شن مقاتلات سلاح الجو الليبى أكثر من 20 غارة جوية على مواقع للمليشيات المسلحة فى ضواحى طرابلس، ما أدى لتدمير عدد من مخازن الأسلحة والذخائر للمليشيات المسلحة بالعاصمة الليبية،  بحسب تصريحات صحفية لمدير  المركز الإعلامى لغرفة عمليات الكرامة التابعة للجيش الليبى، العميد خالد المحجوب.

ووتأتي هذه التطورات في وقت تواصل فيه قوات الجيش الليبى الدفع بمزيد من التعزيزات العسكرية إلى محاور القتال فى طرابلس، وذلك استعدادا للمرحلة الثالثة لاقتحام قلب العاصمة الليبية لتحريرها من قبضة المليشيات المسلحة، والقضاء على التنظيمات الإرهابية التى انتقلت إلى طرابلس لدعم حكومة الوفاق الوطنى الليبية.

وفي غضون ذلك، انتشرت أمس في العاصمة منشورات تحث أهالي طرابلس على "انتفاضة كبرى" في مواجهة الميليشيات المسلحة، ونصرة الجيش الوطني.ونشر  المركز الإعلامى لغرفة عمليات الكرامة بيان صحفى، قال فيه إن شباب طرابلس خرجوا فى مسيرات داعمة للجيش الوطنى الليبى ورافضة لحكم المليشيات المسلحة فى طرابلس.

وقالت شعبة الإعلام الحربي بالقيادة العامة للقوات المسلحة في بيان لها، إن "قوات (الوفاق) تشن حملات خطف واعتقالات في صفوف النشطاء، والصحافيين والإعلاميين والمدونين، بعد دعواتهم للترحيب بالقوات المسلحة داخل العاصمة، ومطالبتهم بإنهاء زمن الفوضى بوجود الجيش والشرطة"، وطمأنت سكان بالعاصمة بأنها "ستردّ حق أبنائهم وستعيدهم لأهلهم سالمين".

وتواجه المظاهرات السلميّة في العاصمة الليبية طرابلس،بالرصاص الحيّ، لاسيّما إذا ما تجرّأت جموع المتظاهرين على المطالبة بإخراج جميع التشكيلات المسلحة غير الشرعية من العاصمة طرابلس.ويتعرض كل من يخالف المليشيات للإختطاف أو الإعتقال التعسفي أو القتل دون رادع في ظل غياب سلطة الدولة والقانون.

ووفق مراقبين فإن حوادث الاختطاف والاعتقالات التعسفية وسياسة تكميم الأفواه في ظل الانفلات الأمني التي تشهده العاصمة الليبية،باتت تؤكد على ضرورة تحريرها من قبضة الميليشيات المسلحة  التي مثلت كابوسا أرهق الليبيين طيلة سنوات والتي ساهمت في اطالة أمد الأزمة في البلاد.

من جهة أخرى،تتواصل محاولات المليشيات لتشويه الجيش الليبي وآخرها اتهامه باستهداف فندق "ريكسوس" الشهير وسط طرابلس،الذي كان يتخذه نواب موالون لرئيس المجلس الرئاسي فائز السراج مقراً لمجلسهم الجديد.وأدان المجلس الرئاسي في بيان له، ما سماه "الجريمة التي ارتكبتها القوات المعادية" بقصفها مقر مجلس النواب.وقال إن هذا التصرف "يعد انتهاكاً صارخاً وجسيماً للقانون الدولي الإنساني، الذي يجرّم استهداف المدنيين والأحياء والمنشآت المدنية.

لكن عضو مجلس النواب علي السعيدي القايدي، قال لصحيفة "الشرق الأوسط"، إن "الجيش الوطني استهدف مخزناً للسلاح قرب حديقة الحيوانات، خلف فندق ريكسوس".فيما نفى المكتب الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة ما أعلنته قوات الوفاق من قيام الجيش بالقصف العشوائي بالصواريخ على العاصمة طرابلس واستهداف فندق ريكسوس وغلق صمامات المياه.

وقال المكتب الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة في بيان له، إن هذا الادعاء باطل "فهذا الفندق ليس هدفا عسكريا فكل ما تم استهدافه من قبل طيران القوات المسلحة أهداف عسكرية لمخازن ذخيرة أو تجمع لآليات عسكرية، تم تحذيرهم أكثر من مرة بترك أسلحتهم والتسليم دون جدوى" مضيفا أن "دقة إصابات طيران سلاح الجو الليبي تحدث عنها .. وزير خارجية الحكومة غير الشرعية وأكدها في مؤتمرات صحفية سابقة".

وتكررت محاولات اتهام الجيش الليبي بالقصف العشوائي واستهداف المدنيين في محاولة لتأليب الرأي العام المحلي والدولي ضده.وتتزامن محاولات التشويه هذه مع تحركات تركية لدعم مليشيات الاسلام السياسي المسيطرة على العاصمة الليبية والدفع بشحن الأسلحة ناهيك عن نقل المقاتلين من سوريا الى طرابلس وهو ما يشكل خطرا كبيرا على ليبيا ويلقي الضوء على التحالفات التي أقامتها حكومة الوفاق.

وقال المكتب الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة في بيانه،"ها هم المطلوبون جنائيا ومرتكبو الجرائم المنتمون للتنظيمات المؤدلجة والمصنفة على أنها تنظيمات إرهابية تتوالى أسماؤهم بعد القضاء عليهم على أيدي القوات المسلحة، وضربات قواتنا الجوية وبعد قصف الأبرياء والاستعانة بالمرتزقة وحصار المناطق التي تتواجد بها القوات المسلحة نقول إننا ندرك أنهم لن يتوقفوا عن الكذب وارتكاب الجرائم، وبالقضاء عليهم وعلى وجودهم في جسد الوطن، ولا بد من اجتثاثهم لأن وجودهم هو سبب عدم الاستقرار والأمان في ليبيا".

وتتزايد المؤشرات حول تعويل حكومة السراج على العناصر الارهابية والمطلوبين،وآخر هذه الدلائل جاء مع مصرع محمد محمد محمود بن دردف الشهير "بالبابور"، السبت خلال المواجهات بين الجيش الليبي وقوات الوفاق بمعسكر النقلية في طرابلس.وقال بيان عن غرفة عمليات الكرامة أن "البابور" المنحدر من مدينة بنغازي كان يقاتل ضمن صفوف مليشيا الصمود للإرهابي المطلوب دوليا صلاح بادي.

وأوضح البيان أن الإرهابي"البابور" هو أحد أبرز منتسبي تنظيم أنصار الشريعة وهو مطلوب دوليا لتورطه في الهجوم الإرهابي الذي استهدف القنصلية الأمريكية في مدينة بنغازي 2012.ويثبت مقتل البابور في صفوف مليشيات طرابلس صحة ما أعلنه الجيش الليبي من أن عناصر متطرفة وإرهابية تنتمي لتنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين ضمن صفوف مليشيات حكومة الوفاق.

من جهة أخرى،اتهم الجيش الليبي حكومة الوفاق باستغلال الأطفال في الحرب،حيث أكد المكتب الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة أن فتيان قصر سواء للتجنيد النظامي أو حتى غير النظامي.

ونشر المكتب الإعلامي صورة لجواز سفر المدعو طه توفيق دباب الذي قُتل اليوم السبت في مواجهة القوات المسلحة بطرابلس وهو من مواليد يونيو 2001 أي أنه لم يبلغ السن القانونية بعد.ودعا المكتب كافة المنظمات المحلية والدولية لتوثيق هذه الجريمة كجريمة حرب تضاف لسجل التشكيلات المسلحة المسيطرة على العاصمة طرابلس.

ويرى مراقبون، إن حكومة الوفاق تواصل توريط نفسها مع الميليشيات والتنظيمات الارهابية.ويؤكد هؤلاء أن الخناق بدأ يضيق على هذه الجماعات المسلحة في محيط العاصمة الليبية خاصة بعد نجاح الجيش الليبي في التقدم على جميع المحاور والجبهات،وتزايد الخسائر في صفوف المليشيات،وهو ما يؤكد اقتراب الحسم في معركة الدفاع عن سيادة الدولة واستقرار البلاد وأمن المواطن.