تسببت حبوب (أبونجمة) فى مصرع (عروس) الأربعاء الماضي عقب تناولها تلك العقاقير بأيام قلائل حيث فشل الأطباء فى علاجها من الأورام والتضخم الذى أصاب أعضاءها الحيوية وتعود الوقائع التى شهدتها منطقة أمبدة الى أن الفتاة خريجة جامعية تبلغ من العمر (27)عاماً، تقدم لخطبتها شاب قبل فترة وقرر الارتباط بها بعد أن أعجب بأدبها وأخلاقها الجمة التى عرفت بها فضلاً عن عائلتها ذات الوزن الاجتماعي المميز. وافقت الفتاة على الفور بالارتباط بذلك الشاب الذى لا يوجد ما يعيبه وبدأت الفتاة تجهيزات الزواج، إلا أن المشورة كانت تدور حول صحتها المتهالكة فهي ضعيفة البنية الجسدية فكان التفكير فى أن تتناول عقار (أبونجمة) لزيادة وزنها حيث جرت العادة فى السودان أن يتم تسمين الفتاة قبل الزواج ففى السابق كان التسمين يتم بالأغذية الدسمة والأطعمة التى تحتوي على المركبات النشوية والدهنية أما الآن فقد أصبح التسمين يتم بتلك العقاقير التى يتم شراؤها بطرق عشوائية من بعض البوتيكات وبعض المتاجر التى تبيع المستلزمات النسائية، وبالفعل قامت الفتاة بشراء تلك الحبوب وبدأت فى تناولها بغرض زيادة وزنها بصورة عاجلة خاصة وأن موعد زواجها اقترب ولكن بعد أيام قليلة من بدء تناول تلك الحبوب شعرت الفتاة بأعراض مرضية وبدأت تفقد وعيها حيث نقلت للمستشفى وبالفحص تبين أن الفتاة تعانى من ارتفاع فى نسبة السكر بالدم وظل السكر يرتفع الى أن أصيبت بحالة (غيبوبة) وأدخلت المستشفى حيث مكثت بها وبالفحص تبين أنها أصيبت بأورام متعددة بأجهزة الجسم الحيوية المختلفة ليتم إخراجها من تلك المستشفى لمستشفى آخر بعد أن أعلن الأطباء أن سبب ذلك المرض هو تلك الحبوب القاتلة، وأجريت لها عمليات شفط دهون ولكن حالتها لم تستقر وبالفحص الدقيق تبين أن تلك الحبوب قد تسببت فى ارتخاء بعضلات القلب واستمرت طريحة الفراش الى أن فارقت الحياة الأربعاء الماضي وسط دموع خطيبها الذى كان يستعد للزفاف وأسرتها التى كانت تجهز ليوم فرحها، إلا أن (أبونجمة) أطفأ نجم ابنتهم وغابت شمسها ولازالت الشرطة تستقبل أرتالاً من المعزين، الجدير بالذكر أن حبوب «أبو نجمة» غير مسجلة في المجلس القومي للأدوية والسموم وهي مادة تستخدم في علاج حالات من الحساسية والروماثايتد وبعض الأمراض المختلفة، ومهمة هذه الحبوب تجميع الماء داخل الجسم، وهي عبارة عن «كورتيزون» ينتج عن تناوله انتفاخ في الوجه بشكل «مرضي»، وهو ما يعرف «بوجه القمر».

وقد انتشرت فى الآونة الأخيرة أنواع عديدة من تلك العقاقير التى تستخدم فى عمليات التسمين العام والموضعي وهى في الأصل عبارة عن «حبوب» حساسية تسبب أمراض الفشل الكلوي وتصلُّب الشرايين وانخفاضاً في الدورة الدموية، كما تسبب هذه الحبوب الأكزيما وسرطان الجلد، ومن مضارها أيضاً جعل الشخص يأكل كميات كبيرة من الطعام ومن ثم يصاب بالسمنة المرضية كما تقلل من نشاطه وتجعله ينام لساعات طويلة، ولجأت الفتيات لاستخدام تلك المواد الكيميائية، من ضمنها «الكورتيزون»، وبعض الحبوب الأخرى التي تعرض في «البوتيكات» والمحال الشعبية لأغراض التسمين ومن أخطر مشاكلها أنها تجعل شكل الوجه دائرياً ممتلئاً بالماء «وجه مرضي» يسمى بوجه القمر moon face ليس به أي ملامح جمالية، وجه لا ينبض بالحياة وتلجأ إليه بعض الفتيات عند الخطوبة وقبل الخطوبة بغرض زيادة أوزانهن وتبييض البشرة خلال أسبوع واحد فقط. 

الجدير بالذكر أن تلك العقاقير حصدت أرواح عدة فتيات ورحلن عن الدنيا بصمت دون أن تعرف أسباب وفاتهن سوى تلك الأمراض الناجمة عن تلك العقاقير الأمر الذى يتطلب دق ناقوس الخطر لمواجهة تلك العقاقير والمستحضرات الممرضة والقاتلة.