أفادت مصادر وصفتها صحيفة الشرق الأوسط اللندنية بالموثوقة، بأن اجتماعات الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، في إسطنبول، والتي اختتمت أول من أمس، ليست إلا غطاء لجمع قيادات التنظيم الدولي للإخوان المسلمين لتدارس الخطوات المقبلة بعد الضربات التي تعرض لها التنظيم خصوصاً في مصر.

وأضافت الصحيفة أن عدداً كبيراً من قيادات الإخوان حول العالم، الأعضاء فيما يسمى التنظيم العالمي، شغل عدد كبير منهم عضوية الاتحاد تحت اسم "علماء المسلمين"، كانوا في الاجتماعات لمناقشة إعادة هيكلة التنظيم داخل مصر، وخارجها، بعد أن تعرض التنظيم لضربة قاصمة، بسقوط مكتب إرشاده في اختبار الحكم بمصر، وعزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، وسجنه رفقة مرشد الجماعة وكبار قيادات التنظيم.

وشهد مؤتمر إسطنبول مشاركة محمد الصلابي، القيادي الإخواني الليبي صاحب الدور البارز والعلاقات الوثيقة مع جماعات الإسلام السياسي المسلحة، التي تخوض قتالاً دامياً في ليبيا، وكذلك عصام البشير القيادي الإخواني السوداني، وإبراهيم الزيات القيادي الإخواني المصري المقيم بألمانيا وزوج ابنة الزعيم التركي الراحل نجم الدين أربكان، بالإضافة إلى الداعية المصري عمرو خالد، وكذلك جرى انتخاب صفوت حجازي وصلاح سلطان، وهما من قيادات الإخوان ومسجونان في مصر، ضمن لجنة الأمناء التي تضم 30 عضواً تحت قيادة "شيخ الفتنة" يوسف القرضاوي.

وأكد الدكتور عصام تليمة، مدير مكتب القرضاوي السابق في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، في اتصال هاتفي أجرته معه الصحيفة أن "هناك كثيرا من العلماء والمشايخ الذين شاركوا في مؤتمر إسطنبول، ليسوا من (الإخوان)، منهم علماء من العراق مثل الشيخ عبد الحميد الكردستاني، وكذلك من فلسطين وماليزيا، وآخرون من الجماعة الإسلامية الكردية التي يترأسها الشيخ علي بابير، وآخرون مثل الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام لسلطنة عُمان، ومن باكستان مثل الدكتور عبد الغفار عزيز مسؤول العلاقات الخارجية في "الجماعة الإسلامية"، وكذلك من الهند من جماعة المودودي، والنرويج مثل العالمة لينا ليرسون التي دخلت الإسلام قبل 30 سنة، ونجحت في انتخابات مجلس الأمناء".

وكشف الدكتور تليمة الذي حضر جلسات مؤتمر إسطنبول التي بدأت الأربعاء الماضي، والمقيم حاليا بقطر، عن سقوط مرشح الإخوان الرسمي عبد الخالق الشريف، في انتخابات مجلس الأمناء، مشيراً إلى أن "هناك 69 مرشحاً تقدموا لاختيار 30 شيخاً لمجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين". 

وقال تليمة إن انتخاب صفوت حجازي وصلاح سلطان، وكلاهما من قيادات الإخوان ومسجونان في مصر، ضمن مجلس الأمناء، كان بسبب دورهما في الثورة المصرية". وقال رداً على سؤال لـ "الشرق الأوسط" إن "عدد (الإخوان) في مؤتمر إسطنبول قد يكون في حدود 10 أو 20 في المائة". وانتخبت الجمعية العمومية للاتحاد الشيخ يوسف القرضاوي رئيساً له، يعاونه كل من د. أحمد البيسوني، والشيخ أحمد الخليلي، والشيخ عبد الهادي.

وقد عكس مؤتمر إسطنبول توافقا في المصالح والأهداف بين التنظيم الذي يستغل خلافات القيادة المصرية والقيادة التركية للحصول على دعم من أنقرة، بحسب تصريحات القيادي الإخواني المنشق كمال الهلباوي. وأعرب الهلباوي، مسؤول التنظيم العالمي السابق، عن اعتقاده أن "30% من أعضاء الاتحاد العالمي الذين شاركوا في مؤتمر إسطنبول محسوبون تنظيمياً على الإخوان، إلا أن الجميع، بالطبع، يحملون توجهات إسلامية، ويبدون تعاطفاً مع المواقف السياسية للإخوان، بالإضافة إلى الموالين للتيار الإسلامي والفكر الإخواني ويعتقدون بمشروع الفكر الإخواني وهم كثر".

*الشرق الاوسط