ليبيا الافريقية، يمكن اطلاق هذا المسمى على ليبيا في تسعينيات القرن الماضي، ففي عقد التسعينيات، خاصة خلال الحصار الذي طوق به الغرب ليبيا ابان حادثة لوكربي، كانت القارة الافريقية الأكثر تضامنا مع ليبيا في ازمتها، ولم تتوقف مطالب حكومات افريقيا بضرورة رفع الحصار عن ليبيا.

في هذه الفترة بالذات، لعبت ليبيا دورا كبيرا في دعم افريقيا اقتصاديا،اذ اصبحت استثمارات الصندوق الاستثماري الليبي، الأول في افريقيا، كان هناك ايمان بأن افريقيا هي قارة المستقبل، خاصة مع تنامي وعي افريقي على مستوى القادة والشعوب بضرورة الاعتماد على الذات عوض المساعدات والمعونات الغربية المشروطة، وخطط البنك الدولي التي تعيد الاستعمار لافريقي في اشكال جديدة.

كانت افكار النظام الليبي تتمركز على هذا المنوال ولا تتزحزح رغم الضغط الغربي القوي على ليبيا، في هذا الاطار تحولت ليبيا الى فضاءا افريقيا، فتوالت المؤتمرات الافريقية في سرت، وتعاقبت زيارات الرؤساء الافارقة الى ليبيا،كان هناك تخوف غربي من ان تتحول الاخيرة الى دولة ترأس افريقيا القارة، تأسست من خلال مؤتمرات افريقيا في ليبيا، فكرة منح افريقيا منصبا دائما في مجلس الامن، والتعويض عن اثار الاستعمار  والاستعباد، وكذا قضية تحويل منظمة الوحدة الافريقية الى اتحاد تكاملي بين الدول الافريقية بصلاحيات جديدة ومهمات ترفع من شأن افريقيا اقتصاديا وسياسيا وتجعل منها المقابل القاري لسوق الاوربية المشتركة.

في عام 1999، أصدر رؤساء الدول والحكومات بمنظمة الوحدة الأفريقية إعلان سرت الذي يدعو إلى إنشاء اتحاد أفريقي جديد. كانت الرؤية للإتحاد بناء على عمل منظمة الوحدة الأفريقية من خلال إنشاء الهيئة التي يمكن أن تسرع بعملية التكامل في أفريقيا، ودعم وتمكين الدول الأفريقية في الإقتصاد العالمي ومعالجة المشاكل الإجتماعية والإقتصادية والسياسية المتعددة الجوانب التي تواجه القارة. في المجموع، تم عقد أربعة اجتماعات للقمة في الفترة التي تسبق الإطلاق الرسمي للاتحاد الأفريقي:

• قمة سرت (1999)، التي إعتمدت إعلان سرت والدعوة إلى إنشاء الاتحاد الأفريقي

• قمة لومي (2000)، التي اعتمدت القانون التأسيسي للإتحاد الأفريقي

• قمة لوساكا (2001)، التي صاغت خريطة الطريق لتنفيذ الإتحاد الافريقي

• قمة ديربان (2002)، التي أطلقت الإتحاد الأفريقي وعقد أول قمة لرؤساء الدول والحكومات.

أزمة ليبيا اليوم، جعلتها تغيب عن استمرار دورها في استنهاض افريقيا، لكن لا زالت السنابل التي زرعت في تلك الفترة قابلة للنمو والتطور اذا ما وعى الليبيون اهمية من انجز والعمل من نقطة النهاية.

لكن كل ذلك يتوقف على عودة ليبيا الدولة الحرة، والكف عن محاولات حكم الليبين بالوكالة.