اقتحم مسلّحون يشتبه بأنهم من عناصر بوكو حرام سجنا قرب العاصمة النيجيرية، مستخدمين أسلحة نارية ومتفجرات، ليحرروا العشرات من رفاقهم المسجونين ومئات النزلاء الآخرين، وفق ما أعلنت الحكومة أمس الأربعاء.

وجاء هجوم ليل الثلاثاء، الذي وقع على أطراف أبوغا بعد ساعات على كمين استهدف موكبا رئاسيا أمنيا في شمال غرب البلاد، في مؤشر جديد على الاضطرابات الأمنية التي تعيشها نيجيريا.

وأفاد سكان عن سماع دوي انفجارات كبيرة وإطلاق نار في وقت متأخر الثلاثاء قرب سجن كوجي، حيث تعد الإجراءات الأمنية غير مشددة على بعد 40 كلم فقط عن العاصمة وعن الفيلا الرئاسية "آسو روك".

وأجرى الرئيس محمد بخاري الأربعاء زيارة سريعة إلى السجن، حيث شوهد ركام حافلة وسيارات محترقة بينما أغلق الجزء المدمر من السجن بشريط الشرطة الأصفر.

وقال بخاري في بيان بعد الزيارة "أشعر بخيبة أمل من نظام الاستخبارات. كيف يمكن لإرهابيين أن ينظموا ويمتلكوا الأسلحة ويهاجموا منشأة أمنية وينجوا بفعلتهم؟".

ومن المقرر أن يتوجّه الرئيس، الذي يواجه ضغوطا على خلفية التحديات الأمنية في البلاد، إلى السنغال في إطار زيارة رسمية، بعد وقت قصير من زيارة السجن.

وقتل مسؤول أمني عندما اقتحم المسلحون السجن باستخدام متفجرات.

وأفاد المسؤول الرفيع في وزارة الداخلية شوايبو بلغور الصحافيين خلال زيارة للسجن "فهمنا بأنهم (المهاجمين) ينتمون إلى بوكو حرام وقدِموا خصيصا من أجل شركائهم المتآمرين معهم".

وأوضح الناطق باسم المؤسسات الإصلاحية في نيجيريا أبوبكر عمر أنه تم إلقاء القبض على نحو 600 سجين بحلول مساء الأربعاء بينما ما زال أكثر من مئة فارين.

وبوكو حرام واحدة من المجموعات الإرهابية المنخرطة في النزاع المستمر منذ 13 عاما في شمال شرق نيجيريا.

ويستخدم المسؤولون النيجيريون أحيانا "بوكو حرام" كمصطلح فضفاض للإشارة إلى أي إرهابيين أو مجموعات أخرى مسلحة.

وقال وزير الدفاع بشير ماغاشي للصحافيين إن عناصر بوكو حرام هم "على الأرجح" من نفذوا الهجوم وأشار إلى أن جميع الإرهابيين المسجونين وعددهم 64 فروا.

وأكد "لم يعد أي منهم داخل السجن، فروا جميعا".

ويقبع قادة مجموعة إرهابية أخرى تدعى "أنصار" بما في ذلك زعيمها خالد برناوي في سجن كوجي منذ إدانتهم العام 2017.

وقال أحد سكان كوجي "سمعنا إطلاق النار في الشارع حيث أقطن.. وقع أول انفجار بعد إطلاق النار. ثم سمعنا انفجارا ثانيا أعقبه ثالث".

واستسلم بعض السجناء بينما ألقي القبض على آخرين بفضل حواجز عسكرية أقيمت في محيط السجن، بحسب مسؤولين.

ونقلت قوات الأمن حوالي 19 نزيلا تمت إعادة القبض عليهم بحافلة سوداء اللون صباح الأربعاء، وفق ما أفاد مراسل فرانس برس في الموقع.

وأفاد عمر بأن قائد الشرطة السابق آبا كياري الموقوف في كوجي بانتظار محاكمته في قضية تهريب مخدرات ما زال في السجن.