ربطت منظمات إسلامية أمريكية مقتل أربعة رجال مسلمين في ولاية نيو مكسيكو على مدى العام المنصرم بالطائفية، لكن مسلمين ممن يعرفون القتلى والمسلح المشتبه به يشيرون إلى الثأر والخلافات الشخصية بوصفها دوافع محتملة.

وألقت الشرطة الأسبوع الماضي القبض على اللاجئ الأفغاني محمد سيد (51 عاما) باعتباره المشتبه به الرئيسي في إطلاق النار على أربعة رجال مسلمين في ألباكركي، أكبر مدينة في نيو مكسيكو. وينفى سيد تورطه، ومن المقرر أن يمثل يوم الأربعاء أمام محكمة. ولم يرد محاميه حتى الآن على طلب للتعليق.

وقال المحققون إن "خلافا بين أفراد" ربما أدى إلى إطلاق النار على الرجال وهم من أصل أفغاني أو باكستاني.

وكان مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) من بين المنظمات الإسلامية التي سرعان ما نددت بعمليات القتل باعتبارها "كراهية" محتملة "للشيعة". وكان ثلاثة من الضحايا من الطائفة الشيعية المسلمة أما سيد فهو مسلم من الغالبية السنية.

وقال عابد أيوب مدير الشؤون القانونية والسياسات في اللجنة الأمريكية العربية لمكافحة التمييز إن عمليات القتل كانت بوضوح ضد شيعة. و"ندد" التحالف الشيعي للقضاء على التمييز العنصري بما وصفه بعمليات "القتل العمد".

ويشتعل التوتر بين الشيعة والسنة في الشرق الأوسط وجنوب آسيا، بما في ذلك في أفغانستان حيث كثيرا ما يهاجم متشددون من السنة أشخاصا من الشيعة.

لكن زعماء مسلمين في نيو مكسيكو قالوا إن من غير الصحيح وصف عمليات القتل بأنها طائفية، ويخشون من أن يُلحق مثل هذا الوصف الضرر بالعلاقات بين الشيعة والسنة الذين يُصلون معا في المركز الإسلامي في نيو مكسيكو، وهو المسجد الرئيسي في ألباكركي. ولم تشهد الولايات المتحدة من قبل تصاعدا للتوتر بين الشيعة والسنة.

وقالت سامية أسيد، وهي ناشطة فلسطينية أمريكية بمجال حقوق الإنسان نظمت وقفة لتأبين الضحايا بمشاركة منتمين لمختلف الأديان، "القول ببساطة إن هذه جريمة كراهية بين السنة والشيعة أمر متهور".

كان مازن كاظم يعمل على ملف إعادة توطين سيد منذ أن وصل إلى ألباكركي قبل نحو ست سنوات. وقال كاظم إنه عندما تزوجت ابنة سيد من افتخار أمير، وهو شيعي، رغما عنه في 2018، تم الطعن في سلطته التقليدية كرجل على ابنته وشعر بالإهانة.

اتُهم سيد بقتل صديق لأمير في 26 يوليو تموز يدعى أفتاب حسين (41 عاما)، وهو مدير مقهى ومهاجر حديثا.

وقال كاظم إن سيد يضمر في قلبه ضغينة للشيعة، لكنه يعتقد أن مقتل حسين كان ثأرا لما فعلته ابنته وصهره.

وقال كاظم، وهو شيعي ساعد في تنظيم مسيرة وحدة للمسلمين يوم الجمعة، "ليس (خلافا) بين السنة والشيعة، بل هي (قضية) تطرف".

ولم ترد ابنة سيد على طلب للتعليق.

وقال مولا أكبر، صاحب شركة تجارية أفغانية أمريكية، إن سيد، وهو سائق شاحنة، يعامل النساء على أنهن "ممتلكات" ونادرا ما كان يعمل ويحاول بشكل غير قانوني استبدال قسائم شراء الطعام الرقمية بالمال في المتاجر، ومنها قسائم الطعام الخاصة به.

وقال أكبر إن خطة قسائم الطعام أدت إلى نزاع مع صاحب سوبر ماركت يدعى محمد أحمدي (62 عاما). وقُتل أحمدي بالرصاص في السابع من نوفمبر تشرين الثاني 2021 في واقعة قالت الشرطة إنها تتصل بوفاة ثلاثة آخرين في يوليو تموز وأغسطس آب من ذلك العام.

وكان شاهين، نجل سيد، قد اعتُقل الأسبوع الماضي بتهمة حيازة أسلحة نارية لتقديمه عنوانا خاطئا. وخلال جلسة محكمة يوم الاثنين، ربط مسؤولو الادعاء الاتحاديون نجل سيد بمقتل نعيم حسين (25 عاما)، وهو صاحب شركة شاحنات، في الخامس من أغسطس آب الجاري. ووصف محامي شاهين سيد هذه المزاعم بأنها "تخمين".

ولا يعتقد امتياز حسين أن الكراهية الطائفية لعبت أي دور في مقتل شقيقه محمد أفضل حسين (27 عاما)، وهو سني كان يعمل مديرا للتخطيط بإحدى المدن، في الأول من أغسطس آب. وهو يرفض المزاعم بأن شقيقه قُتل لاعتقاد القاتل خطأ أنه شيعي. وجرى توجيه الاتهام إلى سيد بقتله.

وقال امتياز حسين، المحامي الباكستاني البالغ من العمر 41 عاما، إنه التقى مع سيد بضع مرات في المسجد الرئيسي في ألباكركي. وأضاف أنه تحدث هو وشقيقه ذات مرة مع سيد عن الوقت الذي قضاه كلاجئ في كويتا بباكستان بعد مغادرته أفغانستان.

وقال امتياز حسين، الذي يعتقد أن شقيقه قُتل بالرصاص من أكثر من شخص، "لا بد أنه شاهدنا نصلي بنفس النمط الذي يفعله كل السنة الآخرين".

ولا تزال الشرطة تعمل مع مسؤولي الادعاء العام لتوجيه الاتهامات في مقتل نعيم حسين وأحمدي.