على الرغم من التحذيرات الدولية والدعوات بالتوقف عن نقل المقاتلين الأجانب إلى الأراضي الليبية، لاتزال العمليات التركية مستمرة في تجنيد ونقل المرتزقة السوريين إلى ليبيا، فيما كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان، عن تسجيل مقتل 28 مقاتلاً سورياً خلال اشتباكات في عدد من محاور العاصمة طرابلس، وللحديث بشكل أكثر تفصيلا عن آليات نقل المرتزقة إلى ليبيا وأعدادهم، ودوافعهم، كان لـ "بوابة إفريقيا الإخبارية" هذا الحوار مع مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، وإلى نص الحوار

من هم هؤلاء المرتزقة، وما هي دوافعهم للقتال في ليبيا؟

وفقا لمكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، فأن "المرتزق" هو أي شخص يجند خصيصا، محليا أو في الخارج، للقتال في نزاع مسلح، وهو شخص دافعه الأساسي للاشتراك في الأعمال العدائية هو الرغبة في تحقيق مغنم شخصي له، كما أن عمليات تجنيد المرتزقة تعتبر جريمة وفقاً للاتفاقية الدولية لمناهضة تجنيد المرتزقة واستخدامهم وتمويلهم وتدريبهم التي صدرت عن الأمم المتحدة قبل نحو 30 عام، والمرتزقة هي عناصر جاهزة للعمل لحساب من يدفع أكثر، والمرتزقة في المجمل لا يهمهم مستقبل البلد الذي يستأجرهم، فطالما استمرت الحرب، استمرت رواتبهم.

وبالنسبة لليبيا، فمعظم الأشخاص الذين تطوعوا أو يرغبون في التطوع هم بالغالب من المهجرين من وسط سوريا، وريف دمشق، إلى عفرين، وإدلب، بالإضافة لأشخاص من الريف الحلبي، فالواقع المعيشي وترديه هو العامل الرئيسي لقبول هؤلاء بالذهاب إلى ليبيا، وخاصة في ظل المغريات التركية وخاصة المادية، وهنا يمكننا القول إن المقابل المادي هو أبرز الأسباب.


كيف بدأت عملية تجنيد المرتزقة للمشاركة في الحرب الليبية؟

في البداية تم افتتاح 4 مراكز تجنيد في منطقة عفرين السورية، كما قامت تركيا مؤخرا بافتتاح المزيد من مراكز التجنيد، وهذه المراكز التي وصل عددها حسب التقديرات الأولية إلى 7، تشهد إقبالاً كبيراً من قبل المقاتلين السوريين الراغبين في الحصول على المال مقابل الذهاب للقتال في ليبيا، كما أن "فيلق الشام الإسلامي" دخل أيضا على خط التجنيد في مراكز عفرين، وهذا الفليق يُعد الجناح العسكري للإخوان المسلمين في سوريا والمقرب من المخابرات التركية، وتم رصد معلومات تؤكد أن بعض هؤلاء المرتزقة سارعوا لتسجيل أسمائهم ليس لرغبتهم في القتال داخل ليبيا، بل تخطيطاً لاستغلال الرحلات التي تُسيّرها تركيا لنقل المقاتلين إلى هناك للوصول إلى ليبيا ومن ثم العبور منها إلى أوروبا.


إذا كيف تتم عملية نقلهم إلى ليبيا؟

رحلة تسلل هؤلاء المرتزقة –وهم أشخاص سوريون من الفصائل الموالية لتركية-تبدأ بتجميعهم في جنوب تركيا، ومن ثم نقلهم برحلات داخلية إلى مطاري أتاتورك وصبيحة بمدينة إسطنبول بدون تفتيش ومنهما إلى طرابلس عن طريق طائرات ليبية.


كم تبلغ رواتب المرتزقة السوريين.. ومن المتكفل بدفعها؟

الرواتب تصل إلى 2000 دولار شهرياً، وتقوم بدفعها حكومة الوفاق ودُول أخرى من الدول داعمة لهذا التدخل في ليبيا.


ما هي الإحصائيات الأخيرة لأعداد المرتزقة الذين وصلوا إلى ليبيا؟

حتى 22 يناير 2020، عدد المرتزقة الموالين لفصائل تركية والذين تم نقلهم من سوريا إلى ليبيا وصل إلى نحو 2600 مقاتل.

في حين أن عدد المجندين الذي وصلوا المعسكرات التركية لتلقي التدريب بلغ نحو 1790 مجند، وسط استمرار عمليات التجنيد بشكل كبير سواء في عفرين أو مناطق “درع الفرات” ومنطقة شمال شرق سورية، والمتطوعين هم من فصائل “لواء المعتصم، وفرقة السلطان مراد، ولواء صقور الشمال، والحمزات، وفيلق الشام، وسليمان شاه، ولواء السمرقند”.


ما صحة ما تداول بشأن نقل مرتزقة من سوريا إلى بنغازي؟

خلال الأيام الماضية كان هناك حملات إعلامية من قبل المجموعات الموالية لتركيا من الإخوان المسلمين وغيرهم على قضية تجنيد مرتزقة من مناطق سيطرة النظام السوري باتجاه مطار بنغازي، ومن خلال التحقيق والرصد في المطارات الموجودة تحت سيطرة النظام لم تتم عملية أي نقل لمرتزقة من سوريا إلى بنغازي.


هل هناك أرقام عن أعداد قتلاهم في ليبيا؟

عدد القتلى من مرتزقة الفصائل السورية في العاصمة طرابلس قد ارتفع إلى 28 قتيلا في محاور صلاح الدين والرملة جنوبي المدينة، فيما كان المرصد السوري، قد رصد في 10 يناير 2020، توافد جثث المرتزقة السوريين ممن تطوعوا للقتال في ليبيا عبر صناديق خشبية، وأفادت المعلومات أن تركيا وعدت ذوي هؤلاء القتلى بتعويض مالي كبير لمدة عامين، بالإضافة إلى مغريات أخرى لذوي القتلى.


ماهي الإجراءات الرسمية والقانونية التي يمكن اتخاذها تجاه هؤلاء المرتزقة؟

بالنسبة للإجراءات القانونية يجب أن تحرك دعاوي قضائية ضد الحكومة التركية المسؤولة عن تجنيد المرتزقة وأيضا حكومة الوفاق التي تقوم باستقبالهم في ليبيا.