شن المسؤول الليبي السابق محمد اسماعيل، المقرب من سيف الإسلام القذافي، هجوما لاذعا على أحد المسؤولين السابقين -لم يسمه بالاسم-، ورد عليه في أول تدوينة ينشرها على حسابه الخاص بموقع التواصل فيسبوك منذ زمن حول الشأن العام.

وجاء رد اسماعيل، ضمن تهنئة نشرها احتفاء بخروج القيادي الليبي السابق أبوزيد دوردة، قال فيها:

"من منا لم يحتفي ويحتفل بخروج البطل الصامد الأستاذ أبو زيد دوردة، منتصراً بوفائه لما آمن به وثباته القوي كالصخر على مبادئه، فإنهزم الآسر وحلّق الأسير حراً كاسراً للقيود والقضبان... الأستاذ أبو زيد دوردة... ملحمة ثورية وطنية في العطاء والبذل والتضحية والصبر والمواقف الرجولية، فهنيئاً لأحرار الوطن به ، لكن المرجفون الذين (في قلوبهم مرض)، أرادوها مناسبة لتجديد محاولتهم الدنيئة في الدس والكذب من أجل الوقيعة والفتنة، وهذا هو ما فعله أحدهم بمنشوره الرخيص، الذي أزكمت رائحة كذبه وادعاءاته المكشوفة، أنوف أصدقائه فإنهالوا عليه بتعليقاتهم الفاضحة لكذبه والمعبرة عن وعيهم لأهدافه الخبيثة." 

وأضاف اسماعيل، أن هذا المسؤول لم يخجل من نفسه ... ولم يصحح ... ولم يعتذر ... ولم يسحب تدليسه الذي ظن أنه به لربما ينجح في تبييض صفحة توليه يوم الزحف بهروبه المبكر في شهر مايو 2011، فإذا به يُسوِد المزيد من صفحات تاريخه وعلى مرأى كل من قرأ بوعي وبضمير وطني ما كتبه من خزعبلات...  (على حد وصفه).

وقال اسماعيل، في تدوينته لأن "المسؤول" أورد اسمه في ادراج نشره على موقع التواصل فيسبوك، ليجعل منه شاهد زور في روايته التي قال إنهم اكتشفوا فيها موهبته في التنجيم،... قائلا: "ها أنا ذا، أضع الحقائق أمام الجميع للوطن والتاريخ ... كاشفاً حديث إفكه بكل ما فيه من كذب وتزوير وفتنة وتنجيم".

وأورد اسماعيل رده في 6 نقاط جاءت على النحو التالي:

"أولا: في يوم 21 فبراير 2011 ... الذي يقول إنه ذهب فيه للجنة الشعبية العامة وإني كنت هناك، يعرف جميع من ذكرهم في روايته أني كنت في مدينة بنغازي منذ يوم 14 فبراير ورجعت لطرابلس مساء 22 فبراير 2011 وتوجهت فور وصولي للجنة الشعبية العامة وكان موجوداً كل من أخي سيف الاسلام معمر القذافي و الأخ محمد بلقاسم الزوي والدكتور البغدادي المحمودي والأخت فوزية شلابي والنائب العام السابق عبد الرحمن العبار.

ثانيا: يقول في روايته المزعومة ... إن النقاش دار حول القرار الذي صدر فيما بعد تحت رقم 1973 (حماية المدنيين) ... هذا غير صحيح إطلاقاً لأن هذا القرار في ذلك التاريخ لم يكن مطروحاً أصلا.

ثالثا: يربط ذلك النقاش المزعوم بالحديث عن شلقم ... ويورد رأيه في أن ما صرح به شلقم يعني إنه قد انشق. وهذا كذب آخر، ليس من باب الدفاع عن المذكور ولكن تثبيتاً للوقائع في تسلسلها التاريخي. شلقم لم يتحدث للإعلام قبل يوم الاربعاء 23 فبراير، ففي هذا التاريخ تحدث في مداخلة هاتفية موثقة صوتاً وصورة للمذيع الجزائري عبد القادر عياض بقناة الجزيرة ، وكان مازال مع النظام ودافع عنه وقال (القائد صديقي)، وكان انشقاقه يوم 25 فبراير خلال جلسة مداولات مجلس الأمن للقرار 1970 , وفي نهاية المطاف فان انشقاق شلقم من عدمه لم يكن ليغير من الواقع شيء، فقرار العدوان على بلادنا كان مبيتاً واتخذ مع سبق الإصرار والترصد... وبناء على ذلك، يحق لنا أن نتساءل هل كان صاحب الرواية المزعومة في منشور حديث الإفك ... يمارس التنجيم؟ أو أنه مرفوع عنه الحجاب حتى يرى ما سيحدث بعد يومين ثم أربعة أيام من تاريخ ذلك الإجتماع المزعوم أو اللقاء؟؟؟

 رابعا: القرار رقم 1970 صدر يوم 26 فبراير وكان ينص على تجميد أرصدة ومنع مسؤولين من السفر وإحالة الملف الليبي لمحكمة الجنايات الدولية. وكل هذه البنود في القرار لم يتحدث عنها صاحب المنشور في روايته المزعومة.

خامسا: القرار رقم 1973 والذي تضمن فقرة استخدام كل الوسائل المتاحة لحماية مدنيين، صدر يوم 17 مارس، وجاء تالياً لقرار المجلس الوزاري للجامعة العربية الصادر يوم السبت 12 مارس والذي طالب مجلس الأمن بفرض منطقة حظر جوي في ليبيا ، وهذا القرار "العربي" صدر بعد يومين من بيان لحلف الناتو الصادر يوم الخميس 10 مارس الذي أعلن فيه أن "التأييد العربي القوي هو أحد العناصر المطلوبة لاتخاذ قرار فرض حظر جوي، وإن هذا القرار يتطلب تخطيطاً جيداً وتفويضاً من الأمم المتحدةما معنى كل هذا؟ ... معناه أن هذه المطالبات لمجلس الأمن، لاحقة على تاريخ ما ورد تنجيماً على لسان صاحب الرواية المزعومة في النقاش المفتري، بحوالي أسبوعين.

سادسا: في آلية عمل مجلس الأمن لا يتم نشر مسودات القرارات في موقع المجلس، هي فرية كبرى منه ... والأدهى من ذلك أن فقرة استخدام كل الوسائل المتاحة لحماية المدنيين لم تكن موجودة أصلاً في مسودة القرار بل تم إضافتها لاحقاً بعد مفاوضات عسيرة ، إذ إن ما كان مطروحاً هو فرض منطقة حظر جوي فقط."

واختتم اسماعيل تدوينته بالقول،  "إن ما يفعله هذا الكذاب الأشر ،المفتن ،المنجم ... هو محاولة رخيصة للاصطياد في الماء العكر... إن أبو زيد هو أبوزيد ... وسيف الاسلام هو سيف الاسلام ...بقيا وناضلا وقاوما ضد العدوان ، بينما فر هو مبكراً في شهر مايو ليتمكن من الفرار من صفوف الوطن والرجال في المواجهة التاريخية مستخدما "مجاديف " خوفه وإنهزامه ساقطا في القاع ."