وصل صباح اليوم الأحد، رئيس جهاز الأمن الخارجي السابق، أبو زيد دوردة، إلى مطار تونس قرطاج الدولي، على متن طائرة تابعة لشركة طيران الأجنحة الليبية، الرحلة رقم YL800، حيث كان في استقباله، القنصل الليبي محمد المرداس.

وكان أبوزيد عمر دوردة، قد أطلق سراحه مؤخرا، رغم إصدار مكتب النائب العام في طرابلس لأمر الإفراج عنه منذ منتصف العام الماضي 2018 ولكن القرار لم يُنفذ لأسباب غير معلومة رغم ما يعانيه من مشاكل صحية تلازمه منذ سنوات.

وفي هذا السياق أجرت بوابة أفريقيا الإخبارية حديثا مع ضو المنصوري، المحامي السابق لأبوزيد دوردة، الذي بدوره أكد أن إطلاق سراح دوردة يمثل نقلة نوعية في مسارات القائمين على إنفاذ القانون في ليبيا، قائلا "المُفرج عنه معتقل منذ أكثر من ست سنوات وصدر بشأنه حكم جنائي، إلا أن الإفراج عنه تم تطبيقاً لأحكام قانون الإجراءات الجنائية الليبي، الذي يعطي مُكنة الإفراج الصحي عن المحكوم عليهم أثناء تنفيذهم للعقوبة".

وأضاف المنصوري، "أن وزير العدل كان قد شكل لجنة صحية بناء على طلب رئيس لجنة التحقيقات بمكتب النائب العام المرفقة بتقارير طبية أجريت على الأستاذ أبوزيد في محبسه، واللجنة لمرتين متتاليتين قررت الإفراج عنه لأسباب صحية ووفقاً للقانون".

وبسؤاله حول مدى تأثير تلك الخطوة على المشهد السياسي في ليبيا، قال المنصوري، "إن الإفراج عن دوردة يمثل بارقة أمل وضوء في آخر النفق ذلك أن هذا الإفراج في مجموع مضامينه سيشكل رافداً مهماً للمصالحة الوطنية بين الليبيين، كما أن شخصية الأستاذ أبوزيد دوردة من الوزن الثقيل ستساهم في تحقيق المصالحة الوطنية بين الليبيين وإعادة اللحمة للنسيج الاجتماعي الذي شتته الأهواء والتدخلات الخارجية التي فتتت ليبيا إلى جزيئات يصعب جمعها".

وتابع "إن هذه الخطوة هي مقدمة لخطوات قد تليها بالإفراج عن بقية المتهمين في قضايا سياسية تتعلق بالاختلاف في الرأي السياسي تمهيداً لاستحقاقات سياسية قادمة لن يكتب لها النجاح إلا بتضافر كافة الجهود الوطنية من أجل إنقاذ ما تبقى من الوطن ويعتبر الإفراج عن أبوزيد دوردة نقطة مفصلية في هذا السياق، ولا يسعنا إزاء ذلك تقديم الشكر لكل من ساهم في هذه الخطوة آملين أن تتلوها خطوات أكثر جسارة من أجل إنقاذ وطن أثخنته الجراح".

واختتم المنصوري حديثه قائلا "إطلاق سراح المعتقلين السياسيين وعلى رأسهم أبوزيد دوردة هو خطوة في طريق تضميد الجراح وإجراء مصالحة وطنية بين أبناء الشعب الليبي الذي اثخنته الجراح وكذلك لبنة لإعادة الوطن جامعا لكل الليبيين بمختلف توجهاتهم". 

يشار إلى أن دوردة اعتقل في الحادي عشر من سبتمبر سنة 2011 بالعاصمة طرابلس نتيجة لموقفه من أحداث فبراير.

وأبوزيد عمر دوردة، من مواليد أبريل 1944 بمنطقة الرحيبات بالجبل الغربي، وعمل مدرس تاريخ ثانوي وناشط سياسي منذ فترة السيتينيات، وأمين اللجنة الشعبية العامة (رئيس الوزراء) في ليبيا من 1990 إلى 1994 ورئيس لجهاز الامن الخارجي 2009 – 2011 وقد ساهم خلال فترة عمله مندوبا لليبيا في الأمم المتحدة في عودة المعارضين الليبيين في الولايات المتحدة.