وافق مجلس السلم والأمن الأفريقي، اليوم الثلاثاء، خلال اجتماع على مستوى السفراء في العاصمة الإثيوبية، أديس أبابا، على إنهاء تجميد مشاركة مصر في أنشطة الاتحاد الأفريقي، بناء على توصية لجنة الحكماء، بحسب مصدر داخل الاجتماع.

ومضى المصدر، الذي رفض نشر اسمه، قائلا، في تصريحات لوكالة الأناضول، إن المجلس استمع إلى تقرير لجنة الحكماء، الذي تلاه السفير الأوغندي، رئيس الدورة الحالية للمجلس، مول اس كاتندي، والذي أوصى بعودة مصر؛ لأنه "لا يوجد ما يعيق ذلك بعد إجراء الاستفتاء على تعديلات الدستور (في يناير/كانون الثاني الماضي)، وانتخاب رئيس جديد (الشهر الماضي هو وزير الدفاع السابق عبد الفتاح السيسي).

وتابع أن "السفراء الدائمين كلهم وافقوا، خلال مداخلات لهم، على توصية اللجنة".وبدأ مجلس السلم والأمن الأفريقي اجتماعًا على مستوى السفراء، في وقت سابق اليوم، وسط تعميم إعلامي، بحسب مراسل الأناضول.وقال المراسل، المتواجد في مقر الاجتماع، إن منظمي الاجتماع (إدارة المجلس) فرضوا إجراءات مشددة على الصحفيين وتم إخراجهم من القاعة.

وتمهد جلسة اليوم لقمة مجلس السلم والأمن، التي ستنعقد في غينيا الاستوائية يوم 25 من الشهر الجاري، وذلك قبل يوم من قمة الاتحاد الأفريقي.وكانت لجنة حكماء أفريقيا المعنية بمصر أوصت، يوم الجمعة الماضي، بإنهاء تجميد عضوية القاهرة، مع توصيتها السلطات الحالية في مصر بالحوار مع المعارضة وإطلاق سراح المعتقلين والسماح بالمظاهرات.

وجاء ذلك في تقرير قدمته اللجنة إلى رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي، دلاميني زوما، بعد ختام اجتماعاتها التي استغرقت ثلاثة أيام، وفقا لما صرح به مصدر مطلع لوكالة الأناضول.وقال مصدر دبلوماسي، فضل عدم نشر اسمه، إن "اجتماع المجلس سيناقش أيضا الصراع الدائر في جنوب السودان (منذ منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي) ونشاط حركتي بوكو حرام النيجيرية والشباب المجاهدين الصومالية".

وعلق الاتحاد الأفريقي عضوية مصر في يوليو/تموز الماضي، بعد أيام من الإطاحة بنظام الرئيس المخلوع محمد مرسي، وهو ما اعتبره الاتحاد "عملا غير دستوري".وبعد أيام من تجميد عضوية القاهرة، تشكلت "لجنة الاتحاد الأفريقي العالية المستوى بشأن مصر" يوم 8 يوليو/ تموز 2013 لمتابعة التطورات في مصر.ويترأس هذه اللجنة، ألفا عمر كوناري، رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي السابق، مع عضوية كل من رئيس وزراء جيبوتي السابق، دليتا محمد دليتا، وفوستوس موجاي، رئيس بوتسوانا الأسبق.فيما يتألف مجلس السلم والأمن الأفريقي من 15 دولة، بينها 5 أعضاء دائمين، وهو أعلى سلطة بالاتحاد الأفريقي لفض النزاعات.والخمسة أعضاء الدائمين يمثلون الأقاليم الأفريقية الخمسة، وهم نيجيريا عن إقليم الغرب، وأوغندا عن الشرق، وغينيا الاستوائية عن الوسط، والجزائر عن الشمال، وموزمبيق عن الجنوب، وتنتقل الرئاسة دوريا كل شهر لواحدة من الدول الأعضاء الخمسة الدائمين في المجلس.